تعالوا نحتفل برحيل عام وقدوم عام، بطريقة نؤكد فيها إحساسنا بقيمة الزمن.. تعالوا نثبت أن مستقبل اليمن يبدأ الآن، حيث العام 2014 هو سنة حسم نغادر فيه عنق الزجاجة إلى فضاء الانفراج.. أمامنا في هذه البلاد- قيادة وأحزابا وشعبا وقوات مسلحة وأمنا ومؤسسات حكومة ومجتمعا مدنيا- أن نسارع للاعتراف بأن هناك الكثير مما كان يجب أن نفعله ولم نفعل، وحان الوقت لأن نلحق أنفسنا ونفعل.. في مطلع عام جديد ما يمكن اعتباره لحظة تاريخية، لأن نرفع أمام بعضنا فعل الأمر المحترم (صفّوا النيّة ) فاليمن تحتاج لجهود الجميع.. تعالوا جميعاً نلتقي حول فكرة الوطن بعيداً عن هذا الاختلاق لأزمات الهوية وأزمات الشرعية وعوائق بناء الدولة، وكل هذه المخانق الأمنية والاقتصادية والمعيشية. إلى هنا ويكفي سجالات تقديم الهوية الشخصية أو المناطقية أو المذهبية على الهوية الوطنية اليمنية.. وإلى هنا ويكفي الدولة انحساراً وتمثيلاً لدور الضحية، فيما المطلوب منها أن تكون رمانة الميزان وبيضة القبّان.. صفّوا النيّة، فما تشهده اليمن لا يسمح بتقسيم المجتمع والأحزاب والشخصيات العامة إلى شياطين وملائكة.. الحال في اليمن يقول للجميع تعالوا نشتغل وننتج في جو من التسامح والتصالح، ونعطي فرصة لبناء دولة حية، لكننا قبل ذلك بحاجة للإجابة الإيجابية على السؤال.. هل فعلاً نحن نحب بلادنا، وما هي جاهزيتنا لاحترام ميزان قيمي وأخلاقي واضح..؟ من أعلى قمة الهرم، على الرئيس هادي أن يصدر قراراً يجرم النفاق والتدليس في المحيط الذي يتحرك فيه، ليكون رئيساً لليمن بشراً وجغرافيا.. من شأن هذا القرار أن يعزز الثقة بين الناس وبعضهم، ويساعد على إزالة أوجه عديدة من كتلة التوتر. المنتمون إلى الأحزاب، كبيرها ومتوسطها وصغيرها، ومن لا يزال مكتوباً بالقلم الرصاص.. الكل مطالبٌ في بداية عام جديد، بفتح صفحة جديدة في كتاب أجد عنوانه "وعد وعهد" ونصه يقول: عندما يتعارض مسار انتمائي للحزب أو المكون السياسي أو القبلي أو العسكري الذي انتمي إليه، مع المصلحة العامة للوطن ووحدته واستقراره، سأختار الوطن وأشطب الحزب.. المجموعة والشخص والطبل والربابة. تعب الشعب من المناكفات والمواجهات.. تعب من مسؤولين رفعوا نسبة الفقر والبطالة والبلطجة والفوضى.. تعب الشعب من عدم الدقة وسوء النية، ومن العجز، ومن إعلام ينقل الحدث الواحد بسبعة أشكال مع أن الخبر مقدس.. تعب الناس من هوامير فساد، يسيطر عليهم الإحساس الفاجر بأن ما في بقايا جيوب البسطاء هو من حقهم. ولكل ذلك ليس أقل من أن تدعوني وأدعوك إلى استنهاض روح يمنية جديدة عنوانها "صفّي النيّة ". كل عام وأنتم بخير.