تشهد مدينة ذماراليمنية توافد قيادات الميليشيات الفارة بشكل جماعي من محافظات صعدة وعمران وصنعاء، فيما تشهد العاصمة اليمنيةصنعاء حراكاً سياسياً وأمنياً كبيراً في ظل تواصل العمليات العسكرية واحتدامها في جبهات عدة، على وقع غارات جوية واسعة لمقاتلات التحالف على مواقع الميليشيات في مناطق متعددة.
وفي التفاصيل، استقبلت مدينة ذمار خلال الأيام القليلة الماضية قيادات الميليشيات الفارة من صعدة وعمران وصنعاء إليها، باعتبارها المعقل الثاني «دينياً» للميليشيات، للاحتماء فيها لموقعها الجغرافي الذي يتوسط اليمن، الأمر الذي جعل الميليشيات تنشر عناصرها المسلحة بشكل كثيف في المدينة ومحيطها وعلى الطرق المؤدية إليها.
وكانت ذمار شهدت حملة اعتقالات واسعة طالت معلمين وأطباء ومهندسين ورجال دين وأعمال وعسكريين معارضين للميليشيات، حيث تم اعتقالهم وحبسهم في مقرات حكومية في وسط المدينة، ووضعت عليهم حراسة مشددة، لمنع الاتصال بهم كي توفر بيئة آمنة لقيادات الميليشيات وقوات المخلوع صالح الفارة إليها.
وكشفت مصادر محلية في ذمار عن وجود ست غرف عمليات عسكرية مركزية تابعة للميليشيات لإدارة الحرب في اليمن منها، حيث تنتشر تلك الغرف بين مدينة ذمار ومديريات أنس والحدأ وهي مناطق معروفة بانتماء أبنائها إلى قوات المخلوع صالح بشكل عام، وإلى قوات الحرس الجمهوري سابقاً بشكل خاص.
يأتي ذلك، في وقت قالت مصادر عسكرية في صنعاء، إن قيادات عسكرية كبيرة في قوات المتمردين غادرت المدينة هي الأخرى باتجاه مناطق ريفية وأخرى سرية، خوفاً من تصفيتها من قبل الميليشيات لرفضهم المشاركة في العمليات القتالية ضد قوات الشرعية وعلى الحدود مع السعودية، وتوقعت تلك المصادر أن تنضم تلك القيادات والعناصر العسكرية إلى صفوف الشرعية، خصوصاً أنها لم تتسلم رواتبها منذ أشهر، كعقاب لها من الميليشيات.
وفي العاصمة صنعاء أيضاً، تواصلت المعارك العنيفة في جبهات نهم امتدت من جبهات التماس التي تدور فيها المعارك على مدى الأشهر الماضية إلى مناطق جديدة في خلقة وبني شبانة وآل عرامان وبني قطران وبيت شلغف ومركن، وهي قرى صغيرة تقع ما بين المدفون وأطراف مديرية أرحب المحاذية للعاصمة وعمران من الجهة الشمالية الغربية.
وذكر شهود عيان في تلك المناطق أن الميليشيات قامت أخيراً بالاستيلاء على محاصيل مزارع المواطنين فيها، وقامت ببيعها لصالح ما يسمى المجهود الحربي، الأمر الذي استدعى أبناء تلك المناطق لمناشدة قوات الشرعية ومطالبتها بفتح جبهات قتال في مناطقهم ومساندتهم لطرد الميليشيات. وأوضح شهود العيان أن الجيش والمقاومة قاما بقصف تلك المناطق، فيما قام الأهالي بالتنسيق معهما وإرشادهما إلى مناطق تجمعات الميليشيات التي عمدت إلى إرسال تعزيزات لمساندة أنصارها هناك.
وكانت مدفعية الجيش والمقاومة قصفت ثكنات عسكرية للميليشيات في محيط حريب نهم باتجاه صنعاء ودمرت عدداً من آلياتهم، فيما وصلت إلى المنطقة تعزيزات عسكرية للشرعية قادمة من منفذ الوديعة.
وكانت الميليشيات اطلقت صاروخاً باليستياً من منطقة «الجربتين» في أرحب باتجاه مأرب، حيث تم تدميره في سماء المدينة، في مواصلة تصعيدها العسكري الكبير تجاه المناطق المحررة والحدود السعودية، الأمر الذي تطلب تدخل مقاتلات التحالف لشن سلسلة من الغارات على مواقع الميليشيات في محيط صنعاء الشمالي ومعسكر «سامة» في مديرية عنس بذمار.