كل الذي وصل إلى الأسماع أن اللجنة الرئاسية التقت بعبدالملك الحوثي وأنها قالت إن الرجل تعنَّت ولم يتراجع عن مطالبه، فيما كشفت المصادر الحوثية أن اللجنة كررت أنه ليس عندها صلاحيات لمناقشة الخط الأحمر للجرعة، فكان أن سارع أعضاؤها إلى ربط الأحزمة على طائرة العودة حيث لابد من صنعاء.. ومن الواضح أن الحوثي ناقش في موضوع إسقاط الجرعة وإسقاط الحكومة، فيما لم يكن عند كوكتيل اللجنة سوى عرض المزيد من توريم الحكومة بحقائب إضافية.. وما عدا ذلك فليسوا مخولين، وكأنهم المصدر المسئول الذي يرفض الكشف عن اسمه لأنه غير مخول للحديث في الموضوع.. وإذا صح القول إن أعضاء اللجنة الرئاسية كانوا فقط مجرد سُعاة بريد مطلوب منهم عرض شراكة الحوثيين في الحكومة سيئة السمعة، فقد تعامل عبدالملك الحوثي مع سعاة البريد بنفس المنطق وطلب منهم أن يكملوا مهمتهم ويعودوا إلى صنعاء "برسالة" مكتوبة إلى الرئيس هادي، يعني أن مهمتهم هي مهمة ساعي البريد "صنعاء صعدة والعودة". والمثير للدهشة والفضول أنه وفيما كان عبدالملك المخلافي يضخ في صفحته على الفيس بوك ويقدح في سوء تعاطي الحوثي مع مهمة اللجنة مفتتحاً التصعيد الإعلامي، كان علي البخيتي يسابقه في الإعلان عن أنه يحمل رسالة قائد أنصار الله الحوثيين إلى الرئيس هادي، وهي نفس الرسالة التي رفضت اللجنة الرئاسية حملها وحملها البخيتي علي. وبصرف النظر عن تفاصيل رحلة اللجنة الرئاسية إلى صعدة، وما الذي تم، ومن الذي زاد ومن الذي أعاد، ما كان على اللجنة الرئاسية أن تنفعل استباقاً للقائها مع الرئيس وكأنها تهدف للمزيد من توتير الأوضاع حتى لا تترك لرئيس الجمهورية فسحة للتعاطي مع فشل رحلة اللجنة بحكمة رئيس كل اليمنيين. ما كان على اللجنة الرئاسية أن تسبق الجميع إلى إعلان الفشل، فالذي كلفها بالمهمة هو صاحب الحق الأول في الاطلاع على تقرير بالتفاصيل، وبعدها ليتخذ هو الموقف المناسب، ولكن.. كيف للجنة أن تشذ عن قاعدة لجان رئاسية كثيرة، إما تميل للتطويل والتسويف، وإما تنقسم على الأطراف أو تصب الزيت على النار.. لقد فشلت المفاوضات بغرابة تشكيل لجنة تقوم بدور نصف ساعي بريد، يعني- خط واحد- "صنعاء صعدة"، فأكمل علي البخيتي المهمة مستفيداً من وسائل الاتصال الأسرع من طائرة العودة مصحوبة بعناوين "انسداد الحل واللجنة تُعقّد الأزمة"، وما تحتها من تفاصيل شارعي.. "تسقط الحكومة.. تعيش الحكومة..". ولا عزاء للشعب..!!