سقطت محافظة نينوى بأكملها في يد مسلحي داعش، الذين سيطروا على كامل مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد، وعاصمة نينوى) ومعظم أجزاء محافظة نينوى، متجهين إلى محافظة صلاح الدين، المحاذية لنينوى من جهة الجنوب «لاحتلالها»، بحسب ما أعلن رئيس البرلمان العراقي، أسامة النجيفي. في تطور عاجل، دعت الحكومة العراقية، البرلمان لإعلان حالة الطوارئ بعد سيطرة داعش على نينوى، ثاني أكبر محافظاتالعراق. وأعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حالة الإنذار القصوى في عموم العراق، مطالبا البرلمان بإعلان حالة طوارئ لمواجهة تنظيم «داعش»، الذي سيطر على مدينة الموصل أمس الثلاثاء. وشدد المالكي في مؤتمر صحفي عقده في بغداد أمس، على «أهمية أن تقوم دول الجوار بضبط الحدود» وضرورة تأييد الأممالمتحدة للعراق. ودعا رئيس الحكومة العراقية كافة الوزارات إلى «رعاية الأسر المهجرة». كما دعا رئيس الوزراء العراقي، دول الجوار إلى التعاون للقضاء على الإرهاب، محذرا من انتشاره في المنطقة بأكملها. وأعلن المالكي أن حكومته ستقوم بتسليح كل من يتطوع لقتال الإرهاب من المدنيين في نينوى. وأضاف المالكي «لن نسمح بأن تبقى نينوى تحت سلطة الإرهابيين». وسبق لرئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي أن أعلن في مؤتمر صحفي له أن الهجوم الإرهابي في محافظة نينوى يهدد أمن المنطقة كلها، وليس فقط أمن العراق، محذرا من خطر انتشار المجاميع الإرهابية لتحتل محافظات أخرى إن لم يتم التصدي لها. وأهاب النجيفي بالعراقيين التصدي للإرهابيين، مشددا على ضرورة أن يكون هناك جهد وطني ودولي للقضاء على الإرهاب في نينوى التي تعتبر ثاني أكبر محافظة عراقية. وأضاف أنه على اتصال مع كل الجهات المعنية من أجل مساعدة النازحين الذين غادروا منطقة المعارك. وذكر أنه اتصل مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني وطلب منه دعما عسكريا ودعما للنازحين. وأشار إلى أن الهجوم على الموصل أدى إلى كارثة. وأكد النجيفي أنه يجب التحقيق في التقصير الذي حدث في الموصل، مشيرا إلى أن القيادات العسكرية المحلية تركت واجبها وهربت من المعركة، وأن الجنود فعلوا نفس الشيء بعد غياب القيادة. وأعرب النجيفي عن استغرابه من هذا الأمر، مشيرا إلى أنه كانت في المحافظة 3 فرق عسكرية وقوة كبيرة للشرطة، ولم يكن من الممكن أن تسقط أمام عدة مئات أو حتى آلاف من الإرهابيين. كما أكد رئيس مجلس النواب أن محافظ نينوى لم يترك الواجب ولا يزال موجودا بالمحافظة، ويجمع ما يستطيع من القوات واللجان الشعبية للتصدي للهجوم الإرهابي. ودعا النجيفي إلى تعاون وثيق بين مختلف الجهات العراقية لاستعادة السيطرة على الوضع، مشيرا إلى ضعف الإدارة وضعف التعاون الذي ساهم في الأزمة الحالية. سيطرة المسلحين على مدينة الموصل العراقية وكان مسلحون متشددون قد فرضوا في وقت سابق يوم الثلاثاء 10 يونيو/حزيران سيطرتهم على مدينة الموصل العراقية في محافظة نينوى شمال البلاد، حسبما ذكرت وكالة «فرانس برس» نقلا عن مسؤولين محليين. وأفادت وسائل إعلام عراقية نقلا عن مصادر أمنية بأن عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي استولوا على مقر محافظة نينوى بالمدينة بعد اشتباكات ضارية مع قوات الأمن استخدم فيها المسلحون الذين بلغ عددهم مئات الأشخاص، قذائف صاروخية وبنادق قناصة ورشاشات ثقيلة. كما تقدم المسلحون بعد سيطرتهم على أطراف واسعة غرب المدينة نحو مطار عسكري ومركز للشرطة، وتمكنوا من الاستيلاء عليهما. وأسفر هجومهم على مركز الشرطة عن هروب مئات السجناء. وذكرت وسائل الإعلام العراقية كذلك أن آلاف من سكان الموصل توجهوا إلى محافظتي أربيل ودهوك المجاورتين هربا من المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الأمن من جهة وعناصر «داعش» من جهة أخرى. وكان محافظ نينوى أثيل النجيفي قد توجه في وقت سابق يوم الاثنين، بنداء عبر التلفزيون إلى سكان المدينة لمقاتلة المتشددين الذين اقتحموا الموصل يوم الجمعة الماضي والدفاع عن مناطقهم ضد الغرباء وتشكيل لجان شعبية من خلال مجلس المحافظة. إلى ذلك، قررت الحكومة العراقية إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، ودعت المواطنين والعشائر إلى حمل السلاح وقتال الإرهابيين، كما أعلنت حالة التعبئة العامة.