طالبت اللجنة الرئاسية المكلفة بإيقاف المواجهات بين السلفيين والحوثيين في محافظة صعدة أمس رئيس الجمهورية بإعطائها فرصة جديدة لمواصلة جهودها في حل النزاع القائم بين الطرفين. يأتي ذلك في وقت اشتدت فيه المعارك الميدانية في جبهات دماج وكتاف وحاشد وعودة المواجهات من جديد إلى حرض محافظة حجة بعد توقف دام لعدة أسابيع وسط تحذيرات من كارثة إنسانية قد تشهدها محافظة صعدة في ظل الحصار الخانق عليها، خصوصا منطقة دماج. وقال عضو لجنة الوساطة الرئاسية درهم الزعكري ل"اليمن اليوم" إن اللجنة الرئاسية أطلعت الرئيس هادي على مستجدات الوضع في صعدة، وقدمت له مقترحات جديدة أبرزها تمديد مهمة اللجنة التي تعثرت بفعل عرقلة طرفي النزاع لخطة الانتشار الأمني. وأشار الزعكري إلى أن من بين المقترحات الجديدة وقفا نهائيا لإطلاق النار في كافة جبهات القتال، فك الحصار على دماج ومحافظة صعدة بشكل عام، وإلزام الطرفين بتنفيذ بنود الاتفاق الرئاسي السابق.. وكذا عودة الأمور إلى طبيعتها لما قبل المبادرة الأخيرة. وأضاف الزعكري بأن اللجنة أطلعت الرئيس هادي أيضا على الوضع الميداني في صعدة والذي وصفه الزعكري بالكارثي، مشيرا إلى أن دماج تعيش وضعا مأساويا جراء الحصار في حين تعاني محافظة صعدة من نقص حاد في المشتقات النفطية والمواد الغذائية، محذرا في الوقت ذاته من كارثة إنسانية. واعتبر الزعكري عدم رد طرفي النزاع على خطة الانتشار الأمني التي سلمتها اللجنة قبل عدة أيام بأنه أحد أبرز معرقلي حل الخلافات بينهما "سلمنا الخطة الكاملة لنشر بعض الوحدات العسكرية ولم نتسلم حتى الآن ردا من الطرفين"، مشيرا إلى أن آخر زيارة قامت بها اللجنة إلى دماج كانت قبل 10 أيام بما يعكس وجود صعوبة في تنقل اللجنة وأعضائها. ميدانيا تواصلت المواجهات المسلحة بين السلفيين مسنودين برجال قبائل وجماعة الحوثي في عدة مناطق.. ففي دماج قالت مصادر في الجماعات السلفية المرابطة هناك أن جماعة الحوثي واصلت قصفها على المجمعات السكنية الخاصة بطلاب دار الحديث وأصابت عددا منهم بينهم أطفال في حين قال مصدر ميداني في جماعة الحوثي أن القرى المحيطة بدماج تعرضت للقصف من قبل من وصفهم ب"الجماعات التكفيرية" المرابطين في جبل البراقة. واكتفى المصدر بالإشارة إلى سقوط ضحايا. كما تواصلت المواجهات أيضا في حاشد وكتاف ولم تعرف بعد حصيلة ضحايا المواجهات المستمرة منذ عدة أسابيع. في السياق ذاته عادت المواجهات إلى حرض بعد أسابيع من التوقف. وأفادت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة استمرت منذ الفجر وحتى لحظة كتابة الخبر، مشيرة إلى أن أكثر من 48 شخصا سقطوا من الجانبين ما بين قتيل وجريح في مواجهات الساعات الماضية.