استمرت مواجهات الحرب بين الحوثيين وأنصار السلفيين أمس في جبهتي حاشد والجوف، فيما ساد الهدوء بقية الجبهات بفعل ما توصلت إليه لجان الوساطات الرئاسية. ففي حاشد محافظة عمران دافع مسلحو القبائل الموالون لأولاد الأحمر دفاعاً مستميتاً عن قرية الخمري معقل أسرة الشيخ (الأحمر) التي كان مسلحو القبائل الموالون للحوثيين قد تقدموا نحوها بعد فرض سيطرتهم على وادي حواري وقبله وادي خيوان. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن المواجهات اشتدت ضراوتها منذ فجر أمس الأول وأسفرت عن تقدم حوثي نحو قرية الخمري وسط قتلى وجرحى من الطرفين، وتضاربت الأنباء حول مصير (مبخوت الأحمر، ويحيى باقي، ومعين الأحمر، ويحيى المتوكل خال هاشم الأحمر). ففي حين تناقلت وسائل إعلامية خبر مقتل المشار إليهم، قال مصدر مسئول في المحافظة ل"اليمن اليوم" إن هناك تكتما شديدا حول مصير هؤلاء، لكن المؤكد أن هناك قتلى وجرحى سقطوا في معركة ضارية جرت فجر أمس (أمس الأول) عندما نفذ الحوثيون هجوماً عنيفاً باتجاه قرية الخمري. وقال مصدر آخر في حوث ل"اليمن اليوم" إن اشتباكات عنيفة تجددت في الساعات الأولى من مساء أمس في منطقة ذو مطيع، فيما تواصل القصف على قرية الخمري من قبل الحوثيين وسط نزوح كبير للأهالي في مدينة حوث والمناطق المجاورة لها إلى مدينة عمران ومناطق أخرى. وأضاف المصدر أن مسلحي القبائل الموالين لأولاد الأحمر التفوا على مسلحي الحوثيين (قرابة 70 مسلحاً) من أسفل وادي حواري، بعد استدراجهم إلى ذو مطيع وقتلوا عدداً منهم قبل أن يتمكن البقية من الانسحاب والتراجع إلى الخلف، كما تم إحراق وتدمير دبابة تابعة للحوثيين. إلى ذلك وجه أمس الشيخ علي حميد جليدان، الذي انضم مؤخراً للقتال إلى جانب أولاد الأحمر، دعوة عامة لأبناء مناطق بني صريم لحضور اجتماع في منطقة الماجل الأحمر يعقد اليوم. وفي الجوف استمرت المواجهات في منطقة اليتمة (آخر المناطق التي لم يسيطر عليها الحوثيون في مديرية خب والشعف). وقالت مصادر محلية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن المواجهات استمرت بالأسلحة الثقيلة وسط قتلى وجرحى من الطرفين، في حين عادت لجنة الوساطة أدراجها إلى منزل المحافظ محمد سالم بن عبود. وأضافت المصادر أن الوساطة برئاسة بن فريد وعضوية المحافظ بن عبود، والحسين بن علي الضمين، ويحيى الدغس، وخالد هضبان) تحركت إلى اليتمة صباح أمس، ولكنها سرعان ما عاودت أدراجها نتيجة المواجهات التي لم تتح للجنة الدخول إلى المنطقة والالتقاء بطرفي القتال، رغم أنه جرى التواصل معهما مساءً عبر الهاتف. إلى ذلك توافد العشرات من المسلحين الموالين للسلفيين من محافظة مأرب إلى محافظة الجوف للمشاركة في الحرب ضد الحوثيين في المحافظة. وقالت مصادر قبلية ل"اليمن اليوم" إن مجموعة شباب من أبناء مأرب وصلوا أمس إلى منطقة اليتمة على متن 10 سيارات نوع (شاص) بكامل أسلحتهم المتوسطة والخفيفة. مشيرة إلى أنهم تمكنوا من اجتياز النقاط العسكرية والأمنية دون أن يتم إيقافهم من قبل الجنود المتمركزين في النقاط.