قامت الثورات ومازالت تقوم تحت دعوى تحرير الناس من الجحيم الذي هم فيه. الثورة الفرنسيه قامت تحت دعوى تحرير الفرنسيين من جحيم النظام الملكي، ومن جحيم سجن الباستيل الرهيب. الثورة البلشفيه في روسيا قامت بغرض تحرير الروس من جحيم حكم القياصرة ومن جحيم النظام الرأسمالي. وهكذا هي الثورات تقوم بدعوى هدم الجحيم ثم لا تلبث أن تقيم لك جحيماً ثورياً يليق بك. لكن الثورة المدوية التي طغت على ثورات الربيع العربي وعلى جميع الثورات العالمية هي ثورة البابا الدينية .. فقد هدم بثورته جهنم وأغلق أبواب الجحيم . في آخر تصريح له قال الكاردينال الأرجنتيني خورخي ماريا برغوليو، الذي أصبح البابا فرانسوا: "إننا من خلال التواضع والبحث الروحي والتأمل والصلاة، اكتسبنا فهماً جديداً لبعض العقائد. الكنيسة لم تعد تعتقد بالجحيم حيث يعاني الناس.. هذا المذهب يتعارض مع الحب اللامتناهي للإله.. الله ليس قاضيا، ولكنه صديق ومحب للإنسانية، الله لا يسعى إلى الإدانة، ولكنه يسعى إلى الاحتضان، ونحن ننظر إلى الجحيم "جهنم" كتقنية أدبية كما في قصة آدم وحواء ". وفي خطابه الذي صدم الجميع مؤمنين وملحدين، قال البابا: "إن جميع الأديان صحيحة وعلى حق لأنها كذلك في قلوب جميع أولئك الذين يؤمنون بها" وأضاف قائلاً:"إن الديانة الكاثوليكية عرفت تطورات مهمة، وهي اليوم ديانة حداثية وعقلانية. حان الوقت للتخلي عن التعصب، ويجب الاعتراف بأن الحقيقة الدينية تتغير وتتطور..الحقيقة ليست مطلقة أو منقوشة فوق حجر". ومما قاله في تصريحه الجريء والصادم :"الإله في طور تغيير وتطور مستمر، كما هو الشأن بالنسبة إلينا نحن.. لأن الرب يسكن فينا وفي قلوبنا عندما ننشر الحب والجمال في العالم فإننا نلمس إلهنا ونعترف به". وقال عن الإنجيل :"الإنجيل كتاب مقدس جميل ،لكنه ككل الأعمال العظيمة القديمة هناك بعض الأجزاء منه عفا عليها الزمن، وهناك بعض المقاطع التي تدعو إلى التعصب ونصب المحاكم.. آن الأوان لمراجعة هذه الآيات، واعتبارها كزيادات لاحقه تتناقض مع رسالة الحب والحقيقة " أما عن المرأة فقال البابا فرانسوا: "سوف نبدأ في ترسيم نساء"كرادلة" وأساقفة وكهنة، وآمل في المستقبل أن يكون لدينا في يوم من الأيام امرأة "بابا"، فلتشرع الأبواب أمام النساء كما هي مفتوحة أمام الرجال " تلك هي خلاصة أقوال البابا الدينية الثورية، وأترك التعليق لكم .