قصبة الاوداية في المغرب ، التي شُيّدت في عهد المرابطين، عام 545 هجرية، تطل على البحر اوعلى نهر أبي رقراق، بها معالم تاريخية، لذلك يقصدها عدد من السياح الأجانب الوافدين على الرباط. أزقتها الضيقة وهندستها المعمارية القديمة، وأسوارها وأبوابها الكبيرة العتيقة ، تثير فضول السياح الأجانب، أما زوارها المغاربة، فكثير منهم يقصدها من أجل اختلاس لحظات حميمية رفقة صديقته.
على طول السور المطلّ على البحر يتعانق العشاق وتلتصق الأجساد التصاقا تامّا؛ نفس المشهد يوجد أيضا على الصخور المرصوصة على جنبات البحر. العشاق هنا لا يلتفتون يمينا وشمالا قبل أن يختلسوا قبلات خفيفة، بل يحضنون بعضهم البعض، ويغرقون في تقبيل عميق، فما لفم، كما لو كانوا داخل غرفة نوم!
مثل مشهد "التقبيل الجماعي" هذا، يحدث أيضا بجوار مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، هناك أيضا يلتقي العشاق ويقبّلون بعضهم البعض وسط الفضاء العام، دون أن يحتجّ أحد، فيما أثارت صورة مليم العروسي وهو يقبل زوجته عاصفة من الانتقادات في المغرب ، رغم أنّ هناك فرقا هائلا بين أن يرى الإنسان صورة فوتوغرافية جامدة لرجل وامرأة يقبلان بعضهما، وبين أن يراهما وهما يفعلان ذلك بالقرب منه، وبدون أن يجمع بينهما عقد زواج شرعيّ. فهل يتعلّق الأمر بشكل آخر من أشكال النفاق لدى المجتمع المغربي؟
وكان أستاذ علم الجماليات بجامعة ابن مسيك بالدار البيضاء، مليم العروسي،قد رد على تصرّف نواب حزب العدالة والتنمية المغربي حين طالبوا بوقف بث فيلم كان يُعرض على شاشة تلفاز داخل طائرة تابعة للخطوط الجوية المصرية في رحلة بين القاهرة والدار البيضاءوشوهد شخص يقبل فتاة في غطار الفلم فرد عليم ابن مسيك ، بنشر صورة خاصة في صفحته على فيسبوك، وهو يقبّل زوجته، وهي القبلة التي أثارت جدلا واسعا، ونال على إثرها العروسي سيلا من الانتقادات، بتهمة الإخلال بالآداب العامة.
الكثيرون انتقدوا العروسي، ووصفوا تصرفه ب"غير الأخلاقي"، وإن كانت قبلته قُبلة جامدة، وسط صورة على موقع إلكتروني