في الدول التي سمحت لمواطني سوريا بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية، توجه السوريون بكثافة إلى مراكز الاقتراع، وكانت المفاجأة الصاعقة لأعداء سوريا هو المشهد الجماهيري الحاشد للسوريين أمام سفارات بلادهم في اللجان الانتخابية، وعليه قرر هؤلاء حرمان النازحين والمغتربين السوريين من حقهم في التعبير عن رأيهم وموقفهم بحرية واستقلال. كانت الفرصة أمام أعداء سوريا- الذين احتشدوا لتدمير هذا القُطر وقتل وتشريد شعبه- سانحة لإثبات مزاعمهم حول عدم شرعية الانتخابات الرئاسية عموماً، وانعدام شعبية القيادة السورية والرئيس بشار الأسد تحديداً، إذا سمحت بإجراء هذه الانتخابات في دول الجوار السوري وقاطعتها حشود اللاجئين السوريين والمغتربين في تلك الدول. أمام الشعبية الجارفة للدولة السورية بين مواطنيها في الخارج، فرضاً، أعداء سوريا منعوا الانتخابات الرئاسية خارج سوريا بقوة القمع والقهر، ووجهوا أذنابهم من مرتزقة الجهاد والقتل إلى قصف المدن والقرى والتجمعات الجماهيرية المحتشدة في مرحلة الدعاية لمرشحي الانتخابات الرئاسية، وبذلك كشفوا عن زيف شعارات الحرية والديمقراطية التي تغطي بها تآمرهم وعدوانهم على سوريا الدولة والشعب, الحاضر والمستقبل, الموقع والدور. لا يريد أعداء سوريا إجراء الانتخابات الرئاسية حتى تدخل الدولة في فراغ دستوري وسياسي يمنح هؤلاء الأعداء فرصة لتوظيف الولاية المنتهية للرئيس الأسد في دعم مزاعمهم التي سبقت عن فقدان الرئيس الأسد شرعيته منذ بدء المؤامرة العدوانية على سوريا في مارس 2011م، لكن الحشود الشعبية التي ذهبت إلى مراكز الاقتراع أكدت الشرعية الكاملة للقيادة السورية في الأمس واليوم وفي ما بعد الانتخابات الرئاسية، وأسقطت أكاذيب الأعداء عن الحرية والديمقراطية التي رفعوها ستاراً للتآمر والعدوان وقدموا بدلاً عنها المذابح والدماء والتشريد. في لبنان قال النازحون والمهجَّرون من وطنهم السوري إنهم مع الدولة السورية، مع القيادة والجيش والشعب، وصرخوا وهم يتوجهون إلى مراكز الاقتراع في سفارة دمشق ببيروت بالحقيقة التي طمسها التزوير الإعلامي للعدوان بأن النازحين من سوريا ضحايا عصابات الإجرام من المرتزقة الذين جندتهم قوى العدوان الأطلسي وحشدتهم بتمويل أذنابها العرب، لكن الشعب السوري، وحده، صمد في وجه المؤامرة وتصدى لعدوانيتها متوحداً بجيشه وقيادته، وقد سقطت كل الأقنعة.