تمثل اللقاءات التشاورية لقيادات المؤتمر الشعبي العام في عموم محافظات الجمهورية أهمية كبيرة على المستوىين التنظيمي والوطني..، كونها أولاً تنعقد قبل بدء أعمال المؤتمر الوطني للحوار الشامل بأيام قليلة، وثانياً لوضع رؤية مؤتمرية موحدة تجاه مجمل القضايا الوطنية محل البحث والنقاش.. إن المؤتمر الشعبي العام يدرك كلياً أهمية المرحلة الراهنة التي يمر بها الوطن، كما يدرك حجم التحديات الماثلة التي تتطلب قدراً كبيراً من العقلانية لا سيما والوطن بقواه السياسية والشعبية على مشارف الدخول في حوار وطني جامع وشامل لمناقشة القضايا الوطنية العالقة وفي المقدمة منها القضية الجنوبية والخروج بحلول آمنة تحفظ لليمن واليمنيين وحدتهم، وتعزز من قيم البناء، وتمضي في اتجاه وضع الأسس والمبادئ العظيمة لصناعة التغيير وبناء اليمن الجديد.. هذه اللقاءات التشاورية تضع كل قيادات المؤتمر الشعبي العام في عموم محافظات الجمهورية أمام مسؤولياتهم الوطنية..، وتحث على بذل المزيد من العطاء سواء فيما يتعلق بالعمل التنظيمي الذي يتطلب خلال هذه المرحلة تضافر كل الجهود لتعزيز عملية الاتصال والتواصل بين كافة المكونات المؤتمرية ومتابعة قضايا المواطنين والعمل على حلها.. أو فيما يتعلق بقضايا الراهن الوطني وفي مقدمتها الحوار الوطني والإسهام الفاعل في عملية التغيير والعبور باليمن إلى بر الأمان.. لقد اجتاز المؤتمر الشعبي العام خلال الفترة الأخيرة من عمره أعتى وأشد التحديات التي واجهته منذ تأسيسه في 24 أغسطس 1982م، ولولا تماسكه والتفاف أعضائه في عموم محافظات الجمهورية ولولا سياسته الواضحة وتقديمه الكثير من التنازلات لتمكنت أيادي التآمر والحقد والكراهية أن تصيبه بمقتل، ولكن باءت كل محاولاتها بالفشل بفضل الله وصمود أعضاء المؤتمر ومناصريه الذين ضربوا أروع الأمثلة في الوفاء لتنظيمهم ووقفوا صفاً واحداً في وجه المؤامرة.. إن المؤتمر الشعبي العام سيستمر قوياً كما بدأ قوياً..، سيمضي في اتجاه صناعة التغيير..، وبناء الدولة المدنية كما هو مشروعه الأول منذ التأسيس، سيستمر كما بدأ لسان حال اليمنيين الشرفاء التواقين للأمن والاستقرار، والحياة الآمنة والمستقرة بعيداً عن كل أشكال العنف والغلو والتطرف والإرهاب.. المؤتمر اليوم وهو يعقد هذه اللقاءات التشاورية ماضٍ وبقوة في اتجاه إرساء دعائم المستقبل والمشاركة الفاعلة في كتابة التاريخ اليمني الجديد بعناوين المدنية والديمقراطية والوحدة الباقية.. سيمضي للحوار ومعه كل الشرفاء من أبناء الشعب.. وخوض معارك التحول الاجتماعي، ديمقراطية وتنمية.. تغييراً وبناءً.. تقويماً للسلبيات وتطويراً للإيجابيات.. لا طريق آخر اليوم غير طريق التغيير.. طريق الحوار، واقتحام كل الأبواب المغلقة وتجاوز تخوم الفئوية والنخبوية الضيقة..، وكل المشاريع الصغيرة.. لا طريق آخر غير طريق المستقبل، الذي يؤكد فيه المؤتمر الشعبي العام أنه الأكثر مدنية..، والأكثر قدرة على ترجمة آمال وطموحات أبناء الشعب.. افتتاحية صحيفة تعز