استعادت القوات الشعبية والحكومية الموالية للشرعية اليمنية المسنودتان بغطاء جوي من التحالف العربي الذي تتزعمه السعودية، أمس، معسكراً استراتيجياً للجيش اليمني، كان يسيطر عليه المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم في غرب محافظة تعز، حيث تواصلت المواجهات العنيفة في ثالث أيام حملة عسكرية ضخمة لتحرير المحافظة الاستراتيجية في جنوب غرب البلاد. واحتدم القتال في تعز ثالث مدن البلاد مع تحقيق المقاومة الشعبية والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي تقدماً كبيراً في المعارك على الأرض في معظم جبهات الصراع في المحافظة التي يحاول الحوثيون والقوات التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح إحكام قبضتهم عليها منذ أبريل.
وقال سكان ومسؤولون في المقاومة بتعز ل«الاتحاد»: إن القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي ومعززة بمئات المقاتلين من رجال القبائل تقدموا الأربعاء صوب مدينة الراهدة الرئيسية في جنوب المحافظة الأكبر في البلاد من حيث عدد السكان.
وقال أحد سكان المدينة:«باتت قوات الشرعية على مشارف الراهدة، وهناك تحليق مكثف لطيران التحالف العربي»، الذي يقود حملة ضد المتمردين الحوثيين وقوات صالح في اليمن منذ أواخر مارس، لإعادة وتثبيت سلطة الرئيس المنتخب والمعترف به دولياً عبدربه منصور هادي.
وقال مسؤول في المجلس التنسيقي الأعلى للمقاومة في تعز:«أصبحت قوات الشرعية على بعد كيلومترات قليلة من الراهدة»،
مشيراً إلى أن المتمردين زرعوا المئات من الألغام المضادة للمركبات والأفراد ابتداءً من منفذ «الشريجة-كرش» الذي يربط بين محافظتي تعز ولحج (جنوب) وصولًا إلى مدينة الراهدة.
وأضاف:«لم يكتف الحوثيون بزراعة الألغام في العديد من الوديان والمناطق، بل لجأوا إلى زراعة براميل متفجرة في تلك المناطق والطرقات المؤدية إلى الراهدة لمنع تقدم قوات الشرعية»،
موضحاً أن الحوثيين استخدموا جرافات لدفن البراميل المتفجرة بعدما كانوا مؤخراً نهبوا كميات كبيرة من المواد المتفجرة من مصنع حكومي للإسمنت في منطقة البوح ببلدة «مقبنة» غرب تعز.
وأشار إلى مخاطر تلغيم تلك المناطق الريفية بالألغام والبراميل المتفجرة على السكان المحليين. وقصف طيران التحالف العربي، أمس، حقولًا من الألغام زرعها المتمردون جنوب مدينة الراهدة وفي بلدة ذباب (غرب) الساحلية، حيث استعادت القوات الحكومية والمقاومة، صباح الأربعاء، معسكر اللواء 17 مشاه الذي كان الحوثيون يسيطرون عليه في شمال البلدة المطلة على مضيق باب المندب المائي الاستراتيجي.
وبحسب مصادر المقاومة فإن القوات الشرعية سيطرت على المعسكر المعروف ب«معسكر العمري»، بعد يومين من المعارك الشرسة التي خلفت نحو 200 قتيل من الجانبين.
وقال مصدر:«تمت استعادة المعسكر بمساندة جوية من التحالف، وفر الحوثيون إلى مرتفعات جبلية في ذباب»،
مشيراً إلى أن القوات الموالية للرئيس المخلوع في محافظة الحديدة الساحلية القريبة أرسلت تعزيزات عسكرية لدعم المتمردين في تعز «خاصة في جبهة الراهدة».
وذكر أن التعزيزات شملت مئات الجنود وعشرات القطع والآليات العسكرية «عبرت طريق الحديدة- تعز بشكل متقطع»، لتفادي تعرضها لضربات جوية من التحالف العربي.
وأغارت المقاتلات العربية أمس على تعزيزات عسكرية للحوثيين وحلفائهم كانت تمر عبر طريق رئيسي يربط تعز بمحافظة إب المجاورة من جهة الشمال الشرقي، ويسيطر عليها المتمردون منذ أكتوبر العام الماضي.
كما استهدفت الضربات الجوية مطار مدينة تعز الخاضع لسيطرة المتمردين في شمال شرق المدينة التي أعلنتها الحكومة منطقة منكوبة بعد سبعة أشهر من النزاع الدامي.
وقتل 17 على الأقل من ميليشيات الحوثي وصالح في مواجهات دارت في مناطق متفرقة في تعز، في حين حققت القوات الموالية للشرعية مزيداً من التقدم في جبهة القتال في بلدة الوازعية.
ووصلت تعزيزات عسكرية بشرية وآلية من التحالف، أمس الأربعاء، إلى مدينة عدنالجنوبية في سياق الدعم العربي للحملة العسكرية لتحرير تعز التي أطلق عليها «نصر الحالمة».