تمدَّدت المواجهات في جبهة حاشد، محافظة عمران، بين القبائل الموالين للحوثيين والموالين لأولاد الأحمر، قرابة خمسين كيلو من مسرح المواجهات المستمرة منذ أسابيع. وقالت مصادر محلية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن مواجهات عنيفة اندلعت أمس في مديرية حوث منطقة خيوان، وتحديداً في عزلة "قوبان" استخدم خلالها الطرفان الأسلحة الثقيلة. وأشارت المصادر إلى أن الاستعدادات للمواجهة بدأت من قبل الطرفين منذ أسبوع، في حين كان مسلحو قبائل عذر الموالون للحوثيين مسنودين بمسلحين من صعدة، ومسلحو العصيمات الموالون لأولاد الأحمر مسنودين بمتعاطفين مع سلفيي دماج يواصلون القتال في عزلة وادي دنان. وأكدت المصادر سقوط ضحايا في مواجهات خيوان من الطرفين، ولكن لم يفصحا بعد عن العدد. إلى ذلك، تبدأ لجنة الوساطة الرئاسية بين الحوثيين والسلفيين في دماج اليوم جولة جديدة من المفاوضات لوقف الاقتتال بين الطرفين . يتزامن ذلك مع استمرار القصف المتبادل في دماج، مع تواصل المواجهات المسلحة بين أتباع الطرفين في عدة جبهات. كما تأتي في ظل مخاوف من اتساع رقعة المواجهات إلى مشارف العاصمة، حيث تشهد مديرية أرحب منذ أيام حشوداً قبلية ونصب نقاط تفتيش لمسلحين محسوبين على السلفيين والحوثيين. وتوقع مصدر في لجنة الوساطة الرئاسية ل"اليمن اليوم" أن تبدأ اللجنة التي وصل أعضاؤها أمس إلى صعدة لقاءاتها مع قادة الحوثيين والسلفيين والسلطة المحلية واللجنة الأمنية في المحافظة لتثبيت وقف إطلاق النار المتفق عليه، غير أن عدم رد طرفي الصراع على الخارطة التي تضمنت خطة الانتشار الأمني للوحدات العسكرية، والتي تقدمت بها في وقت سابق لجنة الوساطة الرئاسية قد يعيق عملية التنفيذ، وفقاً للمصدر. وكانت اللجنة الرئاسية قد طلبت من الرئيس هادي الأسبوع الماضي تمديد مهمتها بعد فشل جولتين من المفاوضات.. واتهم عضو اللجنة درهم الزعكري في تصريح سابق للصحيفة طرفي الصراع بعرقلة جهودها. وتبذل اللجنة جهوداً في سبيل نشر وحدات عسكرية في حدود التماس بين الحوثيين والسلفيين والتي من شأنها، وفقاً للمصادر، ضمانة تثبيت عملية وقف إطلاق النار، لكن الحوثيين يرفضون تسليم نقطة الخانق بدون تسليم السلفيين لجبل البراقة الذي يعتبر بمثابة موقع عسكري هام، يقول الحوثيون بأن قراهم تتعرض للقصف منه، في حين يعتبره السلفيون بمثابة الحصن الوحيد لإنقاذهم من اقتحام الحوثيين لدار الحديث في دماج. قصف متبادل وأفادت مصادر محلية للصحيفة أن إطلاق نار متقطع بين الطرفين، رافقه انفجارات قوية سُمع دويها خلال ساعات الفجر الأولى، واستمر حتى ظهر أمس، مشيرة إلى أن إطلاق النار كان بمختلف الأسلحة، ولم يعلن طرفا الصراع عن سقوط ضحايا. كما استمرت المواجهات المتقطعة بين مسلحين قبليين موالين للحوثيين وآخرين موالين للسلفيين وأولاد الأحمر في جبهتي كتاف وحاشد. تبادل الاتهامات بقصف القرى في حرض وفي مديرية حرض التي شهدت الخميس معارك ضارية بين الحوثيين والسلفيين وأسفرت عن 48 قتيلاً وجريحاً في صفوف الطرفين، فقد تبادل السلفيون والحوثيون الاتهامات بشأن قصف القرى المحيطة بفج حرض، حيث تدور المواجهات. وأجبرت أعمال القصف العشوائي عشرات الأسر على