هنا تسقط الحقوق والانسانية في كل زاوية، كيف إذا كان الخصم قياديا حوثيا نافذا في صنعاء أو ينفذ أوامر أسياده بنهب المواطنين بقوة البارود وتفحيطات الشاصات الميلشاوية في كل شارع..
لم يكن "زيد الخولاني"، يدرك أن مليشيا محمد علي الحوثي ستصل الى أرضيته التي اشتراها في دار سلم جنوب العاصمة صنعاء، حتى فوجئ باتصال من حارس الأرضية أن المليشيا داهمت المكان واختطفت عدد من العمال العاملين في بناءها، وذلك بعد أيام من بدء البناء في الارضية المكونة من عشر لبنات..
يتحدث "الخولاني" ل"يمن الغد" بعينين محمرتين ولسان ثقيلة، وهو يردد بحسرة : "نهبوا رأس مالي بذريعة انها من الاراضي التابعة لجنرالات الرئيس صالح"..
يحاول ان يبلع ريقه ليكمل الحديث غير ان مكالمة وارده قاطعته ليجاوب على الهاتف، واثناء حديثه مع المتصل كان يقول له: قائد المجموعة التي داهمتنا يقولي: "من قال لأمك تشتري هانا ياخولاني.."
جنرالات الزعيم
عناصر مسلحة حوثية خيمت في الارضية، فيما صاحبها يتخبط في أروقة أجهزة الدولة المختطفة ومؤسساتها القضائية والمعنية ليثبت أن عملية الشراء كانت صحيحة لكن دون جدوى..
لم تمضي سوى أيام حتى اضطرت المليشيا المواطن الخولاني لبيع الارضية بالسعر الذي حددته هي، حيث أتت المليشيا ب"مسعر" يسعر الارضية ليشتريها مشرف حوثي بذريعة انها كانت من الاراضي المصروفة لجنرالات الرئيس الراحل علي صالح..
وتتهم المليشيا ملاك الاراضي بالتواطؤ مع جنرالات صالح من خلال شرائهم لهذه الاراضي لتغطية فساد حد زعمها..
وحين رد "عبد الدائم"- أحد الملاك لقطعة ارض في منطقة حزيز بأنه اشترى من مواطن يعمل مزارعا وليس من ضابط سابق في جيش الزعيم "في اشارة الى صالح".. أجاب المشرف الحوثي بأن المواطن الذي باعها لعبد الدائم اشتراها من مواطن آخر وهذا المواطن الاخير يتوقع الحوثيين انه اشتراها من ضابط سابق في الجيش..
هكذا تساق التبريرات وتنتهي بتسعير الارضية بثمن بخس لصالح المليشيا..
مئات الاعتداءات في 3 أشهر
وبدأت مليشيا الحوثي بشن حملات نهب واسعة طالت اراضي المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها اضافة الى فرض اجراءات تعسفية لابتزاز البنوك والمصارف واستخدم القوة في تمريرها..
يقول مصدر قضائي ل"يمن الغد" بأن أكثر من 500 حادثة اعتداء وسطو على أراضي مواطنين في صنعاء، تمت خلال الثلاثة الاشهر الاخيرة، منها 200 قضية فقط مرفوعة إلى النيابات والقضاء..
"عدنان محمد" مواطن لا زال يحاول انقاذ أرضيته من النهب الحوثي، لقد برهن بكل ما يمتلك من وثائق بأن معاملته صحيحة وكل أوراق عملية البيع ليس فيها ما يعيب أو ما يخلق مبررا لمنعه من البناء فيها، لكن منذ نحو شهر لم يصل الى نتيجة ذي جدوى مع المليشيا التي تحاول اجباره على البيع بمبرر أن الارضية كانت تابعة لجنرال في الجيش التابع لعلي صالح..
يقول "عدنان محمد"، خلال حديثه ل"عدن الغد" إن الحوثيين طلبوا منه احضار البائع وبعد احضاره الزموا هذا الاخير بإحضار البائع عليه حتى وصلوا الى البائع الخامس ومازالوا يطالبوا بالبائع السادس وهو مسافر خارج البلد..
يحاول أحد المواليين لجماعة الحوثي اقناع "عدنان" بأن هذه الاجراءات ليست عبثا، فيرد عليه عدنان متضجرا:" قد العبث يعزف صنعاني وانت تقولي مافيها عبث"..
ويقول أحد المواطنين إن جاره رفض البيع للمليشيا واعتكف منزله، فأقدمت على اقتحام المنزل واقتياده بالقوة قبل إجباره على توقيع وثيقة البيع.. يعلق قائلا: انها تنهب الارض وتستبيح العرض..
وفي الغضون تصاعدت وتيرة الاعتداء على أراضي الأوقاف والأملاك العامة والخاصة في محافظة إب وسط البلاد..
وقال مصدر قضائي في محافظة إب، إن الاعتداء على أراضي الأوقاف والمقابر، بلغت نحو 326 حادثة اعتداء وسطو على أراضي أوقاف ومقابر، تمت خلال الاشهر القليلة الماضية، وأن 80 قضية مرفوعة إلى النيابات والقضاء بشأن ذلك.
وقالت مصادر محلية، إن عصابة مسلحة استقدمها وزير حوثي إلى مدينة إب، تحاول السطو على أراضي أوقاف في منطقة الدائري بمدينة إب، في ظل ممانعة المستأجرين لها.
وأوضح مكتب الأوقاف بمحافظة اب في مذكرة له، بأن ورثة "زيد محمد زيد" الذين منهم وزير الرياضة في حكومة الحوثيين حسن زيد وإخوانه يحاولون السطو على أراضي تديرها أوقاف إب منذ قرن من الزمن".
وبحسب المذكرة فإن الأراضي مستأجرة لمواطنين يتوارثونها منذ أكثر من مائة عام وهي تابعة لأراضي أوقاف إب.
أرضية معسكر بمليار
وفي محافظة ذمارجنوبصنعاء أقدمت قيادات حوثية ببسط سيطرتها على أراضي شاسعة من أراضي وعقارات الدولة, وأراضي الاوقاف.
وقالت مصادر محلية إن قياديا حوثيا استولى على مساحة أرض كبيرة تابعة لمعسكر القشلة في الشارع العام للمدينة وباعها لرجل أعمال في المدينة بمبلغ مليار ريال.
