سجلت قوات الشرعية اليمنية من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن، أول انتصار على المتمردين الحوثيين في معقلهم ومسقط رأس زعيمهم عبدالملك الحوثي، بالسيطرة على مديرية البقع التابعة لمحافظة صعدة، فيما شهدت محافظة الجوف ترتيبات الوضع الأمني لتأمين المحافظة والتوجه نحو تحرير بقية إقليم «سبأ» من المتمردين، بينما بدأ المجلس العسكري في محافظة إب أولى خطواته نحو تحرير المحافظة بالتعاون مع التحالف العربي، وسط استمرار الاشتباكات في تعز واستمرار الغارات الجوية لمقاتلات التحالف. وفي التفاصيل، وفي تطور نوعي لقوات الشرعية بمساندة ودعم قوات التحالف العربي، تمكنت الشرعية من السيطرة على مديرية البقع في محافظة صعدة معقل المتمردين الرئيس. وأكد قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء أمين الوائلي، ل«الإمارات اليوم» عملية السيطرة على المديرية، مشيراً الى انه مازالت هناك بعض الاشتباكات مع بقايا المتمردين في المنطقة. وأوضح ان الساعات القليلة المقبلة ستكون البقع محررة بالكاملة من المتمردين، الذي سيتم مطاردتهم الى معاقلهم في جميع مناطق اليمن.
وكانت قوات الشرعية في الجوف سيطرت على منطقة السلمات، في حين تمكنت في مأرب المجاورة من السيطرة على عدد من التباب الأخرى في منطقة هيلان، والتي استهدفت مقاتلات التحالف بغارات جوية قبل تقدمهم والسيطرة عليها. كما استهدفت الغارات منطقة زجان عزلة ذي مرمر بمديرية بني حشيش في ضواحي العاصمة اليمنيةصنعاء.
وكانت قوات الشرعية تمكنت من السيطرة على معظم أراضي محافظة الجوف، القريبة من صعدة ومأربوصنعاء، في حين جاء التوجه إلى معقل المتمردين عقب اجتماع مهم عقدته قيادة محافظة الجوف مع القيادات العسكرية والمقاومة الشعبية والأجهزة الأمنية أول من أمس في مبنى محافظة الجوف بمديرية الحزم.
وتطرّق الاجتماع، الذي ناقش قضايا الإعمار والتنمية في المحافظة عقب تحريرها، إلى الترتيبات العسكرية والأمنية وسير المعارك ومتطلبات المرحلة المقبلة، وعلى رأسها مناقشة خطة استكمال تحرير بقية مديريات المحافظة.
وفي مديرية نهم القريبة من العاصمة، استمرت المعارك العنيفة بين قوات الشرعية من جهة وميليشيا التمرد وقوات المخلوع صالح من جهة أخرى، وسط تقدم بطيء لقوات الشرعية باتجاه ضواحي العاصمة.
يأتي ذلك متزامناً مع قيام طيران التحالف العربي بشن غارات عنيفة على تجمعات المتمردين في أطراف نهم من اتجاه العاصمة، خصوصاً منطقة «نفيع»، الأمر الذي دفع قوات الشرعية للسيطرة على «جبل وترين» المجاور لجبلي «صلب وقرود» الخاضعين لسيطرة الشرعية.
وأكدت مصادر محلية في المنطقة ل«الإمارات اليوم» أن المعارك تدور حالياً بين الجانبين في جبل الحجر المطل على جبل يام، وهما جبلين استراتيجيين يشرفان على المناطق القريبة مباشرة من ضواحي العاصمة صنعاء.
في السياق نفسه، قصفت طائرات التحالف مواقع للحوثيين قرب حمام قمعة الطبيعي بمديرية آنس بمحافظة ذمار المحيط الجنوبي للعاصمة، فيما شنت مقاتلات التحالف غارات على مناطق ومواقع عسكرية للمتمردين في جنوب العاصمة، منها حمام خارف وآليات عسكرية للمتمردين في شركة التبغ الوطنية جنوب العاصمة.
وفي محافظة إب، ذكر الناطق باسم المجلس العسكري للمحافظة الشيخ عبدالواحد حيدر ل«الإمارات اليوم»، أن المجلس اتخذ أولى خطواته نحو تحرير المحافظة من خلال عقد اللقاءات ووضع الترتيبات اللازمة والبدء بعملية تجنيد نحو 15 ألفاً من مقاتلي المجلس والمقاومة في المحافظة بمعسكرات الجنوب، خصوصاً قاعدة العند الجوية في محافظة لحج بإشراف عسكريين من قوات التحالف العربي.
