عقد قادة الجيوش العربية المشاركة في تحالف «عاصفة الحزم»، اجتماعًا في العاصمة السعودية الرياض، مساء أمس الجمعة، لبحث العمليات العسكرية باليمن، وذكرت شبكة «سكاى نيوز» أن رئيس الأركان المصري، الفريق محمود حجازي، شارك في الاجتماع. وفى سياق متصل، هدد هادى العجيلكي، القيادى بالجناح العسكري لميليشيات «الحوثيين»، مصر والسعودية، بحصول جماعته على أسلحة إيرانية حديثة قادرة على تغيير مسار الحرب الدائرة بين التحالف العربى و«الحوثيين» باليمن، في إطار العملية العسكرية «عاصفة الحزم». ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية، عن «العجيلكي»، قوله إن إيران قدمت لجماعته صواريخ روسية الصنع متطورة، وإنها جاهزة للاستخدام ضد السعودية ومصر، وستقلب مسار الحرب، مضيفًا: «أجهزة الاستخبارات العربية ستكون عاجزة عن تحديد عدد الصواريخ ومكانها». وفى نفس السياق تسارعت وتيرة الأحداث بشكل كبير في اليمن مع دخول قوات المتمردين الحوثيين الموالين لإيران إلى مدينة عدن بدعم من قوات الرئيس السابق على عبدالله صالح، مما دفع قوات التحالف العربى إلى اتخاذ خطوات عاجلة لمواجهة الموقف قبل خروج الأمور عن السيطرة. ويتوقع المراقبون أن التدخل البرى العربى في اليمن أصبح أمرًا وشيكًا، في ظل وجود إجراءات على الأرض تعزز هذا الاتجاه، فرغم نجاح الضربات الجوية في الحد من القدرات العسكرية للحوثيين بصورة كبيرة، فإن تحركاتهم على الأرض مازالت تحتاج المزيد من القوة. ووفقًا لتقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية فإن التدخل البرى بات ضروريًا، لكنها حذرت في الوقت ذاته من خطورة الموقف والخوف من أن تتحول اليمن إلى مستنقع كبير للقوات العربية مثلما هو الحال في أفغانستان. وتداولت مواقع إخبارية يمنية مؤخرًا العديد من التقارير حول تحركات سعودية لبدء حملة برية في اليمن، ومنها بداية أكبر عملية استخباراتية لجمع المعلومات حول مناطق تجمعات الحوثيين وقوات عبدالله صالح، سواء من الجو أو من خلال التحركات على الأرض، وأشار موقع «المشهد اليمني» إلى أن القوات السعودية بدأت في تفكيك السياج الحديدى بالمناطق الحدودية، موضحًا أن مثل هذا الإجراء يعنى بكل تأكيد أن هناك تدخلًا بريًا سيحدث. من جانبها أوضحت شبكة «سى إن إن» الأمريكية أن التدخل البرى، وإن كان ضروريًا لحسم الأمور، إلا أنه سيحتاج إلى استعدادات خاصة، وقال المحلل الأمريكى «جريجورى جونسون» إن التدخل البرى في اليمن، قد يكون كارثيا بالنسبة للمنطقة بأسرها وليس لدول التحالف فقط، وحول سيناريوهات التدخل البرى، يرى جونسون أنه يجب أن يتم من خلال اليمنيين أنفسهم بإمداد القوات الموالية لهادى بكل الأسلحة والمعدات التي يحتاجونها لتعزيز موقفهم، لأنهم سيحاربون على أرضهم وفى جبالهم التي يعرفونها جيدًا. وأوضح مركز «ستراتفور» للأبحاث السياسية والإستراتيجية بالولايات المتحدة، أن غزو اليمن بقوة برية كبيرة قد يكون أمًا مهمًا، لكن في مناطق محدودة، لكن يجب على الجميع أن يستعد إلى تحمل الكثير من الخسائر التي قد تنجم عن هذا التدخل، وحذر من أن الحرب بالوكالة الدائرة في اليمن بين الدول العربية وإيران، قد تتحول إلى حرب مباشرة مع تدخل مباشر لقوات إيرانيةباليمن على غرار تدخلها بالعراق وسوريا.