أصيب عدد من المسلحين، بتفجر المواجهات المسلحة بين السلفيين والحوثيين، أمس في مديرية أرحب، في تطور لافت لاتساع أزمة المواجهات الطائفية التي بدأت في صعدة وتدور رحاها حاليا في محافظات عمرانوحجة والجوف، وسط مخاوف من اتساعها إلى المحافظات الوسطى. وتأتي هذه التطورات في وقت تعثرت فيه مساعي اللجنة الرئاسية في رأب الصدع بين الطرفين، بعد إلغاء برنامجها للزيارات الميدانية، واكتفائها بعقد لقاء يجمع الطرفين في صنعاء، لكن الحوثيين والسلفيين يرفضون تسمية أعضائهم. وقال الشيخ محسن محمد سنان، أحد شيوخ قبائل أرحب ل"اليمن اليوم" إن تبادلا لإطلاق النار من أسلحة خفيفة ومتوسطة بدأ فجر أمس بين قبائل موالية للحوثيين ينصبون قطاعاً في عيال سحيم منطقة ذيبان، ومسلحين يتبعون قيادات من التيار السلفي داخل حزب الإصلاح في المديرية ، (فض الإصلاح حلته بهم). وأشار سنان إلى أن المواجهات التي لا تزال مستمرة بشكل متقطع حتى كتابة الخبر تسببت بسقوط مصابين لم يعرف بعد تعدادهم، لكنه اعتبر المواجهات مؤشراً خطيراً على تفاقم الوضع بين أبناء قبائل أرحب المنقسمة بين رافض للقطاعات ومؤيد لها، وينذر بحرب طائفية في المديرية، خصوصا في ظل استمرار تدفق مسلحي الطرفين عليها. وتفجرت المواجهات المسلحة بعد نحو أسبوعين من تبادل الطرفين نصب القطاعات على خط صنعاء – صعدة. وبدأ مسلحون قبليون بقيادة نزيه الحنق، شقيق عضو مجلس النواب الإصلاحي منصور الحنق، بنصب قطاع في زندان، تضامنا مع المحاصرين في دماج كما يقولون، لكن اجتماعات مكثفة لشيوخ قبائل أرحب تمكنت الأسبوع الماضي من رفع القطاع والاكتفاء ببقاء معسكر المسلحين الذي يحوي قرابة 30 خيمة. وبعد يوم على رفع قطاع الحنق، نصب مسلحون من أبناء أرحب، يتبعون الحوثي، قطاعات في عدة مناطق لتأمين الخط كما يقولون. كما أقاموا معسكرا خاصا بهم في منطقة ريال . وطالب شيوخ قبائل إصلاحية قبائل أرحب برفع قطاعات الحوثيين نظير رفع قطاعهم في زندان، لكن التطورات أخذت منحى المواجهات المسلحة، رغم استمرار جهود القبائل في أرحب لإيقافها. ودعا الشيخ محسن سنان قبائل أرحب إلى العمل على رفع كل ما من شأنه توسيع المواجهات الطائفية، لما له من تأثير على مستقبل المديرية وأبنائها. في سياق متصل شهدت جبهات القتال في كتاف محافظة صعدة وحاشد محافظة عمران، خصوصا في منطقتي خيوان ووادي دنان، أشرس المواجهات بين مسلحين قبليين موالين للحوثيين، وآخرين موالين لأولاد الأحمر. وأفادت مصادر محلية للصحيفة بأن قتلى وجرحى سقطوا خلال تلك المواجهات التي لا تزال مستمرة، ويستخدم فيها الطرفان مختلف الأسلحة بما فيها الصواريخ وقذائف المدفعية. كما اشتدت المواجهات في دماج بين الحوثيين والسلفيين، مع استمرار الطرفين تبادل القصف بالقذائف الصاروخية. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن المواجهات استعرت فجر أمس على 4 جبهات في دماج، وأسفرت عن مقتل 3 أشخاص على الأقل. وفي مديرية حرض بمحافظة حجة لا تزال المواجهات بين مسلحين قبليين وسلفيين وآخرين حوثيين، مستمرة منذ الخميس الماضي بشكل متقطع، رغم تبادل الطرفين لجثث قتلاهم. من جهة أخرى قال عضو لجنة الوساطة الرئاسية بين السلفيين والحوثيين، درهم الزعكري ل"اليمن اليوم " إن الظروف الميدانية في صعدة وتطورات الوضع فيها، لن تسمح للجنة بجمع طرفي الصراع على طاولة واحدة والتفاوض معهما، مشيرا إلى أن اللجنة رأت ضرورة عقد لقاء يجمع الطرفين على طاولة واحدة، ولكن في صنعاء، لاسيما بعد توسع المواجهات وتردي الوضع الأمني. وأشار الزعكري إلى أن اللجنة الرئاسية أبلغت قادة الحوثيين والسلفيين بأن المفاوضات ستتم في صنعاء، وأن على الطرفين تسمية أعضائهما المشاركين في جولة التفاوض الجديدة "غير أن الطرفين لم يسميا أعضائهما حتى اللحظة". وحذر الزعكري من حرب طائفية قد تقدم عليها اليمن خلال المرحلة المقبلة إذا لم يتداع العقلاء من السلفيين والحوثيين لاحتوائها".