منذ انقلاب الابن حمد وبدعم أمريكي على الأب خليفة واستيلائه على السلطة في دولة قطر المملوكة لأسرة آل خليفة.. بدا واضحاً ميول أمير قطر الجديدة نحو الغرب ورغبته الملحة التقرب زلفى من اسرائيل وتوطيد العلاقة معها.. وعلى هذا الأساس عمل أمير قطر مستفيداً من الأوضاع غير المستقرة التي شهدتها المنطقة خلال حرب الخليج الثانية ومابعدها.. واحتضان قطر لأكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط للظهور كدولة لها تأثيرها السياسي وثقلها داخل مجلس التعاون لدول الخليج العربي وإثبات وجودها أمام جارتها اللدود المملكة العربية السعودية.. وهو ما يفسر اتخاذها مواقف سياسية مغايرة ومتعارضة مع المواقف السعودية أكان في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربي أو على مستوى الجامعة العربية بما في ذلك احتفاظ قطر بعلاقتها القوية والمتميزة مع إيران الجمهورية الإسلامية الشيعية.. على عكس دول الخليج الأخرى التي اتسمت علاقاتها مع الجارة إيران بالتوتر المستمر وعدم الوفاق وبالذات السعودية والكويت والإمارات التي تحتل إيران عدداً من جزرها البحرية في الخليج العربي كما حاولت قطر الظهور بثياب الدولة الإسلامية لسحب البساط من تحت أقدام السعودية ومحاولة إحتوائها منظمة المؤتمر الإسلامي واعتماد الدوحة مقراً دائماً للمنظمة بدلاً من الرياض بالإضافة إلى تبنيها لعدد من القضايا العربية والإسلامية ومساندتها للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير.. كما انفقت قطر ملايين الدولارات لدعم ومساعدة الفلسطينيين وإعادة إعمار لبنان وتبني عدد من المشاريع في بعض الدول العربية بما فيها اليمن.. ليس حباً في الشعوب العربية وإنما لحاجة في نفس حمد قضاها.. وعبر قناة الجزيرة نجحت قطر في تسويق نفسها للشارع العربي الذي افتتن بهذه الدولة الصغيرة ومواقفها القومية الإسلامية الكبيرة لدرجة جعلته يغمض عينيه عن رؤية وجه قطر الآخر ومشروعها الصهيوأمريكي الذي عملت على تنفيذه في المنطقة العربية.. وفعلاً كان لقطر ماتريد .. وماتعانيه اليمن وليبيا ومصر والشقيقة سوريا من عنف وخراب وقتل هو خير دليل على نجاح مشروع قطر وسياستها القذرة التي تهدف من ورائها إلى تمزيق النسيج الاجتماعي العربي الإسلامي وتوسيع هوة الخلافات وزرع الشقاق بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة.. إلى حد المواجهة المسلحة والاقتتال المذهبي والطائفي والحزبي وتحت زعم التحرر من الأنظمة الدكتاتورية وترسيخ مبادئ الديمقراطية والحرية ودعم إرادة الشعوب... إلخ وصولاً إلى تقسيم المنطقة وإعادة رسم الخارطة الجغرافية وخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار بما يخدم المصالح الاسرائيلية والغربية ويعزز من هيمنتها على حساب الشعوب العربية المغلوبة على أمرها والغارقة في مستنقع الخلافات المذهبية والطائفية والحزبية التي يتم تغذيتها بأموال قطرية وأسلحة امريكية وغربية. ورغم وضوح المؤامرة الصهيوأمريكية التي تقودها قطر والدور الذي تلعبه لزعزعة أمن واستقرار الدول العربية فيما بات يعرف بثورات الربيع العربي وظهورها في صف الشعوب ومع إرادتها في تقرير مصيرها واختيار حكامها على أسس من الديمقراطية والحرية.. وكأن قطر تمثل النموذج العربي الذي يحتذى به في الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية وأن حمد جاء إلى الحكم بإرادة شعب قطر وعبر صناديق الاقتراع ولم يأت عبر الإطاحة بوالده.. رغم كل هذا ما زال هناك من يعتقد أن قطر بدعمها للجماعات الإرهابية ومساندتها السخية للإخوان المسلمين للوصول إلى السلطة في مصر وليبيا وتونس واليمن وسوريا يصب في صالح الشعوب العربية والإسلامية فهذا اعتقاد خاطئ لأن هؤلاء هم صناعة أمريكية وإسرائيلية خالصة، وما ملايين قطر التي تنفقها على هذه الجماعات إلا تنفيذ لتوجهات أمريكية وإسرائيلية.. والأيام القادمة كفيلة بتعرية أمير قطر وإظهار سوءته لمن ما زال غير قادر على رؤيتها نقلاً عن صحيفة تعز