أعلن اللقاء التشاوري الموسع لوجهاء وعقلاء وحكماء اليمن الذي دعا له زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي أمس, عن تشكيل مجلس عسكري لحماية ما سمي ب"ثورة 21 سبتمبر" التي سيطرت بها الجماعة على صنعاء ومحافظات أخرى. وأمهل الآلاف من رجال القبائل الذين شاركوا في اللقاء الذي عقد وسط إجراءات أمنية مشددة, في الصالة الرياضية المغلقة بصنعاء, الرئيس عبدربه منصور هادي 10 أيام لتشكيل الحكومة. وقال رئيس "التحالف التلاحم الشعبي القبلي" الشيخ ضيف الله رسام إن أمام هادي 10 أيام لتشكيل الحكومة, وإلا فإن الاجتماع المقبل سيكون في مركز القرار", في إشارة إلى دار الرئاسة. ودعا المجتمعون في بيانهم الختامي, إلى تنفيذ اتفاق السلم والشراكة والإسراع في تشكيل الحكومة. وحذروا من عرقلة تنفيذ الاتفاق, موضحين أن "الخيارات ستظل مفتوحة للحفاظ على الاستحقاقات والمكتسبات الثورية التي حققتها ثورة ال21 من سبتمبر". ودانوا الخطاب الأخير لهادي الذي طالب فيه الحوثيين بسحب مسلحيهم من صنعاءوالمحافظات الأخرى, وأقروا تشكيل لجان ثورية في جميع المحافظات للوقوف إلى جانب المواطنين. وعقد هذا الاجتماع في غياب قادة الأحزاب السياسية ومقاطعة كبار زعماء القبائل, وفي مقدمهم زعيما قبيلة بكيل الشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشايف وقبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر. من جهة أخرى, هدد حزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح, بالتحول إلى المعارضة إذا كانت هناك نية لإقصائه من العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الحزب عبده الجندي في تصريح ل"السياسة" إن "المؤتمر يفكر بالمشاركة مرة وبالمعارضة مرات عدة, فإذا كانت العملية تقتضي إخراجه من المعادلة السياسية فليس لديه مانع من التحول إلى المعارضة وبقية القوى السياسية تشكل الحكومة". ونفى الجندي أن يكون حزبه فوض هادي تشكيل الحكومة, قائلاً "إذا كان المؤتمر لم يدع لحضور الاجتماع مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر الأربعاء الماضي فكيف فوض الرئيس تشكيل الحكومة?". وأكد أنه ليس من مصلحة هادي ولا من مصلحة رئيس الوزراء خالد بحاح أن تلقي الأحزاب هذه المسؤولية الكبيرة عليهما في وقت مازالت النفوس ممتلئة بالنوايا السيئة. وأضاف ان "تصفية النفوس واختيارها لمرشحيها تدل على النوايا الصادقة واستعداد حقيقي لتحمل المسؤولية". وأكد أن اللجنة العامة للمؤتمر أعلنت قبل يومين تمسكها باتفاق السلم والشراكة وبتوزيع الحقائب الوزارية بواقع تسع للمؤتمر الشعبي وحلفائه وتسع لأحزاب "اللقاء المشترك" وشركائه وست للحراك الجنوبي وست لجماعة الحوثي. واعتبر أن أي عقوبات دولية ستصدر بحق صالح أو أي من قيادات "المؤتمر الشعبي" أو أي شخصيات سياسية أخرى بعد أن وقعت القوى السياسية على اتفاق السلم والشراكة ليس في صالح التسوية السياسية وسيعيد البلاد إلى مربع الأزمة. ورأى الجندي أن مبعوث الأممالمتحدة لليمن جمال بن عمر كلما جاء إلى اليمن نسف كل ما اتفقت عليه القوى السياسية من مواضيع, مضيفاً ان "عين بن عمر على المؤتمر الشعبي وقيادته وهذا يتنافى مع مهمته كوسيط دولي محايد وعليه أن يستمع لكل الأطراف". وكان بن عمر خلال لقائه في صنعاء بممثلي القوى السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة, أكد أن تنفيذ الاتفاق يعد الوسيلة الوحيدة لتجاوز الأزمة والتحديات الراهنة في اليمن. وشدد على أهمية التعجيل بتشكيل الحكومة الجديدة, مؤكداً أن الأممالمتحدة ستعمل مع جميع الأطراف لتذليل العقبات في سبيل الوصول إلى التنفيذ الكامل للاتفاق. وأشار إلى أن "جميع الأطراف السياسية جددت التزامها اتفاق السلم والشراكة الوطنية", مؤكداً أن رشاد العليمي حضر اللقاء عن حزب "المؤتمر الشعبي العام".
- في غضون ذلك, علمت "السياسة" من مصادر ديبلوماسية أن سفير اليمن لدى الأردن شائع محسن محمد الزنداني يعد أبرز المرشحين لتولي منصب وزير الخارجية. وينتمي الزنداني إلى منطقة جحاف بمحافظة الضالع جنوباليمن وسبق له أن عمل سفيرا لليمن لدى ايطاليا بين العامين 2005 و2010 وسفيرا غير مقيم لدى اليونان وصربيا وألبانيا وسان مارينو ومندوبا دائما لليمن لدى منظمة الأغذية والزراعة "فاو".