القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    وفاة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة في حادث مروري بمحافظة عمران (صور)    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    التفاؤل رغم كآبة الواقع    رسميا.. الكشف عن قصة الطائرة التي شوهدت تحلق لساعات طويلة في سماء عدن والسبب الذي حير الجميع!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    انهيار وشيك للبنوك التجارية في صنعاء.. وخبير اقتصادي يحذر: هذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة    الحقيقة وراء مزاعم ترحيل الريال السعودي من عدن إلى جدة.    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    مطالبات حوثية لقبيلة سنحان بإعلان النكف على قبائل الجوف    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    4 إنذارات حمراء في السعودية بسبب الطقس وإعلان للأرصاد والدفاع المدني    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تعز.. وقفة ومسيرة جماهيرية دعمًا للمقاومة وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس هادي: الشعب سيسحق من يقف في طريقه وسنحرس المدن من البغاة ولن نستسلم
نشر في اليمن السعيد يوم 29 - 11 - 2016

قال الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية انه " بينما كانت المشاورات توشك على التوصل لاتفاق في الكويت قامت العصابات بإعلان ما يسمى بالمجلس السياسي في تحد واضح للمجتمع الدولي ، واليوم يعلن الانقلابيون تشكيل حكومة مسخ ميتة هي في الحقيقة إثبات موقفهم الفعلي والعملي من المشاورات بشكل واضح وسوء نواياهم تجاهها وعدم جديتهم نحوها ، وهم بذلك يقضون على ما تبقى من آمل في مسار المشاورات وينسفون كل جهود الحوار والسلام".

جاء ذلك في كلمته التي وجهها للشعب بمناسبة الذكرى ال49 للاستقلال العظيم 30 نوفمبر ، والذي أوضح فيها أن عاما واحدا في الحرب يصنع من الخراب مالا تصنعه السنون الطوال.

وقال " كنا ندرك أن الحرب ليست لعبة يمكن أن تنتهي بتلفون أو تفتح بلحظة نزق ، إنها حين تشتعل فهي تأكل حتى من أشعلها .. فالدم يستسقي الدم والشهداء يتبعهم الشهداء ..ولهذا ظللنا ننأى بالوطن عن الحرب حتى اتهمنا كثيرون بالضعف ، وفتحنا صدورنا وأيدينا للسلام واستخدمنا كل الوسائل المتاحة أمام المقامرين بالوطن والدماء والرجال ".

وأضاف " كنا ندرك ان الحروب لا تأتي بغير الثأر والجوع والانهيار الاقتصادي والفشل السياسي ، بانهيار العملة وفقدان الراتب وضياع الحقوق ، ولكن يد الشر ركبها الجنون ، وظنوا أن اليمنيين سيحنون الجباه ويقبلون بالعودة الى ماقبل الدولة وما قبل التاريخ وما قبل المدنية ".

واستطرد قائلا " لقد ظنوا وظنوا وخابت كل ظنونهم ، فخرج ابناء سبتمبر واكتوبر ونوفمبر وفبراير وكسروا ذيل الشيطان ومرغوا أنوف الثعابين في الوحل وصرخوا في وجه المعتدين ( سندافع عن وطننا ، سنحارب على الشواطئ ، وسنسكن الجبال والتلال ، وسنحرس المدن من البغاة ولن نستسلم ).

وقال " مازالت الأيدي مفتوحة للسلام شرط ان تعودوا عن غيكم وتسلموا بقرار الشعب وتحترموا ارادة الأمة اليمنية التي صاغتها حروفا وكلمات في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني" .

وأضاف " سنظل نردد في أسماعكم حتى تفقه قلوبكم أن اليمن قد اختارت طريقها ورسمت دربها بأيديها في مشروع واضح المعالم ، يمن اتحادي جديد ، يحترم كل اليمنيين على السواء دون امتيازات لعرق أو عائلة او منطقة أو جهة أو مذهب أو حزب أو قبيلة ، وسيفتح الشعب طريقه الى الحرية والعدالة والحقوق ، وأيا كان من سيقف في طريق الشعب فإن الشعب سيسحقه ".

