السياسيون لا يصنعون السعادة، وغالبيتهم يصلحون للعب دور الدراكولا في أفلام الرعب . وفي بلد مليء بالسياسيين كاليمن، اقرأوا على «البهجة» السلام . للسعادة عوامل يومية مشجعة، وهي أيضا ثمرة اهتمامات يومية أنيقة . لا يمكن لإنسان غارق - من صبح الله إلى المغيب - بين الدحس وبين أخبار القح بُم أن يبتهج ، باستثناء حفاري القبور طبعا . المشكلة أن السياسة في اليمن لم تعد علم ، بل «علمي علمك». وأكثر من ذلك أصبحت السياسة عندنا «ضمار» لأي واحد ماعندوش مهره خالص . في المقيل سياسة ، في العمل سياسة ، في المسجد سياسة ، في السجون سياسة ، في المقاهي سياسة ، في الملاعب الرياضية سياسة والكل ؟! حتى في البيوت ، النسوان داريات بأخبار السيسي ، أكثر من السيسي نفسه . وداريات بأخبار «القشيبي» أكثر مما يعرف عنه «علي محسن» ذاته . ها مو نلعب ! حتى الفتيات في اليمن، تبدأ مرهقتهن وتنتهي وهن واقفات عند نفس تلك الوجوه المشحوطة وما عد فيش الحب عذاب. قد معانا عذاب القبر، وله مسوقين جدعان لا يفهمون في الدين، ولكنهم يعصدون كثيرا في السياسة باعتبارها شغلانة كويسة، أحسن من الفرغة . وأما الرجال طول يومهم يلوكوا العجينة الخضراء وآخر المساء يعود الواحد منهم إلى بيته، مش مهم تكون الكهرباء مقطوعة.. مش مهم الماطور مزعج.. مش مهم ما فيش بترول.. مش مهم ما فيش غاز.. مش مهم ما فيش أمان.. مش مهم ما فيش عطر ولا بخور.. أهم شي يعود الرجل إلى بيته ومعه للمرة وللجهال أخبار عن حرب النجوم ويا ويله يا سواد ليله الراجل اللي ما يروحش ومعه «مجبر» أكشن ، ليلة أهله كلها بتمشي شجب ونجب ومطلوب تدخل أممي لحل مشكلة «المجبر»...!