ساعتان فقط قضاهما أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في زيارة مفاجئة إلى مدينة جدة السعودية، التقى خلالها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسط استقبال ظهر فيه الغضب السعودي بعد أربعة أشهر من سحب المملكة سفيرها لدى الدوحة. وناقش الملك السعودي مع أمير قطر مجمل الأحداث التي تشهدها الساحات الإسلامية والعربية والدولية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية خاصة في غزة، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية، وسط رفض حركة حماس المبادرة المصرية التي حظيت بقبول من السعودية. وقالت مصادر سعودية إن الملك عبدالله طلب من الأمير تميم أن تظل قطر بعيداً عن موضوع التهدئة في غزة، وأن تترك المهمة إلى القيادة المصرية التي سبق أن قدمت مبادرة للتهدئة حازت على دعم إقليمي ودولي كبير توِّج بتبنِّيها من قبل مجلس الأمن. وتتهم جهات مصرية قطر بأنها شجعت حماس على رفض خطة وقف إطلاق النار التي قدمتها القاهرة، في الأسبوع الماضي، وأن الموقف القطري ليس نابعاً من وجود ثغرة ما في المبادرة المصرية وإنما من باب منع القاهرة من العودة إلى الواجهة كطرف مؤثر في حل القضايا الإقليمية. وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري منذ أسبوع أن قطروتركيا وكذلك حركة حماس "تحاول إفشال الدور المصري الذي يعد بمثابة حائط الصد ضد المخطط الرامي إلى تفتيت المنطقة إلى دويلات متحاربة". وتنفي قطر وجود أية دوافع خفية لديها، وتشير إلى أن واشنطن طلبت منها صراحة التحدث مع حماس. وقال وزير الخارجية خالد العطية، يوم الأحد، إن دور قطر يتمثَّل فقط في تسهيل الاتصالات. لكن مراقبين اعتبروا أن زيارة الشيخ تميم إلى تركيا ولقاءه رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان كان الهدف منهما خلق مبادرة بديلة للمبادرة المصرية، ومحاولة تمريرها عبر حماس التي أبدت رفضاً غريباً لخطة القاهرة لوقف إطلاق النار، مع أن بنود هذه الخطة لا تختلف في شيء عن مبادرة الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي في 2012، والتي قبلت بها حماس وأوقفت بموجبها إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية. غارات إسرائيلية مكثفة على غزة ميدانياً قُتل تسعة فلسطينيين على الأقل، بينهم طفل رضيع بعد قصف مدفعي إسرائيلي، أمس الخميس، على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في شمال قطاع غزة. وبذلك ترتفع حصيلة القتلى الفلسطينيين، أمس، إلى 70، ما رفع حصيلة الهجوم الإسرائيلي منذ بدئه إلى 784 قتيلاً وأكثر من 5500 جريح. فيما دوَّت صفارات الإنذار في عدة بلدات ومدن إسرائيلية جراء إطلاق عدة صواريخ، اثنان منها سقطا قرب مطار بن غوريون. وكانت إسرائيل قد استأنفت عمليات القصف والغارات، صباح الخميس، حيث أفيد بمقتل 16 شخصاً، بينهم ستة أفراد من عائلة واحدة بنيران دبابات إسرائيلية قبل الفجر في القطاع، كما أعلنت وزارة الصحة مقتل سبعة فلسطينيين آخرين في غارات إسرائيلية شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. وتحدث مصدر طبي عن عشرات المناشدات من أهالي منطقة خزاعة وعبسان وبني سهيلا في خان يونس يطالبون فيها بإخراج المصابين والجثث من تحت الإنقاض. وفي الجانب الإسرائيلي، ارتفع عدد القتلى إلى 32 بعد مقتل ثلاثة جنود بانفجار عبوات ناسفة، كما قُتل ثلاثة مدنيين في هجمات بصواريخ أطلقت من غزة. تسارع وتيرة الأحداث دفع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بالعودة إلى القاهرة بعد زيارة قصيرة قام بها إلى تل أبيب لمناقشة تنفيذ المبادرة التي تقدمت بها مصر، وسط تفاؤل حذر من إمكانية التوصل لهدنة من أجل وقف إطلاق النار. يأتي هذا في وقت أكد فيه خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، رفض الحركة أي تهدئة في القطاع لا تتضمن تلبية مطالبها، وفي مقدمتها رفع الحصار، مبدياً استعداده للقبول بهدنة إنسانية مؤقتة. وفي نيويورك، حصلت قناة "العربية" على مسودة مشروع قرار عربي جديد حول غزة وزَّعه الأردن على أعضاء مجلس الأمن الدولي نيابة عن المجموعة العربية، تضمن عشر نقاط، أبرزها شجب جميع أعمال العنف ضد المدنيين، ووقف إطلاق نار فوري ودائم ومناشدة إسرائيل برفع جميع القيود المفروضة على حرية حركة الأشخاص والبضائع من وإلى قطاع غزة.