لعل هذه البلاد هي بلد القصة المشهورة (أليس في بلاد العجائب) فليس من الضروري أن تكون ألم تلق في مفترق طرقها قطا أو أرنبا، إذن القصة في ذاتها رمزية ولا تخرج دلالتها عن الحالة التي وصلنا إليها في مفترق التسوية في بلد العجائب حيث حططنا خطانا في طريق الصراع والمماحكة وحين تفرع هذا الطريق إلى طرق احترنا في أيها نسير، لأننا لا ندري أين نريد.. لا فائدة لسؤالنا عن الصراط المستقيم إلى اللامكان، بل علينا أن نسير في أي طريق شئنا، ولنا أن نتفرق طرائق قددا نتقاتل حين نشعر بعقدة النقص، ونتوافق حين نشعر أننا بحاجة لستر عوراتنا بفضح أو تجريم الآخرين . هذه هي أليس الراجلة إلى اللا أين في بلد العجائب، وأي عجائب أكبر من العجائب الحصرية على هذا البلد العجيب ك(ثرثرات محموم) حيث تتناقض عنده الأشياء وتخالف في سنتها سنن الحياة. اليساري رزق اليميني والطلاق قبل عقد الزواج (والذي كان والدي صار طفلي من أداري عناده أم عنادي). الوحش يؤنسن وجهه الصخري ودعاة الرذيلة يندبون الشرف وسدنة النار كصناع التبغ يحذرون الناس من عبادتها كذلك (البردقان) شعار للتحضر والسلاح شعار للثقافة والقبيلة أوسع طرق المدنية ....?تترنح التناقضات وتبدو العجائب في كل شيء، ففي وقت يعتبر فيه الخائف الدولة ملاذاً لا أمان إلا فيه ويعتبر المكبوت الثورة وسيلة لتحقيق الحرية، ويعتمد العامة على المثقف في تنوير المجتمع، ويأمل الكادح والفلاح أن يصرخ حزبهم اليساري بإلغاء الطبقية في وجه برجوازية اليمين الرجعي نجد الدولة منبعا للخوف وأنك ستقدم لها خدمة تحسب لك إذا دللتها على ركن شديد تأوي إليه، ونجد الثورة أقصر الطرق إلى العبودية والفقر وأكثر الأساليب تجسيداً للنمطية والتهميش، وأن المثقف يتذبذب بين جنحي ظلام يدفن رأسه في رمل الصمت تارة ويفلسف الجهل تارة أخرى كذلك اليسار، وإن كنت لا أريد أن أذكر الموتى، وأعتبر الصمت أبلغ من ملايين الخطب في المواساة إلا أني مضطر لرثاء تلاميذ محمد سعيد جرادة الذين باعوا ثقافتهم ببردقان القبيلة وأعطوا أزمة أمورهم لصغار البرجوازية قبل كبارها. هذه التناقضات وغيرها لن تحل بحكومة وفاق وهذه العجائب لن تتوقف بإقامة مؤتمر حوار وطني مادام الأخير زمانه يتقن ما لم يتقنه الأولون من الفساد. نحن بحاجة إلى تشخيص مشاكلنا وتعيين جذورها، وبحاجة إلى الحيادية في تقييم السلوك وبحاجة إلى الاعتراف بالأخطاء والخطايا وهذا أقل ما يجب فعله.???????