وثمن رئيس الجمهورية عاليا الدور الايجابي الذي تلعبه الأمم المتحدة ومبعوثها الى اليمن من أجل حل المشكلة اليمنية وتطبيق القرارات الأممية بشأن اليمن وعلى رأسها القرار 2216.

وقال " ها نحن اليوم ومن عدن نجدد ترحيبنا بكل الجهود الأممية والإقليمية لاحلال السلام في اليمن ، ونؤكد دائما وأبدا ان مفتاحه الحقيقي هو التزامه بالمرجعيات الثلاث المتمثّلة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني و قرارات مجلس الأمن وفِي مقدمتها القرار 2216 و الذي تضمن إزالة الانقلاب وكل ما ترتب عليه من اجل العودة الى استكمال مسار العملية الانتقالية بحسب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية " .

وفيما يلي نص الكلمة :

بسم الله الرحمن الرحيم ..

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

أيها الشعب اليمني الكريم في الداخل والخارج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من عدن الباسلة..

السلام عليك يا عدن ، أيتها المدينة السرمدية ، يا حكاية البطولات وقصص الرجولة ، يا مدينة السلام والصمود والإباء ، يا موطن المناضلين ومأوى الرواد الأحرار، يا مدينة القمر والبحر والبهاء .

السلام على كل هذا الوطن ، على كل جبل وتل وسهل وواد .

ها نحن معا ، في ذكرى الاستقلال العظيم ،اقف معكم في مدينة النضال والصمود ، وفي يوم الاستقلال المجيد ، ومن المدينة التي أحبها ويحبها كل يمني شريف.. أحيي نضالات اليمنيين وكبرياءهم النبيل ، وإن التاريخ ليمر أمامنا مثل سحابة صيف وهو يطوي صحفه..

نلمح المدينة تطرد المعتدين ، نبصر البنادق تكسر جبروت الغزاة ، نرى اليمني العظيم ينتفض ماردا في وجه المستبدين ، وإننا لنقف إجلالا وتعظيما لهذا التاريخ الطويل من النضال نحو الحرية والانعتاق والكرامة ، النضال الذي بدأ قديما ضد الغزاة ومازال ثائرا في وجه المعتدين .

في مثل هذا اليوم من عام 1967 كانت هذه المدينة الصامدة والباسلة تحتفي وتزهو برحيل اخر جندي من جنود الاحتلال البريطاني وكانت تلك اللحظة موعدا لاعتراف العالم بميلاد جمهورية اليمن الديمقراطية في جنوب اليمن تتويجا لنضالات شعبنا وتضحياته في ثورته التي انطلقت في 14 اكتوبر 1963م.

إن الثلاثين من نوفمبر لم يكن يوما كباقي الأيام ، لقد كان تاريخا طويلا من الفداء والبسالة والتحدي والصمود والجسارة ، كان يوما تجلى فيه الانسان اليمني كما عرفه التاريخ ، أبيا لا يقبل الهزيمة وجسورا ليس في قاموسه الانكسار .

وما أشبه الليلة بالبارحة ، فالذين لم يقرأوا التاريخ وقعوا ضحايا جهلهم ، فعاقبهم الشعب كما عاقب سابقيهم ، وتلك هي سنة الشعب في المستبدين والطغاة .

غادروا المدينة صاغرين ، ومثلما رحل السابقون رحل اللاحقون وبقيت المدينة تحفظ ذكرياتهم الكريهة على جدران البيوت ، وها هي عدن تتنفس من البحر وتستظل بالسماء وتستعيد حريتها ونقاءها..

أيها الإخوة المواطنون الشجعان :

ايها المواطنون والمواطنات جميعا:

لم يكن تحرير الجنوب اليمني في عام 67م من سطوة الاحتلال البريطاني الا بداية سلسلة من الانتصارات المجيدة التي اسفرت عن طي حقبة الاستعمار في بلدان الخليج العربي.

