تكاثرت الصور والدعوات في موقع التواصل الاجتماعي، الفيس بوك، التي تدعو للنزول يوم 14 يناير- غداً- للمطالبة بإسقاط الحكومة التي تطالب بالتمديد، رغم أنها لم تقدم شيئاً إيجابياً يشفع لها طرح فكرة التمديد.. فالمواطن انتظر انتهاء فترة حكومة الوفاق بفارغ الصبر، وهو يضغط على أعصابه تجاه كلِّ هذه الاحتقانات والحروب والفوضى والقتل المجاني.. مواسياً نفسه بأنها أزمة وستمر، وكلّ يوم يمنِّي نفسه ببزوغ عهد جديد. معظم الأحزاب تشكو من أداء الحكومة، وترفض التمديد.. وحين انطلقت الدعوات باسم "حملة إنقاذ" إلى النزول للمطالبة بإسقاط الحكومة غيَّرت هذه الأحزاب مواقفها ورفضت ما تدعو إليه هذه الحملة، وكأنها تخشى أن تكسب حملة إنقاذ فضيلة إسقاط الحكومة وتسحب البساط من تحتها، بحيث لا يكون لهذه الأحزاب أي دور، وهي التي تريد أن تتصدَّر كلَّ شيء، حتى وإن كان باطلاً فستقوم بالالتفاف عليه وشرعنته. حملة إنقاذ سينزل فيها كل مواطن متضرر من أداء هذه الحكومة وتراخيها وبقائها في موقف المتفرج.. أما بشأن بعض الأحزاب فهي كما يُقال "خاور ومستحي". لو نجحت "حملة إنقاذ" في إسقاط الحكومة ستحتفل هذه الأحزاب بها وتحشر نفسها في صفوفها لتنال مجداً كانت تخشى عدم نيله في حال خرجت يوم 14 يناير. الحكومة الوفاقية هي أفشل حكومة على الإطلاق، بإجماع المذاهب.. ولو أن أئمة المذاهب عاصروا هذه الحكومة لقالوا فيها ما لم يقله مالك في الخمر.. مؤتمر حوار متعثر ولم يُلبِّ طموحات الشعب، وانفلات أمني في كلِّ زقاق، ومخرِّبون وإرهابيون تتواطأ الدولة معهم، ورئيس حكومة لا يدري بشيء، ومواطن، مغلوب على أمره، يحلم كلَّ يوم بشمس جديدة تطلُّ على هذه البقعة لتُزهر الخريطة وتزهو الجغرافيا بيمن جديد، ويمن سعيد.