أكد رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لمشايخ وأعيان محافظة عمران أن قراراً جمهوريا سيصدر في القريب العاجل يقضي بتعيين محافظ جديد بدلاً عن محمد حسن دماج، ملمحاً إلى أن بقية المطالب وأهمها إقالة قائد اللواء 310 مدرع ستأتي لاحقاً كخطوة ثانية. وكشف الرئيس هادي لمشايخ وأعيان عمران خلال لقائه بهم أمس في منزله أنه بعث إلى قائد جماعة الحوثي عبدالملك بدر الدين الحوثي رسالة بخصوص ما تشهده عمران من حرب، مفادها أن أمن عمران من أمن صنعاء، وأنه لن يقبل أن يرى قوات الجيش تنكسر، وفقاً لما أفاد به «اليمن اليوم» مصدر حضر الاجتماع. وأضاف المصدر أن الرئيس انتقد وبشدة هذه الحروب بين الحوثيين والإصلاح (الإخوان المسلمين) ، مذكراً إياهم بما كانوا عليه في الساحات يداً واحدة في أزمة 2011م. ومما قاله الرئيس «هؤلاء كانوا في ساحة التغيير حوثي وإصلاحي، يداً واحدة، واليوم يختلفوا ويتحاربوا». واستمع الرئيس إلى مختلف وجهات نظر الحاضرين من مشايخ وأعيان المحافظة حول ما تشهده عمران وما هو الحل لوقف الحرب. وقال مصدر إن الجميع أكدوا للرئيس على ضرورة سرعة الاستجابة لمطالب التغيير المتمثلة بإقالة المحافظ دماج وقائد اللواء 310 حميد القشيبي ومدير الأمن السياسي أحمد رزق، مشيراً إلى أن المشايخ الموالين لحزب الإصلاح زكوا هذه المطالب لكنهم فضلوا تأجيلها، مطالبين الرئيس أن يتعامل مع عمران كتعامله مع القاعدة في شبوة وأبين إلا أن مشايخ مستقلين أكدوا للرئيس أن تأجيل التغيير معناه استمرار دوامة العنف. ولفت أصحاب هذا الرأي للرئيس إلى أن تغيير دماج والقشيبي مطلب سابق لغالبية أبناء عمران قبل أن يكون مطلباً للحوثيين، مشيرين إلى أن استياء كبيرا يعم غالبية أبناء المحافظة من قبل أن يصل الحوثيون إلى عمران، ويدخلوا في حروب مع حزب الإصلاح وأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. وقال المصدر في سياق تصريحه ل»اليمن اليوم»: الرئيس صارحهم بأن الجيش لن يخوض حرباً مالم يكن هو –الرئيس- ضامناً نجاحها ألف في المائة. منبهاً إلى أهمية الاستفادة من تداعيات حروب صعدة السابقة، وأن علينا أن لا نقع في نفس الأخطاء التي صبت لصالح الحوثيين «فعندما نقصف بالخطأ منزلاً لمواطن لا علاقة له بالحوثي، نكون قد رفدنا الحوثيين بأعضاء ومقاتلين جدد». وبحسب المصدر فقد انتقد الرئيس مشايخ وأعيان عمران لشدة التباينات والاختلافات فيما بينهم «الآن وأنتم أمامي أجد آراء متباينة، كل واحد منكم في وادي، وفوق هذا يا أصحاب عمران المشكلة أنكم كلكم في عمران مشايخ وقادة يعني ما عادفيش مواطنين تقودوهم». وفي ختام اللقاء الذي استمر من الحادية عشرة حتى الواحدة بعد الظهر، دعا الرئيس الجميع في عمران إلى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة «حوثي، إصلاح، وعليهم أن يلتزموا ويعقلوا». حضر اللقاء الشيخ كهلان مجاهد أبو شوارب، الشيخ علي حميد جليدان، الشيخ أحمد العقاري، الشيخ صالح أبو عوجاء، الشيخ عبدالرحمن بن أحمد الغولي، اللواء محمد الزلب، الشيخ محمد طاهر، الشيخ أحمد الصديق، الشيخ طارق بن أحمد زيد الرضي، الشيخ بكيل حبيش، الشيخ عادل حمود عاطف، الشيخ أحمد زايد الدوحمي، أمين بن مجاهد الحيدري، الشيخ عبدالغني اللهبي، الشيخ صالح محمود جليدان، الدكتور عبدالله علي ناشر الأحمر، الشيخ محمد هادي طواف.. وآخرون. وقال ذات المصدر إن عددا كبيرا من المشايخ والأعيان المدعوين لحضور الاجتماع فوجئوا عند وصولهم أمام منزل الرئيس بأن أسماءهم غير موجودة في الكشف، ولم يتم السماح لهم بالدخول ما دفعهم للعودة إلى منازلهم ومناطقهم غاضبين، وجميعهم ممن يطالبون بسرعة التغيير في عمران. ميدانياً استمرت المواجهات في الساعات الأولى من فجر أمس بين الحوثيين من جهة، وقوات الإخوان (الإصلاح ولواء القشيبي) من جهة بشكل هو الأعنف منذ بداية الحرب في مدينة عمران مطلع الأسبوع الماضي. وقالت مصادر محلية وأمنية متطابقة ل»اليمن اليوم» إن مسلحي الحوثيين تمكنوا من السيطرة على جبال الجنات في الجهة الشمالية الغربية للمدينة، فيما انسحب مسلحو الإخوان وقوات القشيبي بأسلحتهم الثقيلة إلى داخل أحياء منطقة الجنات، بعد ثلاث ساعات من مواجهات هي الأعنف، من الواحدة فجراً حتى الثالثة. مشيرين إلى أن الحوثيين استفادوا كثيراً في هذه المعركة من سيطرتهم أمس الأول على جبال المحشاش المتاخمة لجبال الجنات. وقال شهود عيان للصحيفة إن مسلحي الإخوان وعددا كبيرا من أفراد لواء القشيبي (اللواء310) الذين انسحبوا من جبال الجنات وآخرين قادمين من مقر قيادة اللواء انتشروا في أحياء منطقة الجنات شمال مدينة عمران بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة للدفاع عن ثلاثة مبانٍ رئيسية تقع في الجنات (المقر الرئيسي لحزب الإصلاح، دار النور-أكبر معاهد الإخوان في عمران- شركة سبأفون) وجميعها باتت تحت رحمة القصف الحوثي. وكان وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد قد عمّد أمس الأول اتفاق وقف الحرب في عمران، إلاّ أنه لم يتم الإعلان رسمياً عن وقف إطلاق النار حتى ساعة كتابة الخبر العاشرة مساءً.