واننا اليوم بإذن الله ومن عدن التاريخ على موعد جديد وتاريخ جديد للمنطقة بعيدا عن التدخلات والاطماع الفارسية والطائفية التي اصبحت تهدد أمتنا وتاريخنا وحضارتنا ، على موعد مع كسر الاطماع الإيرانية العابثة في المنطقة والتي لم يكن غريباً الإفصاح عنها مؤخراً من قبل قيادي عسكري كبير ، فلطالما حذرنا ونبّهنا في كل المحافل من التدخلات الإيرانية السافرة وأثر ذلك على الإقليم والعالم .

أيها الشعب الكريم :

إن عاما واحدا في الحرب يصنع من الخراب مالا تصنعه السنون الطوال ، وكنا ندرك أن الحرب ليست لعبة يمكن أن تنتهي بتلفون أو تفتح بلحظة نزق ، إنها حين تشتعل فهي تأكل حتى من أشعلها " فالدم يستسقي الدم والشهداء يتبعهم الشهداء "

ولهذا ظللنا ننأى بالوطن عن الحرب حتى اتهمنا كثيرون بالضعف ، وفتحنا صدورنا وأيدينا للسلام واستخدمنا كل الوسائل المتاحة أمام المقامرين بالوطن والدماء والرجال .

نعم ، كنا ندرك ان الحروب لاتأتي بغير الثأر والجوع والانهيار الاقتصادي والفشل السياسي ، بانهيار العملة وفقدان الراتب وضياع الحقوق ، ولكن يد الشر ركبها الجنون ، وظنوا أن اليمنيين سيحنون الجباه ويقبلون بالعودة الى ماقبل الدولة وما قبل التاريخ وما قبل المدنية .

ظنوا وظنوا وخابت كل ظنونهم ، فخرج ابناء سبتمبر واكتوبر ونوفمبر وفبراير وكسروا ذيل الشيطان ومرغوا أنوف الثعابين في الوحل وصرخوا في وجه المعتدين " سندافع عن وطننا ، سنحارب على الشواطئ ، وسنسكن الجبال والتلال ، وسنحرس المدن من البغاة ولن نستسلم " إنه الجيل الجديد الذي رضع الحرية لبنا في كتب الثورة وقصص الأبطال وسير المناضلين ، لقد دقت أجراس الحرية وسمعها شبابنا على وقع اناشيد سبتمبر واكتوبر ونوفمبر وفبراير العظيم ، وهذه الأجراس لن ينطفئ صهيلها في مسامع هذا الجيل العظيم وأبدا لن يتقطرن هذا الجيل من جديد .

أيها الواهمون ، لقد حان أن تعرفوا عظمة الشعب وأن اليمن أكبر بكثير من سلالة أو عائلة أو جماعة أو مذهب أو قبيلة ، متى ستدركون ان الأرض تنقص من تحتكم ، وأنه منذ شهور كثيرة لم تطعموا سوى الهزيمة والخسارة ، ومتى ستوقنون أن الشعب قدر الله ولا يمكن لأحد ان يغلب قدر الله .

مازالت الأيدي مفتوحة للسلام شرط ان تعودوا عن غيكم وتسلموا بقرار الشعب وتحترموا ارادة الأمة اليمنية التي صاغتها حروفا وكلمات في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني .

سنظل نردد في أسماعكم حتى تفقه قلوبكم أن اليمن قد اختارت طريقها ورسمت دربها بأيديها في مشروع واضح المعالم ، يمن اتحادي جديد ، يحترم كل اليمنيين على السواء دون امتيازات لعرق أو عائلة او منطقة أو جهة أو مذهب او حزب او قبيلة ، وسيفتح الشعب طريقه الى الحرية والعدالة والحقوق ، وأيا كان من سيقف في طريق الشعب فإن الشعب سيسحقه .

الاخوة والابناء في مدينة عدن وفي عموم اليمن الكبير:

ها هي عدن اليوم من جديد تضع نفسها مفتاحا للنصر وبوابة للتحرير ودرة ثغر اليمن وعنوان الانتصار الكبير بجهود ابناءها وكل اليمنيين ومعنا اهلنا واحبتنا واشقاءنا في التحالف العربي الذين لبوا نداءنا واستجابوا لرابط الدم والدين والتاريخ والجغرافيا المشترك بيننا، فلهم وإليهم ألف تحية وتقدير.

