لطالما اعتقد الكثيرون بأن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي تأسس من قبل قيادات الدولة وأصحاب النفوذ السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ومختلف الأطراف السياسية في اليمن 1982، حزب سلطة أو حزب الرئيس، وبمجرد أن يفقد السلطة أو يموت الرئيس صالح سينتهي !! وكانت أزمة 2011 كفيلة بإثبات هذا التوقع، خاصة بعد استقالات بعض قياداته وتسليم السلطة والجيش والأمن والإعلام والمالية لخصومه، وهي أركان السلطة والنفوذ لأي دولة أو حزب ! والحالة الصحية الحرجة لقيادات المؤتمر بعد استهدافهم في جريمة دار الرئاسة البشعة !! سنتان ونصف والمؤتمر يمر بهذه الحالة المدمرة غير التكالب الداخلي والخارجي عليهم والتآمر والحرب الداخلية ضده من قبل أمينه العام رئيس الجمهورية والإقصاءات التي تعرض لها المؤتمريون من الوظيفة العامة !! ومازال متماسكا وقويا وله أنصار شرسون في المجتمع، وتأثير كبير غير نفوذ صالح وعائلته بلا سلطة ! ما يؤكد ذلك أكثر من 5000 زائر له بعيد رمضان لمدة 3 أيام !! المؤتمريون خيبوا ظننا جميعا، وخاصة الشباب والنساء، وأثبتوا أنهم أكثر وفاء وولاء لأنفسهم وحزبهم وقياداتهم، بعكس ما كان يردد البعض بأنهم متمسكون بالحزب من أجل السلطة والمال ! وأبلوا بلاء كبيرا وصبرا أكبر في مواجهة كل هذه التحديات والإساءات وبلطجة البعض المحسوبين على التغيير، بل إن المنتميين للمؤتمر في تزايد وأنصارهم في الإعلام الاجتماعي الفيسبوك وتويتر أصبحوا قوة لا يستهان بها رغم عدم وجود أي مصالح أو تنسيق كاف !! وعلى الطرف الآخر أثبت الرئيس صالح وعائلته صبرا وقوة عزيمة وحكمة ووفاء لأنصاره، فلم يهربوا ويتركوا أنصارهم لأجل الحفاظ على مصالحهم !! وسلم السلطة بضمانات لأجلهم ولم تثأر عائلته لكل هذا الوجع الذي يرونه يوميا بأبيهم ورفاقه.. والأهم من كل هذا أنه عاد قبل أن يستكمل علاجه ليبقى وعائلته هنا في وسط العاصمة مع أنصارهم يواجهون التهديدات والإساءات ودعوات وإغراءات (طرده) والالتزامات التي تفوق إمكاناتهم، وكانوا يستطيعون العيش في أي دولة بنعيم ويستثمرون ما جمعوه ويعيشون حياة طبيعية مع أسرهم !! الحق يقال بأن صالح وأنصاره والمؤتمريين يستحقون الإعجاب لكل هذا التفاني والتضحية لبعضهم البعض ولأجل اليمن بحسب رؤيتهم ! كما أن الصمود والصبر والمقاومة التي أثبتوها بشكل عجيب ومذهل وغير متوقع يعطيهم الحق بأن يصبحوا قوة لا يستهان بها ويناضلون لأجل استعادة السلطة مستثمرين فشل وعود وإدارة وصراع الآخر !! وقبلها التركيز على الجانب التنظيمي وتمكين الشباب والشخصيات التي لم يكن لها دور من أدوار رئيسية مستقبلية في التنظيم وتقديرها وتكريمها !!