حذر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من مغبة التسويف والمناورة السياسية في التعامل مع استحقاقات المفاوضات التي ستعقد يوم 18 إبريل/نيسان الجاري في الكويت. وعلمت «الخليج» من مصادر موثوقة، أن ولد الشيخ طالب الانقلابيين بالالتزام بالهدنة المقرر سريانها اعتباراً من يوم 10 إبريل/نيسان، معتبراً أن فشل المفاوضات سيترتب عليه تصعيد عسكري غير مسبوق من قبل قوات الجيش الوطني والتحالف العربي للتسريع بتحقيق الحسم العسكري. وأشارت المصادر إلى أن قبول الحكومة اليمنية للهدنة المسبقة قبيل انعقاد المفاوضات مثل دعماً لمساعي المبعوث الأممي، كون هذا المطلب مثل أحد أبرز شروط الانقلابيين للمشاركة في المفاوضات المرتقبة. في غضون ذلك، كشفت مصادر داخل حزب المؤتمر الشعبي العام عن ضغوط يمارسها الرئيس المخلوع لفرض موقفه الرافض للمفاوضات مع الحكومة، والمطالب بمفاوضات مباشرة مع السعودية، في حين اعتبر الناطق الرسمي للحوثيين محمد عبد السلام «أن الحوار في ظل اشتعال الحرب هو إسهام في إشعالها وتأجيجها». وبالتزامن مع انعدام الإشارات الإيجابية الجدية ميدانياً وإعلامياً من قبل طرفي الانقلاب على الشرعية في اليمن، حيال المفاوضات المرتقبة في الكويت، مقابل الترحيب العلني والواضح للحكومة الشرعية، أشارت مصادر حزب المؤتمر إلى أن ثمة وجود انقسام داخل الأطر القيادية في الحزب حول المشاركة لممثلي الحزب في المفاوضات مع الحكومة المقررة بعد أسبوعين. وكشفت المصادر في تصريحات ل«الخليج عن انتقادات حادة وجهها صالح خلال اجتماع غير معلن مع قيادات من حزبه لقيادة جماعة الحوثي، معتبراً أنها تتخذ مواقف وخطوات بشكل منفرد، ودون أي اكتراث بأهمية التنسيق مع شريكها في التحالف حزب المؤتمر. وأبدت قيادات في حزب المؤتمر توجسات من أن يتسبب تعنت صالح في رفض التفاوض مع الحكومة، ومشاركة ممثلين للحزب في الجولة المرتقبة في الكويت يوم 17 إبريل/نيسان في إقصاء الحزب من أي ترتيبات للمعادلة السياسية لمرحلة ما بعد وقف الحرب. من جانبه أكد الناطق الرسمي للحوثيين محمد عبد السلام، أمس، أن الحوار بلا شروط مسبقة أو بمحددات يتم الاتفاق عليها وبعد تثبيت وقف إطلاق النار في الموعد المتفق عليه، هو أمر مقبول من الجميع. واعتبر في تصريح خاص نشره موقع «المسيرة نت» التابع لجماعة الحوثي، أن الحوار في ظل اشتعال الحرب يعد إسهاماً في إشعالها وتأجيجها. وأكد الموقع تلقي محمد عبد السلام رئيس وفد الحوثي التفاوضي اتصالاً هاتفياً، مساء الجمعة، من المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وضح له فيها ملابسات النقاط التي سبق وذكرها في تصريحات سابقة. وأوضح ولد الشيخ أن الحوار سيكون من أجل المرحلة المقبلة لبناء الدولة وإنهاء الحرب باعتبار أن الجميع اليوم باتوا أطرافاً في النزاع، والجميع يطلب منه التقدم نحو الشراكة الحقيقية لضمان عدم اشتعال الأزمة في أي وقت. كما سلم محمد عبد السلام للمبعوث الأممي أسماء أعضاء فريق التهدئة العسكرية التي أنشأت في حوار سويسرا كذلك استعداد الفريق لورشة العمل، وبدء مسارات التهدئة بناء على الخطوات المتفق عليها قبيل انعقاد جولة الحوار القادمة. وكانت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي العام كشفت مؤخراً عن انقسام في أوساط قيادات الحزب حول المشاركة بممثلين في المفاوضات المرتقبة مع الحكومة المقرر عقدها في الكويت. وأشارت المصادر ل«الخليج» إلى أن معظم قيادات الحزب عبرت عن مواقف متقاطعة مع موقف الرئيس المخلوع الرافض لمشاركة ممثلين عن الحزب في المفاوضات المرتقبة مع الحكومة والمنعقدة برعاية الأممالمتحدة، منوهة إلى أن صالح أبدى تمسكاً بموقفه المتعنت الرافض للمفاوضات مع الحكومة، واشتراطه أن تكون المفاوضات مباشرة بين الانقلابيين والسعودية.