لفتت مصادر تركية إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان، اجتمع مُطولًا اليوم، الخميس، مع العشرات من نواب حزبه، العدالة والتنمية الحاكم، في البرلمان التركي. ونقلت ”وكالة أنباء تركيا” عن المصدر قوله إن الاجتماع عُقد في المقر الرئيس للحزب في العاصمة أنقرة، وضم 60 نائبًا من العدالة والتنمية. وأوضحت المصادر أن الاجتماع استمر 195 دقيقة (3 ساعات و15 دقيقة)، وجرى خلاله التباحث بآخر الشؤون الحزبية. وأشارت إلى أن الاجتماع ناقش تقييم نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة التي شهدتها تركيا في 31 آذار/مارس الماضي، وإعادة انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول التي جرت في 23 حزيران/يونيو الماضي. وشدد المصادر على أن الرئيس التركي “عاكف على عقد لقاءات مماثلة مع كافة نواب حزب العدالة والتنمية”. وذكرت أن تلك الاجتماعات تستهدف “الوصول إلى مرحلة تقييمية كاملة لأوضاع الحزب، وعمل ما يمكن القيام به من أجل تحسين الأداء ورص الصفوف وتحقيق تطلعات الشعب”. وكان حزب العدالة والتنمية خسر بلدتي إسطنبولوأنقرة في الانتخابات البلدية الأخيرة، وهو ما دق ناقوس الخطر من أن تكون شعبية الحزب تراجعت بين الأتراك في الآونة الأخيرة. وعلى إثر تراجع الحزب، تحدثت عديد المصادر الصحفية عن عزم عدد من مؤسسي العدالة والتنمية تأسيس حزب جديد. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر قولها إن علي باباجان وعبدالله غل- وهما من أبرز مؤسسي حزب العدالة والتنمية- يستعدان لإطلاق حزب جديد. وذكر المصادر أن باباجان وغل فكرا بإنشاء حزب منذ ستة أشهر، تعززت الفكرة بعد خسارة العدالة والتنمية بلديتي أنقرةوإسطنبول في مارس/ آذار ويونيو/ حزيران الماضيين. وقالت المصادر إن الإعلان عن الحزب الجديد ربما يكون في الخريف المقبل، وسيتبنى نفس السياسات التي بدأ بها حزب العدالة والتنمية الذي تأسس عام 2001. وفي مقابل هذه التحركات، يسعى أردوغان للحفاظ على تماسك حزبه وقوته، ولاسيما أنه ما زال الحزب الأكثر تمثيلًا للشعب بأكبر عدد في مقاعد البرلمان. ويعمل أردوغان على إعادة تقييم أوضاع حزبه، وتلافي ما وقع من أخطاء خلال المرحلة الماضية، ليكون جاهزًا للمنافسة بقوة على أي انتخابات مقبلة، سواءً دورية أو مُبكرة.
وكان السفير التركي لدى قطر فكرت أوزر قد تحدث عن إمكانية وقوع انقلاب جديد في تركيا ضد أردوغان وحزبه، مشيرا إلى أن تنظيم غولن الإرهابي هو تنظيم سري، وما تزال عمليات القبض على أتباعه مستمرة. وقال “أوزر” إن تركيا تحتفل سنويا ب”يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية”، لأن المحاولة الانقلابية التي وقعت كانت استهدافا للديمقراطية التركية. وأكد أن الشعب التركي نجح في الحفاظ على ديمقراطيته، مشددا على أن المحاولة الانقلابية الأخيرة لم تكن عادية كسابقاتها، لأنها شهدت إطلاق النار على المدنيين، لكن الشعب عرف بصموده كيف يحافظ على الديمقراطية التركية، وفقا لصحيفة “لوسيل” القطرية. وردا على سؤال حول ما إذا كانت تركيا آمنة من خطر حدوث محاولة انقلابية أخرى قال: “كما تعلمون فإن تنظيم غولن الإرهابي هو تنظيم سري، وما تزال عمليات القبض على أتباعه مستمرة، بدليل إلقاء القبض على 32 موظفا في البحرية التركية، و50 من أفراد القوات البرية، وهم يستعينون بتكنولوجيات متطورة وهواتف عمومية للتواصل ونقل المعلومات”. وأضاف: “خطر تنظيم غولن مستمر، ولا يمكن القول إننا تخلصنا منهم. ولا ننسى أنه تم توقيف أحد أتباع غولن وقد كان موظفاً بالسفارة التركية في قطر بعد عامين من المحاولة الانقلابية الفاشلة. ومن تمّ، فإن التخلص من التنظيم الإرهابي السري ليس سهلاً، لكن الحكومة التركية تتعامل وفق القوانين الدولية والشفافية في مواجهة هذا التنظيم الإرهابي”. وقال السفير إن فتح الله غولن الذي يطلق على نفسه اسم “إمام الكون”، و”المهدي المنتظر”، هو خريج المدرسة الابتدائية وبدأت حركته في 1974، وشكّل شبكة خاصة به، وسعى إلى إقامة الخلافة، بناء على اعتقاد واهم بأنه المهدي المنتظر، بهدف حماية مصالح منظمته. وبعد نهاية الحرب الباردة وزع شبكة في دول القوقاز وآسيا الوسطة والبلقان، وأسس وجوده في حوالي 160 دولة عبر أنحاء العالم. ويقولون في كل بلد لدينا توصية من القنصلية الأمريكية في إسطنبول. وعن تورط دول الحصار في دعم المحاولة الانقلابية، ومدى تواجد أتباع غولن في دول الخليج، قال: “دولة قطر طردت الكثير من أتباع غولن في دوائر الدولة والشركات، وبعضهم هربوا إلى الإمارات. والسعودية تحولت إلى فتح الأبواب لأتباع غولن من مبدأ عدو عدوي صديقي”.