عندما كانت القوى اليمنية تتناقش على طاولة مؤتمر الحوار الوطني، الذي حظي بدعم إقليمي غير مسبوق عقب الثورة اليمنية، لاحظ حضور من قوى سياسية مختلفة وجود مستشار لبناني لا يعرفون عنه شيئا إلا كنيته «أبو مصطفى». ويقول مصدر مسؤول (يحمل حقيبة وزارية في حكومة رئيس الوزراء اليمني) ل «عكاظ» إن أبو مصطفى كان مستشارا مقربا من حمزة الحوثي، ابن عم عبدالملك الحوثي وممثل جماعة أنصار الله في مؤتمر الحوار، وكان الحوثي يرجع إليه في كثير من التفاصيل في ردهات الفنادق وأمام مرأى من الفرقاء المجتمعين على تلك الطاولة في صنعاء عام 2013.
ويضيف المسؤول اليمني رفيع المستوى إنه ارتاب من الزائر الحاضر القوي في حوار من المتفرض أن يكون (يمنيا-يمنيا)، وبعد مداولات واتصالات بالرفاق في لبنان تأكد أن «أبو مصطفى» كان مرسولا من حزب الله في لبنان لينفذ الأجندة الإيرانية في العاصمة اليمنيةصنعاء.
ويؤكد المسؤول اليمني الذي يعرف لبنان جيدا، أن «أبو مصطفى» كان وسيط اتصال بين ثلاث أذرع، «إيران، حزب الله، والحوثي في صعدة»، وأن حمزة ابن عم زعيم الحوثيين لم يكن سوى واجهة شكلية وممثلا للزعيم الديني في صعدة.
كل تلك الاتهامات التي ساقها المسؤول اليمني للحوثيين، دعمتها اتهامات ساقها مسؤولون يمنيون في وقت مبكر من عام 2012، وأضاف المسؤول اليمني «كان شباب يمنيون يصلون إلى لبنان وسورية بمبرر الدراسة في الجامعات والكليات وكانوا يتلقون تدريبات عسكرية على الأعمال الإرهابية كالمتفجرات وحرب الشوارع»، مشيرا إلى أن المستشفى الإيراني كان يقدم نشاطات مريبة وداعمة لأطراف يمنية منها الحوثي، وكان وكرا للإرهاب، وبلغت الأمور حد الإحراج في اليمن ما دعا حكومة صالح إلى إغلاقه.
وأشار إلى أن الأمور كانت تتم بتغاضي مسؤولين كبار في «حكومة صالح»، وكانت الأنشطة تتنوع بأساليب تحريضية وتخريبية وصلت إلى الطابع الإرهابي، مرددا «الأمر معقد للغاية في اليمن».
ويبدو أن تذمر المسؤولين اليمنيين لوجود «حزب الله» اللبناني المتزايد في المشهد اليمني، ليس بالجديد، فمعلومات صحافية تناقلت وجود مستشار من الحزب «المليشيوي» ضمن الفريق الاستشاري للحوثيين في المفاوضات، حتى إن مسؤولين يمنيين يرون أن مهمة الحزب لا تتخطى التنسيق ونقل أوامر قيادات طهران.