مغادرة منازلهم. ودعت جبهة حرض التابعة للسلفيين في بيان لها أمس أهالي القرى المحيطة بمواقعهم إلى عدم التعاون مع الحوثيين، مشيرة إلى أن الهجمة السابقة أغاظت الحوثيين نتيجة سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، ودفعتهم لقصف القرى المجاورة لموقع السلفيين بشكل عشوائي، مشيرة إلى أن القصف العشوائي شرد أهالي المنطقة. وأشار البيان إلى أن الحوثيين لا يزالون يحتجزون جثث من اعتبرهم البيان "شهداء سقطوا في المواجهات مع الحوثيين".. كما حذر قرى بني مروان وبني حداد من تمكين الحوثيين من مدارسهم ومزارعهم. من جانبه نفى أحد القيادات الميدانية للحوثيين أن يكونوا قد قصفوا بشكل عشوائي القرى في حرض. وقال الشيخ عبدالرحمن الجماعي، في اتصال بالصحيفة، إن مسلحين تابعين للسلفيين حاولوا الخميس الماضي على متن 3 سيارات مهاجمة قرية نافحة التي تقع جنوبحرض وعلى مقربة من مواقع "أنصار الله"، مشيراً إلى أن الحوثيين تصدوا للهجوم، وأن القرية تعرضت للقصف من قبل السلفيين. وأشار الجماعي إلى أن السلفيين ينصبون قطاعاً في شمال حرض، متهماً إياهم بقصف القرى ومهاجمتها، خصوصاً التي تقع في الجنوب حيث يتواجد الحوثيون. ولا يزال تبادل لإطلاق النار مستمراً بصورة متقطعة بين الطرفين، وفقاً للجماعي. وكانت وساطة قبلية قد تمكنت أمس من إخراج 17 جثة تابعة لمقاتلين سلفيين من قرية نافحة.. وقال الجماعي إن الجثث سُلِّمت لشيوخ القبائل في حرض (إبراهيم علي بلاح، حسن خريم)، والذين بدورهم سلموهم إلى السلفيين. توتر في أرحب نصب مسلحون قبليون موالون لجماعة الحوثي خلال الأيام الماضية عدة نقاط لتأمين خط صنعاء- صعدة، في تصاعد جديد للأزمة بين الحوثيين والسلفيين قد ينذر بتفجر جبهة جديدة على مشارف العاصمة. وجاء نصب الحوثيين للنقاط الأمنية التي تنتشر في مناطق الحيفة، ذيبان، بني علي، عيال عبدالله، بعد نحو أسبوعين على نصب مسلحين قبليين بقيادة شقيق عضو الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح منصور الحنق لقطاع في منطقة زندان بداعي نصرة دماج، كان الإصلاح قد نفى صلته بهذا القطاع. وأثرت تلك القطاعات على علاقة قبائل أرحب والتي عقدت منذ مطلع الأسبوع الماضي أكثر من 6 لقاءات في جامعة أرحب وبحضور عشرات الآلاف من أبناء القبيلة، كما يقول الشيخ عبدالجليل سنان ل"اليمن اليوم" للحيلولة دون تفجر الوضع. وقال سنان، وهو أحد أعيان أرحب الساعين لإخماد الفتنة، إن الحوثيين نصبوا القطاعات بعد تمكُّن القبائل الثلاثاء الماضي من إقناع مسلحي الحنق برفع القطاع، "تم رفع القطاع لنفاجأ يوم ثاني بنصب قطاعات للحوثيين". وكان الإصلاح قد أنكر- في اجتماع للمشترك عُقد الأسبوع الماضي بحضور ممثلين لجماعة الحوثي- وقوفه وراء القطاعات في أرحب. وأشار سنان إلى أن أرحب تعيش أجواء حرب فعلية، "ثمة حشود لمسلحي الطرفين في معسكرات خاصة وجمع للأسلحة الخفيفة والثقيلة والمتوسطة، ونخشى أن تتسع العملية ويبدأ تدفق المسلحين من خارج أرحب لنقل المعركة إليها". ودعا سنان عقلاء أرحب إلى تدارك الموقف وإنهاء أية مظاهر من شأنها تفجير مواجهات طائفية قد تلتهم قبائل المديرية التي تنتمي إليها مختلف المذاهب والتيارات الدينية.