استأثر باهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الجمعة، الجهود المبذولة في مصر من أجل تشكيل حكومة جديدة، والحصول على تأييد دولي للمرحلة الانتقالية ، والمنعطف الخطير الذي دخلته أعمال العنف في سورية، ومفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية المتعثرة، وتداعيات التفجير الضخم الذي هز الضاحية الجنوبية لبيروت، والتحركات الجارية على الساحة السياسية التونسية لتحديد خارطة طريق لتسريع الانتهاء من المرحة الانتقالية وإجراء الانتخابات.
وفي هذا الصدد، ركزت الصحف العربية الصادرة من لندن اهتمامها على الجهود المبذولة في مصر من أجل تشكيل حكومة جديدة، والحصول على تأييد دولي للمرحلة الانتقالية.
وكتبت صحيفة (الحياة)، في هذا السياق، أن الحكم الجديد في مصر سعى أمس إلى كسب مزيد من التأييد في الدول الغربية بعد الدعم الواضح الذي ناله من دول الخليج العربي في اليومين الماضيين.
وأضافت أنه فيما تواصلت المشاورات لتشكيل الحكومة الانتقالية، والتي يتوقع أن يتم الإعلان عنها قبل يوم الأحد المقبل، تنظم جماعة الإخوان المسلمين اليوم "مليونية الزحف" حيث سيتجمع معارضو عزل الرئيس السابق محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية في حي مدينة نصر (شرق القاهرة) قبل أن يتحركوا في مسيرات تثير مخاوف من أن تترافق مع اشتباكات مع معارضيهم أو مع الجيش.
وبحسب (الحياة)، فقد استبقت السلطات المصرية تظاهرات الإخوان بالتلويح لهم ب"العصا"، بعدما رفضوا "جزرة" الانخراط في التشكيل الحكومي، إذ أحال النائب العام الجديد المستشار هشام بركات، في أول قرار يصدره بعد تعيينه، قضية هروب السجناء من سجن وادي النطرون على نيابة أمن الدولة للتحقيق فيها. ويتابع في هذه القضية الرئيس المعزول وعدد كبير من قيادات الإخوان.
ومن جهتها، نشرت صحيفة (الشرق الأوسط) حوارا مع رئيس الحكومة المصرية الجديد، حازم الببلاوي، أكد فيه أن حكومته ستكون "متكاملة فيها جوانب اقتصادية وأمنية واجتماعية وثقافية"، إلا أنه شدد على أن الحكومة لديها أولويات لإنجازها، على رأسها "الأمن.. ثم الاقتصاد"، مؤكدا انه لن يقصي أي طرف سياسي في البلاد.
ورحب الببلاوي بالمساعدات التي تلقتها بلاده من دول خليجية، وعلى رأسها السعودية والإمارات والكويت، خلال اليومين الماضيين، مشيرا الى أنها تعني "أن العالم الخارجي، وخصوصا الخليج، بدأ ينظر إلى مصر على أنها بدأت تدخل مرحلة من الاستقرار، وأن المناخ الاستثماري والسياسي أصبح ملائما للتعاون".
أما صحيفة (القدس العربي)، فكتبت من جهتها، أنه في الوقت الذي تلوح فيه الإدارة الأمريكية بوقف المساعدات التي تقدمها لمصر والتي تصل قيمتها إلى 1,5 مليار دولار منها 1,3 مليار دولار كمساعدات عسكرية، فقد وصلت قيمة المساعدات التي قدمتها بلدان الخليج (الكويت والسعودية والإمارات) لمصر خلال الأيام القليلة الماضية إلى 12 مليار دولار. وأشارت إلى أن قطر كانت قد قدمت قبل أشهر لمصر سبعة مليارات دولار.
وأبرزت الصحيفة أن نتائج المساعدات والوعود الخليجية ظهرت فورا، حيث ارتفع سوق الأسهم واحدا في المائة، مؤكدة على أن حجم المساعدات الكبير يعطي مصر وقتا كافيا لترتيب أمورها المالية والتركيز على استعادة الاستقرار السياسي، والحفاظ على وحدة صفوف الشعب المصري.
وشددت (القدس العربي) على ضرورة أن يحفز هذا التحرك العربي مصر على إيجاد حكومة تمثل كافة شرائح الشعب، وتحظى باحترام ومصداقية المجتمع الدولي، ولديها وضوح بخططها حتى تستطيع الحصول على مزيد من الدعم لتأمين الاستقرار للبلاد، واستعادة الدور الريادي في المنطقة.
ومن جهتها، اهتمت الصحف الإماراتية بمواضيع سياسية دولية عدة أبرزها، مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية المتعثرة، التي لم تحرز تقدما حتى الآن.
وكتبت صحيفة (البيان) أن ملف مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية "لا يزال يراوح مكانه" وأن "جديدا لم يطرأ على ذلك الملف الشائك والسبب قديم وجديد وهو تعنت حكام تل أبيب الذين ما فتئوا يدفنون أي مبادرة جدية أو حتى شبه مبادرة لحلحلة العقد التي يضعها الإسرائيليون".
وأوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زار منطقة الشرق الأوسط خمس مرات وأجل السادسة مؤخرا دون أن ينجح حقيقة في "تحريك المحادثات، بل وعاد إلى اتباع نفس السياسة الأمريكية التقليدية في الضغط على الطرف الفلسطيني الأضعف واستدراج التنازلات منه مقابل وعود جوفاء تقدمها حكومة بنيامين نتانياهو لا تلبث أن تتراجع عنها وسط صمت واشنطن المطبق".
