تجيش صدور الإخوان على الجيش في مصر، فيشوهونه بالأكاذيب والشائعات التي ينشرونها عبر مختلف وسائل التأثير، واليوم هم أشد عداوة للجيش في الذكرى السنوية الأربعين لانتصاره على جيش إسرائيل في حرب 6 أكتوبر 1973.. وكتائبهم الإرهابية في حالة حرب معه في سيناء، وفي مناطق مصرية مختلفة، وشيخهم القرضاوي يروج في خطبه أن جيش إسرائيل أكثر إيمانا من جيش مصر. هلل وكبر وسجد أسلافهم من قبل فرحا بهزيمة جيش مصر في حرب 5 يونيو 1967، وفي عهد رئيسهم مرسي حرضوا على الجيش واغتالوا جنودا برضى مرسي، ولما اختطف الإرهابيون جنودا في رفح، طلع مرسي يخطب، ويعلن أنه "حريص على سلامة الخاطفين والمخطوفين"! وكراهية الإخوان للجيش جزء من مركباتهم النفسية والثقافية والسياسية، وما نراه اليوم هو استمرار لفاعلية وتطور تلك المركبات، ومن إخوان مصر انتقلت إلى كل جماعات الإخوان خارج مصر بحكم تبعية الفروع للأصل.. ونستطيع القول إن ما تتعرض له الجيوش العربية في مصر واليمن وسوريا، هو نتيجة طبيعية لموقف الإخوان من الجيوش الوطنية، أكان قتل الجنود يتم على أيدي جماعة الإخوان أو الجماعات الإرهابية المتحالفة معها. في بلادنا كان الإخوان – وهم مستمرون حتى بعد الهيكلة- يهاجمون الجيش ويشوهون صورته، ويروجون بأن الحرس الجمهوري، كان مواليا لأمريكا، وأن لا رسالة له سوى قتل المسلمين، باسم "ما يسمى الإرهاب- حسب تعبيرهم" نيابة عن أمريكا، وأن الجيش الحقيقي هو الفرقة، رغم أنها لم تكن سوى جزء صغير من الجيش، ورغم أن تعصبهم لها لم يصدر عن كونهم يحترمون الجيش، بل لأنهم يعتبرون الفرقة تابعة لهم، وقد كان قائد الفرقة نفسه خصما للجيش ومن المحرضين على الحرس الجمهوري بنفس أدوات الإخوان. صار الجيش أكثر عرضة للهجوم، بعد هيكلته.. وما يحدث لضباطه وجنوده من قتل، وممتلكاته من تدمير، على أيدي تنظيم القاعدة، وأنصار الشريعة، ومليشيات الإخوان، هو ثمرة الثقافة الإخوانية، وثمرة التشويه والأكاذيب والشائعات التي تسوقها يوميا وسائل إعلامهم. على أني لا أشك لحظة في أن هذه التنظيمات والجماعات استطاعت اختراق الجيش بطرق شتى، ومنها عملية التجنيد الكبيرة لما يسمى بالثوار خلال عامي 2011 و2012، ولم يكن هذا التجنيد بهدف الحصول على راتب، أو مكافأة لمقاتلي الثورة الشبابية، بل بغرض معرفة الجيش من الداخل ليتسنى قتل أفراده وتدمير منشآته، وما حدث في المكلا أقرب شاهد.