فرضت عناصر القاعدة في محافظة إب، مؤخراً، واقعاً جديداً على أهالي مديرية حزم العدين، وبات جزء منهم المديرية النائية تحت «الإمارة الإسلامية» وإن لم يسمِّها التنظيم بشكل علني، حتى اللحظة. لكن بالرغم من كون قيادات القاعدة من أبناء المديرية ذاتها، وسبق لبعضهم وأن قاتلوا في أفغانستان، إلا أن ذلك لم يمنح التنظيم طابع التعايش مع أبناء المنطقة. وتلقت الصحيفة، أمس، اتصالات من أهالي قرى في المديرية، التي تبعد نحو 30 كيلو متراً فقط عن مركز المدينة، وجميعهم يشكون تصاعد عنف عناصر التنظيم في تلك القرى النائية مع توسيع التنظيم لمواقعه فيها. وقال أحد مشايخ عزلة بني عمران، تتحفظ الصحيفة على اسمه، إنه كان يمر من إحدى نقاط التنظيم المنتشرة بين مركز المديرية والعزلة، عندما أجبره عناصر التنظيم على الترجل من سيارته، وأخذوها بالقوة. كما أخذوا سيارة ابن عمه، التي كانت تمر بمرافقين للشيخ. وقال الشيخ «سبق لعناصر من القاعدة وأن عرضت عليَّ 10 - 15 ألف ريال سعودي مقابل استئجار سيارتي لبعض الوقت لكني رفضت». وأضاف «هنا تحاول القاعدة دفع مبالغ مالية كبيرة، ليس لشراء الولاءات، لكن لاستئجار السيارات وتجنيد الشباب وإدماج عناصرها بالمجتمع المحلي لتحظى بقبول بعض الأهالي من الغالبية الفقيرة». منطقة بني عمران في مديرية العدين المجاورة لمديرية الحزم، وفقاً للشيخ، واحدة من مناطق مديرية الحزم التي باتت، واقعياً، بحكم القاعدة. وسبق للتنظيم أن شنّ حملة اعتقالات طالت 6 من أبناء القرية (محمد علي العمراني، يوسف سعد العمراني، أحمد غانم العمراني، علي ناصر العمراني، محمد فارع العمراني، علي فارع). كان ذلك، وفقاً للمصدر، عقب تنفيذ التنظيم لعملية مجمع وزارة الدفاع «العرضي» في صنعاء، مطلع ديسمبر من العام الماضي. اتهموا الستة بالتجسس على عناصر القاعدة في العدين، ومصيرهم مجهول حتى اللحظة، ويرجح بأن يكون التنظيم قد أعدمهم. كما جنَّد التنظيم عشرات الشباب من المنطقة، وفقاً للشيخ، واختفى أولئك المجندون منذ أشهر، وحتى أسرهم باتت قلقة عليهم، مؤخراً. يضيف الشيخ «أبلغنا إدارة الأمن في المديرية لكن دون جدوى.» تسيطر القاعدة على معظم قرى المديرية، وجبالها، التي تربط إب بساحل البحر الأحمر في الحديدة، مروراً عبر مديرية جبل رأس في الحديدة، التي تصنف أمنياً مركزاً للقاعدة، عقب شن الأخير هجوم على نقطة أمنية، مطلع العام الجاري، أسفر عن مقتل وإصابة جنود. كما تنتشر مواقع التنظيم، وفقاً للمصدر، في مناطق الاسلوم، الأبعون، عزلة بني عبدالله، وبني عمران، وصولاً إلى وصاب العالي في محافظة ذمار، وتلك المناطق تسهل عملية تنقل القاعدة بين الوسط، والغرب عبر طرق وعرة شقتها عناصر التنظيم، في الفترة الأخيرة. ويقود عناصر القاعدة في الحزم، عناصر محلية، أبرزهم متزوج شقيقة، أمل السادة، الزوجة الأخيرة لأمير التنظيم لسابق في أفغانستان، أسامة بن لادن. وينتمي القيادي إلى محافظة حضرموت، وسبق أن اعتُقل على خلفية تورطه في عملية تزويج بن لادن بابنة عمه، شقيقة زوجته. كما يوجد قادة آخرون للتنظيم في قرى المديرية، التي توافد إليها عدد من المقاتلين الأجانب بعضهم قدموا من سوريا. وكانت الصحيفة تلقت، في وقت سابق من هذا العام، شكاوى مواطنين في الحزم، إحداها عن إعدام التنظيم لشاب وشقيقه، بتهمة التخابر مع الأمن، غير أن مصادر أمنية حينها قالت ل«اليمن اليوم» إن قيادياً في القاعدة استعان بمسلحي التنظيم في المديرية لقتل اثنين من غرمائه، بسبب خلاف على أرض. كما تضمنت الشكاوى الأخرى قيام عناصر التنظيم بجلد شاب وإجباره على قطع كيلو مترين سيراً على الأقدام، كنوع من التعزير، لتبوله على قبر في المديرية. وتواصلت الصحيفة في وقت سابق مع مدير أمن مديرية الحزم، لكنه فضل عدم الحديث عن التنظيم، مكتفياً بالإشارة إلى تواجد للقاعدة في المنطقة. وتتواجد في المديرية حصون قديمة كانت تستخدم معاقل لممالك قديمة أبرزها حصن يرس، الذي بناه الكلاعيون في قرية الجعامي، وعلى مقربة منه في منطقة بني عوض، يقع حصن يفوز «القفلة». كما تشتهر المديرية بينابيع الحمامات المعدنية الحارة، وهو نبع حمام الأسلوم، الذي يقع فوق سطح الجبل ويطل على وادي عَنّه.