وأكدت (البيان) أن إحياء عملية السلام "أمر ملح وضروري وسبل تحقيقه معروفة للقاصي والداني من المراقبين وهي الضغط بشكل جدي على إسرائيل ودفعها نحو الالتزام بمتطلبات ذلك السلام، خاصة أن الإدارة الأمريكية الحالية توجد في عهدها الثاني، وبالتالي فإن ما يعرف بحاجة الرئيس إلى أصوات اللوبي الإسرائيلي لم تعد مطلوبة الآن".
ومن جهتها، قالت صحيفة (الخليج) إن "الكثير من الإسرائيليين خصوصا المتطرفين منهم رأوا في سياسات أوباما في الاقتراب من العرب تناقضا مع مصلحة كيانهم كما أن كثيرا من المناوشات بين نتنياهو والبيت الأبيض جرت بسبب الاختلاف حول تكتيكات الرئيس الأمريكي في مقاربة الصراع العربي الإسرائيلي"، مشيرة إلى أن الكثير من العرب تصوروا أن الإنصاف للقضية الفلسطينية "سيأتي على يدي أوباما خصوصا بعد خطابه في جامعة القاهرة بعد توليه السلطة في الفترة الأولى من حكمه".
ورأت (لخليج) أن هذا الفرح العربي "لم يستمر فسرعان ما تبددت الأوهام حيث بدت السياسة الأمريكية في جوهرها لا تختلف أبدا في عهد أوباما عن عهود من سبقه"، مبرزة أن الخيبة من سياسة أوباما على ما يبدو "بدأت تتعاظم ليس فقط عند الفلسطينيين ولكن أيضا عند العرب كافة".
من جانبها، كتبت أسبوعية (لافي إيكو) أن حزب الاستقلال انسحب من الحكومة ليضع بذلك حدا لشهرين من الانتظارية، مضيفة أنه من المنتظر أن يلتحق حزب التجمع الوطني للأحرار (54 مقعدا) بالأغلبية الحكومية. كما أنه من المحتمل جدا أن يلتحق حزب الاتحاد الدستوري (23 مقعدا) بدوره بهذه الأغلبية.
وأشارت الأسبوعية إلى أنه بالرغم من أن التجمع الوطني للأحرار قد وضع الرجل الأولى في الحكومة المقبلة، فإنه لا بد أن تصادق أجهزة الحزب على هذا القرار، لا سيما المكتب السياسي والمجلس الوطني، لافتة إلى أنه لا يõتصور أن يوقع حزب الحمامة شيكا على بياض لرئيس الحكومة.
واعتبر كاتب المقال أن مصلحة الوطن وضرورة الحفاظ على التوازن السياسي والاجتماعي يحتم انخراط هذين الحزبين في الحكومة المقبلة، مضيفا أن الائتلاف الحكومي القادم ينبغي أن يدفع في اتجاه انتخاب شخصية جديدة تعوض كريم غلاب على رأس مجلس النواب.
وكتبت يومية (فينانوس نيوز إيبدو) أن الأزمة التي عاشتها الحكومة حيرت جميع المراقبين"، موضحة أنه بسبب تصلب حزبي العدالة والتنمية والاستقلال فإن الاقتصاد الوطني بأكمله أصبح رهينة لهذا الوضع.
وأوضحت الصحيفة أن "رئيس الحكومة ابن كيران بقي ملتزما بخطه الدفاعي: الصمت، مؤكدا في كل مناسبة أن مؤسسات البلاد تشتغل بشكل طبيعي، أما حميد شباط فواصل هجماته وتهديداته دون أن يقوم بسحب وزرائه من الحكومة".
وحسب (فينانوس نيوز إيبدو) فإن تفكيرا عميقا قد يقودنا إلى أن مصلحة البلاد كانت تقتضي استمرار العدالة والتنمية والاستقلال في الاشتغال سويا، غير أن هذا لم يعد ممكنا لأن حزب الميزان طلب من وزرائه تقديم استقالاتهم".
وكتبت أسبوعية (ماروك إيبدو أنترناسيونال) أنه مع رحيل الوزراء الاستقلاليين و60 نائبا برلمانيا، فإن رئيس الحكومة يكون قد فقد أغلبيته وليس مؤكدا أنه سيسترجعها مع التجمع الوطني للأحرار.
وتساءلت الأسبوعية إن كان المشهد الحزبي والسياسي سيغدو أكثر وضوحا، مؤكدة أنه باستثناء هذا المخطط "ب" مع حزب التجمع الوطني للأحرار، فإن ابن كيران لا يتوفر على صيغ أخرى باستثناء اللجوء إلى حل مجلس النواب الذي يمنحه الفصل 104 من الدستور، لكن بعد استشارة الملك.
وأشارت إلى أن عبد الإله بن كيران يمثل اليوم نموذج السياسي الخاسر، الذي يترأس حكومة هشة منذ سنتها الأولى، لافتة إلى أن رئيس الحكومة لا يتوفر على هامش من الحركة أمام التجمع الوطني للأحرار الحليف الجديد، الذي سيتحول إلى ضامن لاستقرار الأغلبية الحكومية.
وارتباطا بنفس الموضوع، كتبت أسبوعية (لوروبورتير) أن حزب الاستقلال عمد إلى التفعيل الرسمي للقرار الصعب الذي اتخذه مجلسه الوطني بالخروج من الحكومة وأفضى قراره إلى أزمة سياسية نادرة الحدوث في الحياة السياسية في المغرب الحديث.
وأضافت أن ابن كيران يدرك أن المهمة الشاقة التي تنتظره تتمثل في إيجاد حزب يعوض حزب الاستقلال داخل الحكومة ذلك أن إيجاد حليف موثوق به من أجل تشكيل أغلبية جديدة ليس بالأمر الهين، خاصة وأنه ليس أمام حزب العدالة والتنمية خيارات كثيرة (التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري).