تحدث المفكر والكاتب السعودي "توفيق السيف" في مقال كتبه ل"الشرق الأوسط"، وحمل عنوان "جيراننا الدواعش"، وقال فيه إن الواقع اليمني تحركه "محاور ثلاثة"، وهي متمثلة ب(الحوثيين، الحراك الجنوبي، و حزبي الإصلاح والمؤتمر)، والتي وصفها بأنها المحرك الرئيسي لتحولات السياسة في اليمن اليوم، ومبيناً أن هذه ليست دعوة للتعاطف مع أي من هذه المحاور، بل للتعامل معها بناءا على ثقلها الفعلي في ميزان القوى السياسي، ذلك أنه لا يفيدنا كثيرا حصر خياراتنا في سلة الحكومة، فهي عاجزة عن حماية قادتها فضلا عن إدارة البلاد، حسب قوله. متسائلاً في بقوله: لا أدري إن كانت الأزمة السياسية في اليمن تتجه إلى الانفجار أو أن أطرافها سينجحون في التوافق على مخرج آمن. أيا كان الحال، فالمؤكد أن تفاقم الأزمة سوف يمهد الطريق لظهور نسخة جديدة من «داعش» على حدودنا، قد تكون أكثر خطورة من «داعش» العراقية. لا أحد يريد مجاورة وحش كهذا. هذا الاحتمال الخطر يستدعي مبادرة جدية من جانب دول المنطقة لا سيما دول الخليج، مبادرة براغماتية، تتعامل مع الواقع كما هو، ومع أطرافه بما فيهم من عيوب أو محاسن، مبادرة غرضها الأول تشكيل حكومة إنقاذ وطني تمسك بزمام الأمور، وتقود حوارا سياسيا يستهدف تفكيك الأزمة والحيلولة دون انهيارات تجعل البيئة الاجتماعية مهيأة لتكرار التجربة العراقية، حسب قوله.
وأتبع المفكر السعودي تساءله بتساؤل آخر عن مدى إمكانية "إدارة الأزمة اليمنية" دون التعامل مع الأطراف الأكثر تأثيرا فيها، مؤكداً أهمية فتح خطوط حوارات نشطه معها، بعيداً عن الكلام المكرر، عن الخلفية الإخوانية لتجمع الإصلاح، أو التعاطف الإيراني مع الحوثيين، أو تلاعب علي صالح أو ماركسية الحراك الجنوبي، فثمة حقائق مادية على الأرض تفرز مفاعيلها ولا تتوقف عند رغباتنا أو مواقفنا، حسب قوله.
مضيفاً أن تلك الدول لا تريد التعامل مع العدو اللدود لعلي صالح، أي «التجمع اليمني للإصلاح» بحجة أنه امتداد ل«الإخوان المسلمين» ، و بنفس القدر فإنها لا تود التعامل مع الحوثيين رغم أنهم يسيطرون فعليا على معظم مصادر القوة في البلاد، كما لا يريد أحد التعامل مع الحراك الجنوبي تلافيا لتهمة التعاطف مع دعوات الانفصال. هذا لا يغير من حقيقة أن المجموعات الشريكة في هذا الحراك تسيطر فعليا على معظم محافظات الجنوب