ايها الاخوة الكرام :

في مثل هذا اليوم من العام الماضي ومن هذه المدينة الباسلة قلت في كلمة عيد الاستقلال المجيد أننا نثمن عاليا الدور الايجابي الذي تلعبه الامم المتحدة ومبعوثها الى اليمن من أجل حل المشكلة اليمنية وتطبيق القرارات الاممية بشأن اليمن وعلى رأسها القرار 2216، وها نحن اليوم ومن عدن نجدد ترحيبنا بكل الجهود الاممية والاقليمية لاحلال السلام في اليمن ، وكما نؤكد دائما وأبدا ان مفتاحه الحقيقي هو التزامه بالمرجعيات الثلاث المتمثّلة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارت مجلس الأمن وفِي مقدمتها القرار 2216 و الذي تضمن إزالة الانقلاب وكل ما ترتب عليه من اجل العودة الى استكمال مسار العملية الانتقالية بحسب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية .

إننا ومع ترحيبنا الدائم بالجهود الدولية لنطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بأن يكونوا أكثر جدية في تطبيق قراراتها وتعزيز فرص الأمن والسلم في اليمن ، لأن التراخي تجاه العصابات والمغتصبين عمل غير لائق ، بل يمدها بالغي في انقلابها وممارساتها ، فبينما كانت المشاورات توشك على التوصل لاتفاق في الكويت قامت العصابات بإعلان ما يسمى بالمجلس السياسي في تحد واضح للمجتمع الدولي ، واليوم يعلن الانقلابيون تشكيل حكومة مسخ ميتة هي في الحقيقة إثبات موقفهم الفعلي والعملي من المشاورات بشكل واضح وسوء نواياهم تجاهها وعدم جديتهم نحوها ، وهم بذلك يقضون على ما تبقى من آمل في مسار المشاورات وينسفون كل جهود الحوار والسلام .

إننا لا نطالب المجتمع الدولي سوى باحترام قراراته والعمل على تطبيقها بحزم وجدية واحترام ارادة الشعب اليمني وخياراته التي عبر عنها بصورة ديموقراطية من خلال الانتخابات وبصورة توافقية من خلال مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وبصورة نضالية من خلال رفض الانقلاب بالمقاومة والاستبسال.

إننا وبقدر ترحيبنا واستجابتنا لكل هذه الجهود فإننا نؤكد ايضا اننا لن نخذل احلام شعبنا ولن نتخلى عن حقه في انهاء الانقلاب كليا واستعادة دولته وكرامته ومحاسبة قاتليه وتنفيذ ما صدر بحقهم من قرارات وفي مقدمتها القرارات الاممية ولن نساوم في ثوابت امتنا وشعبنا او نتنازل عنها قيد انملة ، ونؤكد لشعبنا الصابر المصابر المرابط ان الانتصار بات اقرب من اَي وقت مضى ، وستسمعون وترون عما قريب ثمار صبركم وتضحياتكم انتصارا عظيماً .

ايها المواطنون جميعا ..

في هذا اليوم المجيد أؤكد لكم جميعا أننا سنبذل كل ما في وسعنا من جهد لتنتهي هذه الغمة قريبا ، ولقد وجهنا أجهزة الحكومة المختلفة والسلطات المحلية بالعمل على وضع الحلول والمعالجات السريعة لما يحقق مصلحة المواطنين ويخفف عنهم اثقال الانقلاب واوجاعه الماحقة ، فالحكومة تحملت ارثا ثقيلا جراء عبث الانقلابيين بالمال العام وما تسبب به من انهيار اقتصادي وتدمير للعملة الوطنية ونهب لرواتب الموظفين وتخريب لمؤسسات الدولة وبنيتها التحتية ، وبعد أن نهبت مليشيات الحوثي وصالح الاحتياطي العام وافرغت خزائن البنك المركزي تحملنا مسؤليتنا في نقل البنك المركزي إلى عدن ، ونعدكم بأن الفرج قريب ، فلقد استطاعت الحكومة أن تتجاوز الكثير من التحديات والصعوبات وتعمل جادة على تطبيع الأوضاع الأمنية والعامة وستُحَسّن الخدمات وستنضبط ايرادات الدولة الى البنك المركزي .

إنني أدرك حجم المتاعب التي تعرض لها ابناء الشعب في كل الوطن جراء الممارسات السيئة للعصابات الانقلابية ، سواء في داخل الوطن وما يعانونه من حصار وحرب واعتقالات وتعسف وبلطجة وقصف للمدن والاحياء السكنية أو في الخارج وما يعانيه ابناؤنا الطلاب في الخارج من انقطاع لرواتبهم لشهور عديدة ، إن الوطن كله يتألم ، فليس هناك من بيت لم ينل نصيبه من المعاناة والأوجاع بفعل هذه الفئة المنفلتة والباغية ، ولكنا نؤكد لابناء شعبنا أن الدوائر ستدور قريبا على الباغي ، ونحن لن ندخر أي جهد في التخفيف على شعبنا والعمل لتحقيق الاستقرار والأمن وتحرير ماتبقى من الوطن من قبضة الميليشيات .

ايها الاخوة الكرام :

استغلالا لهذه المناسبة أبعث من عدن رسالة شكر وتحية تقدير نيابة عنكم إلى كل الأشقاء الأحرار الصادقين الذين شاركونا الهم والمصير في الوقوف معنا في محنتنا وفي مقدمتهم أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة وحكومة وشعب المملكة الكرماء الاوفياء الصادقين والى قيادة دولة الامارات العربية المتحدة وشعبها الأسخياء الاوفياء ، والى قادة دول الخليج والتحالف العربي جميعاً ، الذين استجابوا لندائنا الأخوي في موقف بطولي صادق ، مثل منعطفاً تاريخياً عظيماً في مسيرة التعاضد والتكاتف العربي ، كما هي وقفة إكبار لشهداء معركة العروبة والحزم والعزم الأبطال من أشقاءنا الأماجد أبناء المملكة العربية السعودية والامارات وقطر والبحرين والسودان والمغرب وكل الاشقاء الذين شرفونا بأخوتهم، ونصرتهم ووقوفهم إلى جانبنا ..

ختاما .. اتوجه الى من بذلوا أرواحهم ودماءهم الزكية الطاهرة من أجل وطنهم وكرامة وحرية شعبهم ... الى الشهداء الأبرار الأطهار الأخيار ..

تحية إجلال وإكبار وتقدير وعرفان لشهداء الثورة والكفاح المسلح والمقاومة الباسلة في مختلف المراحل وآخرها شهداء التحرير من تلك المليشيات الإجرامية ، نؤكد لهم أن التاريخ سيحتفظ بجميلهم وستدرس الأجيال القادمة قصص بطولاتهم وسيفتخر أبناؤهم بهذه الألقاب العظيمة ، ألقاب الشهداء وألقاب البطولة والفداء ، وتحية للجرحى الميامين الذين نحس بأنينهم ونشعر بآلامهم ونبذل كل الجهد لعلاجهم وتأهيلهم كما هو الإجلال والإكبار للرجال الأشاوس المرابطين في جبهات العزة والكرامة من جيشنا الوطني ومقاومتنا الشعبية الباسلة في كل ميادين الشرف والبطولة في جنوب البلاد وشمالها وشرقها وغربها ووسطها، وأشد على أيديكم بمزيد من الصمود والتلاحم ، فإن الوقت قد حان لتروا ثمرة نضالاتكم وتضحياتكم وتشهدوا ولادة اليمن الاتحادي الذي يليق بما تكتبونه من تضحيات في انصع صفحات التاريخ بأحرف من نور.

الشموخ والعزة والنصر لليمن الاتحادي الجديد ، المجد للشهداء الميامين.

الشفاء للجرحى

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.