قالت صحيفة "العرب" اللندنية ان "الانقلاب" الذي أقدم عليه الحوثيون في اليمن يقترب من سقوط محقق، إذ لم يبق المجتمع الدولي والممانعة السياسية والشعبية الداخلية، وحتى المقاومة المسلّحة، أمامه من فرصة للنجاح. وبحسب الصحيفة ، فقد حملت زيارة قام بها المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر أمس إلى مقر إقامة الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي بعدا رمزيا عميقا بشأن تمسّك المجتمع الدولي بشرعية مؤسسات الدولة اليمنية، وعدم الاستعداد للتفاوض بشأنها، مسقطا آخر آمال الحوثيين في إنجاح الانقلاب الذي بدأ يقترب من السقوط بفعل ما واجهه من ممانعة إقليمية ودولية، ومن مقاومة سياسية وشعبية من داخل البلاد. وجاءت زيارة بنعمر للرئيس هادي غداة إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا بإجماع أعضائه دعا الحوثيين إلى التخلّي عن السلطة والإفراج عن الرئيس هادي الموضوع تحت الإقامة الجبرية والتفاوض بحسن نية حول حل سياسي للخروج من الأزمة. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر سياسية إنّ الأيام القادمة ستشهد إجراءات عملية وصفتها ب"المصيرية والمحدّدة" في إنهاء الانقلاب الحوثي والعودة إلى الشرعية بمشاركة خليجية فاعلة لم تحدّد طبيعتها. ومن جهتها أكدت الجامعة العربية حزمها إزاء الانقلاب قاطعة الطريق أمام محاولة الحوثيين ربح الوقت بطلب تأجيل الاجتماع الوزاري العربي بشأن اليمن. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أمس إنه مصرّ على عقد الاجتماع الخاص باليمن، في موعده المقرر غدا الأربعاء، وذلك في أعقاب طلب من سلطات الانقلاب في اليمن بتأجيل هذا الاجتماع إلى موعد لاحق. وقال العربي في تصريحات صحفية أدلى بها بعد اجتماع عقده أمس مع كبار مساعديه، للتشاور حول الطلب الذي وجهته مندوبية اليمن بالجامعة بشأن تأجيل الاجتماع مبررة ذلك بإتاحة الفرصة أمام الجهود والمساعي التي يبذلها المبعوث الأممي جمال بنعمر مع مختلف القوى والمكونات السياسية، بغرض التوصل إلى حل توافقي للخروج من الأزمة الراهنة، إنه مصرّ على عقد الاجتماع، مضيفا أنه "إذا تعذر عقده على المستوى الوزاري فسيتم على مستوى المندوبين". وقطع المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر أمس الشك باليقين بشأن خضوع الرئيس اليمني للإقامة الجبرية على يد الحوثيين قائلا في بيان نشره على الإنترنت: إن مقر إقامة الرئيس منصور هادي محاصر بمجموعات مسلحة تابعة لجماعة أنصار الله الحوثية. وجاء ذلك بعد أن التقى الرئيس هادي في منزله بشارع الستين بالعاصمة صنعاء. وأوضح بنعمر أنه عبّر، خلال لقائه بالرئيس اليمني المستقيل، عن رفضه المطلق للإقامة الجبرية المفروضة عليه. وأضاف أنه أطلع هادي على القرار الذي تبناه مجلس الأمن والذي حدّد خمسة مطالب موجهة لجماعة الحوثي يأتي على رأسها الرفع الفوري واللامشروط للإقامة الجبرية المفروضة على الرئيس اليمني ورئيس الوزراء خالد بحاح وأعضاء الحكومة. وأكد بنعمر أن هادي "يجسّد استمرار التوافق الدولي حول اليمن، ويحمل رسالة واضحة لكل الأطراف السياسية تدعوهم إلى وقف أيّ إجراءات أحادية والعودة إلى نهج التوافق". وشدد المسؤول الأممي على "استمرار الجهود لرفع الإقامة الجبرية عن رئيس البلاد وعن رئيس الوزراء ولوضع حد لبقية التجاوزات التي أشار لها قرار مجلس الأمن ودعا إلى وقفها فورا ودون شروط". وترافق الحزم الإقليمي والدولي تجاه الانقلاب الحوثي مع فشل الجماعة في إقناع فرقاء الساحة السياسية بما أقدمت عليه، في ظل ما أظهرته أطراف سياسية يمنية من ممانعة للانقلاب. وفشل أمس اجتماع لمجلس النواب اليمني، الغرفة الأولى للبرلمان، كانت قد دعت إليه جماعة الحوثي بسبب مقاطعة الكتل البرلمانية. وقالت مصادر برلمانية إن ثلاثين شخصا هم فقط الذين حضروا اجتماع الأمس في القصر الجمهوري، مضيفين أن إعلان الكتل البرلمانية مقاطعة الاجتماع أدى لفشله. وكانت جماعة الحوثي، قد دعت الخميس الماضي، أعضاء مجلس النواب للاجتماع الاثنين (أمس) في القصر الجمهوري بصنعاء للتشاور. وأعلن سلطان البركاني رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، عن مقاطعة كتلته، التي تعد أكبر الكتل البرلمانية حيث تشكل قرابة الثمانين بالمئة من أعضاء المجلس، للاجتماع. وتضاف إلى الممانعة السياسية متعددة المظاهر للانقلاب الحوثي في اليمن ممانعة شعبية تتجلى في المظاهرات العارمة في كثير من مدن البلاد ضد الحركة الانقلابية والتي يواجهها الحوثيون بعنف ويطلقون الرصاص الحي على المشاركين فيها، فيما بدأت ملامح مقاومة مسلحة تتضح في بعض المحافظات منعا لفرض الحوثيين سلطتهم بقوّة السلاح.