قلّل مصدر دبلوماسي من شأن المخاوف من تأثير الدور الإيراني على مسار التسوية السياسية القائمة في اليمن، مؤكداً أن الحكومة اليمنية تنسق جهودها مع الدول الراعية، لضمان إزالة كل التحديات المحلية والإقليمية التي تواجه التسوية.
وقال دبلوماسي تدخل بلاده ضمن الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ل«المصدر أونلاين» إن إيران تدرك أهمية التسوية السياسية لأمن المنطقة والعالم، ولن تغامر أبداً بتدخل يفضي إلى عرقلتها او افشالها، كونها لن تكون بمنأى عن تبعاتها الوخيمة.
وأضاف الدبلوماسي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن الهواجس من إيران معتبرة، لكن إيران تدرك أن الوضع في اليمن مختلف عن سوريا، خصوصاً أن روسيا والصين، العضوين الدائمين في مجلس الأمن، من أهم الداعمين للمبادرة، وإيران تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، وليس من مصلحتها عرقلة تسوية تحظى بإجماع المختلفين في مواقفهم من سوريا.
وخلافاً للمجتمع الدولي، لم تعلن طهران دعمها لخطة التسوية، التي تحظى بتأييد خليجي وغربي ودولي، فيما يبدو امتداداً لمواقفها المناوئة لسياسات واشنطن والرياض أهم داعمي التسوية.
وعن إمكانية تدخل روسيا والصين في إقناع إيران بدعم التسوية السياسية، أوضح المصدر أن التسوية تسير بشكل ايجابي، ولم تصل الهواجس من إيران إلى مستوى طلب التدخل، مؤكداً أن الدولتين "ستقومان بدورهما، في هذا الجانب، إذا اقتضت الضرورة، أو طُلب منهما ذلك من قبل القيادة الانتقالية، لكن الأوضاع لازالت في حدودها الآمنة".
"كغيرهما من الدول الراعية، روسيا والصين تبذلان فعلاً وستبذلان أي جهد يمكن القيام به، مع الأطراف الداخلية والخارجية لضمان أمن واستقرار ووحدة اليمن، ولن تسمحا بأي تدخل خارجي يعرقل العملية السياسية الجارية في اليمن"، قال الدبلوماسي الذي تحدث ل«المصدر أونلاين»، تعليقاً على المخاوف من تأثير التوتر في علاقة اليمن وطهران على سير تنفيذ المبادرة الخليجية.
وتعارض جماعة الحوثي المتمردة في محافظة صعده، التي تتهم بأن لها ارتباطات بطهران، اتفاق التسوية، رغم اشتراكها في التحضيرات لعقد مؤتمر الحوار الوطني المقر كأحد أهم استحقاقاتها.
وأشار الدبلوماسي أن "العملية السياسية تسير في اليمن كما هو مخطط لها، ورغم العراقيل، إلا أن هناك تجاوباً كبيراً من قبل مختلف الأطراف لدخول مؤتمر الحوار الوطني"، متوقعاً انفراجة قريبة حول مشاركة الجنوبيين، وذلك سيكون كفيلاً بالتقدم خطوات باتجاه انعقاد المؤتمر.
وقال"الحوثيون ملتزمون بدخول الحوار، وقد انخرطوا فعلاً في تحضيراته، وهم يدركون أن باب العنف أصبح موصداً أمام الجميع، ولا يسمح به المجتمع الذي انتفض سلمياً ضد حكومته السابقة، وأصبح اليمن محل الاهتمام الدولي الذي يدعم اليمنيين في رفض العنف".
وأضاف " آن الأوان لمعالجة حاسمة لمشكلة صعده، وإزالة رواسب ومظالم الفترة الماضية لتستعيد صعدة والمناطق المجاورة وضعها الطبيعي، ويشارك أبناؤها في تنمية اليمن كبقية المواطنين، والحوار هو الطريقة الأنسب لذلك".
وشدّد على ضرورة أن "تتعامل مختلف الأطراف مع هذا الموضوع بمسؤولية، وبدون أنانية، أو حسابات فئوية ضيقة".
وقال السفير الايراني بصنعاء محمود علي زاده، خلال لقائه السبت بمسؤول حكومي، إن بلاده حريصة على تجاوز اليمن لأوضاعها الراهنة، ونجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل، مؤكداً أن بلاده تدعم أمن ووحدة واستقرار اليمن.
وتشهد علاقات البلدين اليمن وطهران تأزماً منذ سنوات على خلفية الحروب بين الجيش اليمني وجماعة الحوثيين المتمردة في صعدة، وتتهم الحكومة اليمنية طهران بدعمها.
وزاد التوتر في علاقات البلدين منذ منتصف يوليو الماضي، حين اتهم الرئيس عبدربه منصور هادي إيران بالتدخل في شؤون اليمن، وتوعدها برد مؤلم إذا لم ترفع يدها عن اليمن.
وجاءت تصريحات هادي بعد أن كشفت السلطات اليمنية أنها قبضت على أعضاء خلية تجسس يتزعمها قائد عسكري سابق بالحرس الثوري الإيراني، وتنشط في اليمن والقرن الافريقي.
وكرر هادي اتهاماته لإيران بمحاولة نشر الفوضى في اليمن في سبتمبر الماضي، مؤكداً الكشف عن مزيد من خلايا التجسس التي تعمل لصالحها.
وترفض إيران الاتهامات اليمنية، باعتبارها اتهامات واهية لا تقوم على دليل ملموس، خصوصاً أنها لم تطرح عبر القنوات الدبلوماسية، وإنما تهدف للحصول على الدعم المادي والسياسي من الغرب..