أعربت البارونة (النائبة)، هيلينا كينيدي، عضو مجلس اللوردات البريطاني، أمس الإثنين، عن قلقها إزاء الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في السعودية. تورط سعودي في اغتيال خاشقجي
لفتت هيلينا كينيدي إلى أن تقريرًا أمميًا بشأن مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، أكد أنها مدبرة بضلوع مسؤولين كبار، بينهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. البارونة تطرّقت إلى مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، وذكرت أن تقرير المقررة الأممية، أكد أن هذه الجريمة "مدبرة بضلوع مسؤولين كبار، بينهم ابن سلمان". هيلينا كينيدي لفتت إلى أنها كانت من ضمن أفراد الفريق الأممي الذين استمعوا إلى التسجيلات الصوتية المتعلقة بالجريمة. البارونة شاركت مع المقررة الأممية المعنية بحالات القتل خارج القضاء "أغنيس كالامار"، في وضع تقرير حول قتل خاشقجي، بالإضافة إلى مشاركة الرئيس السابق للأكاديمية العالمية للطب الشرعي دوارتي نونو فييرا. لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات السعودية بشأن ما ورد في تصريحات البارونة هيلينا كينيدي من اتهامات.
تقرير أغنيس كالامار بشأن مقتل خاشقجي
قبل أسابيع، نشرت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان تقريرًا أعدته أغنيس كالامار، من 101 صفحة تقرير أغنيس كالامار أظهر أن الساسة وصناع القرار متمسكون بفكرة أنه لا توجد بدائل لمحمد بن سلمان. التحقيق في قضية مقتل خاشقجي استمر خمسة أشهر. التقرير كشف أن خاشقجي كان ضحية إعدام مخطط ومدبر له خارج نطاق القانون تتحمل السعودية المسؤولية عنه. التحقيق ذكر أن محمد بن سلمان متواطئ في العملية وفي محاولة التغطية التي أعقبت الجريمة. أغنيس كالامار دعت إلى وقف التحقيق مع 11 شخصًا متهما بالجريمة، والبدء بتحقيق مستقل بناء على أمر من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش أو مكتب التحقيقات الفدرالي. التقرير طالب بفرض عقوبات على محمد بن سلمان، وأرصدته الخارجية. الأمين العام للأمم المتحدة لم يرد على طلب أغنيس كالامار إجراء تحقيق مستقل.
بين أوربا وترمب
الدول الأوربية التزمت الصمت تجاه نتائج التقرير في حين أشاد ترمب بولي العهد السعودي خلال قمة العشرين وقال إنه "يقوم بعمل مذهل". ترمب قال إنه لا يوجد اتهامات مباشرة إلى ولي العهد رغم ما توصل إليه تقرير أغنيس كالامار وتقييم وكالة الاستخبارات الأمريكية. أغنيس كالامار كشفت أن عدد من الدول حاولت "دفن تقريرها" وأن جريمة القتل لن تختفي.
إعدامات جماعية
هيلينا كينيدي قالت إن السعودية نفذت هذا العام 134 حكمًا بالإعدام، 37 منها كانت ضد معارضين سياسيين، أعدموا جماعيًا. البارونة أضافت بوجود عمليات احتجاز وإخفاء قسري وسجن، وكثير من المستهدفين من السعوديين في المنطقة الشرقية. النائبة البريطانية اعتبرت تنفيذ الإعدامات يصب في خانة الانتهاكات المنتظمة لحقوق الإنسان، بعد السجن، وهي تستهدف المعارضين، ومنهم المعارضون للحرب على اليمن. هيلينا كينيدي نوّهت إلى أن الإعدامات نفذت بحق أطفال، بتهم منها التجسس، وهي تهم غير واضحة، وأنهم أعدموا لجرائم غير عنيفة. البارونة تحدثت عن انتهاكات خطيرة تحصل في السعودية لحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن السلطات السعودية لا تسمح بالوصول إلى المحاكمات.
خلفيات
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ذكر في تصريحات أدلى بها للصحفيين في قمة العشرين، أن بعض الأشخاص يدفعون أموالًا طائلة لدفن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. أردوغان أكد في الوقت ذاته، على ضرورة محاكمة المتورطين في قتل خاشقجي بإسطنبول، لأن الجريمة وقعت فيها. الرئيس التركي دعا ولي العهد السعودي إلى كشف قتلة خاشقجي، وأضاف أنه ما زال يجري إخفاء بعض جوانب هذه الجريمة.