في فضيحة جديدة للنظام السعودي ومستشار ابن سلمان المقال سعود القحطاني قائد عملية اغتيال خاشقجي، كشف موقع “بيلينغ كات” البريطاني تفاصيل مثيرة حول نشاطات المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي بخصوص ما يعرف بعمليات الذباب الإلكتروني التي يقودها ويشرف عليها. ونشر الموقع البريطاني تقريرا قال فيه إن “القحطاني كان عضوا في عدد من المنتديات والمواقع المختصة بالتجسس والقرصنة والسرقات، كما أنه كان في بعض الأحيان ينشر مشاركاته وهو في حالة سكر فاقدا للوعي”. وأشار التقرير إلى أن “القحطاني اشتهر بإدارة وسائل التواصل الاجتماعي للديوان الملكي، وتولي ملف الدعاية لأعمال بن سلمان، كما شمل توصيفه الوظيفي القرصنة ومراقبة منتقدي النظام السعودي وبن سلمان”. وأكد التقرير أن “القحطاني حاول بين العامين 2012 – 2015 شراء أدوات مراقبة من شركة تجسس إيطالية مثيرة للجدل”. وأضاف أن أحد القراصنة الرقميين، الذي عرفه بنفسه باسم “فينس فيشر”، كشف في يوم 5 يوليو/تموز2015 عن سرقة ونشر نحو 400 غيغا بايت من المستندات الداخلية والشفرات والرسائل البريدية من “هاكينغ تيم”، وهي شركة تقنية معلومات إيطالية تبيع وسائل مراقبة واختراق هجومي للحكومات، ورمز المصدر ورسائل البريد الإلكتروني، لتظهر مراسلات “القحطاني” ونشاطاته ضمن هذه التسريبات. وأوضح التقرير أن هذه المواقع يدخل إليها المبتدئون في القرصنة، عادة ما يكونون ضحية لغيرهم الأكثر منهم مهارة، حيث تم اختراق موقع منتديات “هاك فورمز” الشهير، في يونيو/حزيران 2011، من قبل مجموعة من القراصنة أطلقوا على أنفسهم (LulzSec)، ليظهر أن عناوين القحطاني الإلكترونية ([email protected]) و([email protected]) بالإضافة إلى أرقام الهواتف (*****0096655548) (****0096654855)، كانت ضمن التسريبات المنشورة. وأشار إلى أن “القحطاني” سجل 22 نِطاقا (دومين – domains) على الأقل منذ عام 2009، تم استخدام بعضها كخوادم تحكّم ومراقبة للبرامج الضارة. واوضح التقرير أن ا”لقحطاني” أظهر ضعفا في الأمن التشغيلي بشكل استثنائي عند تسجيل جميع هذه المجالات تقريبا، رغم أنه سجل بأسماء مستعارة ووهمية وأخرى حقيقية، ولا يزال اثنان من تلك النطاقات نشطين لحد الآن، كما يقول التحقيق، وهما: (saudq.com) و(jasmn.info). وتابع: “منشورات القحطاني في منتديات (هاك فورمز) وأدوات وخدمات القرصنة التي اشتراها واستخدمها، ومنصات الوسائط الاجتماعية وتطبيقات الجوال التي استهدفها، تعرض بالتفصيل”. وأكد التقرير أن “القحطاني نشر 3 مرات على الأقل وهو في حالة سُكر، باعترافه الشخصي، وركز على مواضيع لا علاقة لها بالقرصنة، مثل دور الدين في السياسة والسياسة تجاه إيران. وأفاد التقرير بأن “القحطاني” لديه حساب على “لينكدن بريميوم” تحت اسم “saud a”، واسمه الثلاثي “سعود عبد الله القحطاني”، في حين وصف نفسه بأنه “موظِّف headhunter” مقره في المملكة العربية السعودية، كما أنشأ ملفا شخصيا على “فيسبوك” تحت اسم “مواطن مصري مؤيد لمبارك في نهاية حياته”، كما أن ل”القحطاني” حسابات على (سناب شات وواتساب وسيجنال وتليغرام) وثريما”. وأكد التقرير أن “القحطاني” كان يتابع عبر “سكايب” الإشراف على مقتل وتقطيع “خاشقجي” في القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018. وبعد تبادل الإهانات مع “خاشقجي”، أمر أعضاء “فريق النمر” الذين احتجزوا “خاشقجي” بقتله قائلا: “أحضروا لي رأس الكلب”. وأكدت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن “بن سلمان” أمر بقتل “خاشقجي”، مستشهدة ب11 رسالة نصية بين ولي العهد و”القحطاني” قبل وأثناء تنفيذ الجريمة. وأوضح التقرير أن “القحطاني” استخدم العنوان “[email protected]” في مجموعة واسعة من الأنشطة عبر الإنترنت، بما في ذلك تسجيل الحسابات في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي. واستخدم “القحطاني” أيضا بريده لتسجيل حساب على موقع “هاك فورمز” على الويب تحت اسم المستخدم “nokia2mon2”. ولفت التقرير إلى أن “هاك فورمز” يعدّ شائعا بين القراصنة ذوي المهارات المنخفضة والمجرمين الإلكترونيين، مؤكدا أن السجلات والبيانات المسربة تشير إلى أن الحاسوب الذي كان “القحطاني” يستخدمه في التواصل مع هذه المواقع لا يزال حاليا جزءا من شبكة فرعية مخصصة لشركة الاتصالات السعودية “اتحاد الاتصالات”. وأشار التقرير إلى أن “القحطاني” كان عضوا نشطا في منتديات “هاك”، حيث نشر أكثر من 500 مرة، وساهم بأكثر من 10 آلاف دولار في الموقع ما بين يوليو/تموز2009 وسبتمبر/أيلول 2016، وحذف ما لا يقل عن 98 مشاركة، كما يشير ملفه الشخصي إلى أنه نشر 441 مرة، بينما توضح لقطة الشاشة التي نشرها أحد حسابات المخترقين أنه نشر 539 مرة على الأقل”. وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وضعت وزارة الخزانة الأمريكية “القحطاني” على قائمة العقوبات، قائلة إنه كان جزءا من عملية التخطيط والتنفيذ لاغتيال “خاشقجي”. وأدرجت وزارة الخارجية الأمريكية “القحطاني” في قائمة تضم 16 شخصا ممنوعين من دخول الولاياتالمتحدة بسبب دورهم المزعوم في عملية القتل السابقة.