وأكد أنه تم خلال المرحلة القليلة الماضية التي تلت عملية إشهار المجلس عمليات تنسيق واسعة بين القيادة السياسية اليمنية وقيادات قوات التحالف العربي لبدء عمليات المجلس، في ما يتعلق بتحرير محافظة إب، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على بدء عمليات تدريب مقاتلين من أبناء المحافظة والمنتسبين للواء 55 مشاة في المحافظة بقيادة رئيس المجلس العسكري العميد الركن أحمد البخش، قائد محور إب.
وفي محافظة تعز، ذكر الناطق باسم المجلس العسكري بالمحافظة العقيد منصور الحساني ل«الإمارات اليوم»، أن قوات الشرعية في المحافظة تمكنت من صد هجمات واسعة للمتمردين في عدد من الجبهات، وتمكنت من قتل 11 متمرداً وإصابة العشرات خلال تلك المواجهات.
وأشار إلى أن مقاتلات التحالف شنت سلسلة من الغارات على مواقع وتجمعات المتمردين في المحافظة استهدفت مزرعة الميهال، حيث كان يتجمع عدد من آليات المتمردين ودمرت عدداً منها، كما ضربت مصنع الشنط بجانب محطة الكباب مستهدفة تجمعات للمتمردين وقوات المخلوع صالح ومخزناً للأسلحة التابع لهم في المنطقة، واستهدفت منطقة المعشق ودمرت دكان هشام، وهو مخزن ومكان تجمع للحوثيين كانوا يقومون بمنع دخول المواد الغذائية نحو المناطق المحاصرة من خلال نصب نقطة بالمنطقة.
كما استهدفت الغارات مواقع للمتمردين في منطقة المقهاية والتبة الحمراء ومزارع الميهال ومصنع المعدن بجوار السجن المركزي غرب مدينة تعز. وتم قصف المجمع الحكومي في مديرية حيفان جنوب شرق المدينة، ودمرت آليات مسلحة للمتمردين كانت في المنطقة، كما استهدفت مواقع للمتمردين في شرق الراهدة الواقعة على خط عدنتعز.
وأكد العقيد الحساني عملية إنزال ثلاث مظلات أدوية من قبل مقاتلات التحالف على المناطق المحاصرة بالمدينة، وقد تم استلامها وتوزيعها على المرافق الصحية المتبقية قيد التشغيل في المناطق المحاصرة، ومنها مستشفى الروضة الخاص، فيما بقية المستشفيات قد تم تدميرها أو أغلقت نتيجة الحصار.
وقال الحساني، إن ميليشيا التمرد وقوات المخلوع قامت بقصف مديرية الوازعية بصواريخ الكاتيوشا والهاونات. وفي قرية القاشمية مركز المديرية بالشقيراء سقط ثلاثة شهداء وإصابة اثنين آخرين بينهم طفل نتيجة القصف العشوائي للمتمردين على المنطقة، كما استشهد طفل وأصيب أربعة آخرين نتيجة القصف على الوزاعية.
في حين شهدت جبهات القتال الأخرى في المدينة معارك عنيفة بين رجال المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني من جهة، وميليشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى، في محيط حي الجحملية وسط المدينة، ما نتج عنه سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وأضافت المصادر أن المعارك تزامنت مع قصف عنيف لميليشيات الحوثي وقوات صالح على الأحياء السكنية بالمدينة، ما أدى إلى ارتقاء شهيدين وجرح 22 من المدنيين.
وكانت ميليشيا التمرد قصفت منطقة الروضة بمدينة تعز واستهدفت مستشفى المنطقة الوحيد العامل، ما أسفر عن استشهاد مدنيين وإصابة 22 آخرين، بينهم أطفال ونساء.
وفي محافظة الحديدة غرب اليمن، اندلعت اشتباكات بين المتمردين الحوثيين ومسلحين يتبعون أحد تجار السلاح اثناء محاولتهم السيطرة على شحنة أسلحة كانت في طريقها الى داخل المدينة.
وأكد مصدر محلي في منطقة الكدن ل«الإمارات اليوم» أن الاشتباكات كانت في ما بين حلفاء السلاح في اليمن، في إشارة الى تجار الأسلحة والمتمردين الحوثيين الداعمين لهم، عقب خلافات حول شحنة أسلحة حاولت جماعة الحوثي الاستيلاء عليها بالقوة من أحد تجار السلاح الداعمين له.