عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أمس السبت اجتماعا في جدة السعودية للبحث خصوصا في الخلافات الداخلية مع قطر، وتنامي خطر المتشددين في الإقليم وسط توجه دولي متعاظم لضرب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية. وفي كلمة افتتاحية للاجتماع، أكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس "الحرص البالغ" على "إزالة كافة الشوائب والعمل على بذل الجهود الحثيثة للمحافظة على المكتسبات الكبيرة التي تحققت بمجلس التعاون". وأوضح الصباح في المؤتمر الصحافي بعد نهاية المؤتمر أنه "تم الاتفاق على وضع معايير لتنفيذ الالتزامات لاستكمال المسيرة الخليجية، والدول الست اتفقت على آلية لمتابعة تنفيذ الاتفاقات بينها". وأضاف: "دول الخليج راغبة في إزالة العوائق من أمام العمل الخليجي المشترك، وأن عودة سفراء دول الخليج الثلاث إلى الدوحة قد تكون في أي وقت". كما شدد وزير الخارجية الشيخ صباح بن خالد الصباح رئيس الاجتماع في كلمة له خلال افتتاح الجلسة على أهمية العلاقات مع إيران. وتدور أزمة دبلوماسية كبيرة بين قطر من جهة، والسعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى. وتتهم الدول الثلاث الدوحة بانتهاج سياسات معادية لها لاسيما من خلال دعم تنظيم الإخوان المسلمين. وقد سحبت الدول الثلاث سفراءها من الدوحة في آذار/مارس الماضي في خطوة غير مسبوقة بين المجلس الذي تأسس في 1981 ويضم السعودية والإمارات والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الأيام الأخيرة جولة شملت الدوحة والمنامة وأبوظبي في مسعى دبلوماسي أخير قبل اجتماع جدة، الذي أشارت صحف خليجية إلى أنه بالغ الأهمية بالنسبة لموضوع العلاقات الخليجية. وفي موضوع التطرف، قال الشيخ صباح في كلمته إن دول المنطقة "تواجه تناميا غير مسبوق لظاهرة الإرهاب وذلك عبر مجاميع تتستر برداء ديننا الإسلامي الحنيف وهي أبعد ما تكون عن رسالته الإنسانية السمحاء". وجدد الشيخ صباح "الإدانة وبالغ الاستنكار لتلك الممارسات التي تستغل ديننا الإسلامي كذريعة للقتل والتهجير وترويع الآمنين". وأكد الترحيب بقرار مجلس الأمن الأخير حول مكافحة المتشددين. وفي الملف اليمني، شدد الشيخ صباح على الدعم الخليجي الكامل للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خصوصا في "مكافحة كافة أشكال العنف والإرهاب التي تقودها بعض المجموعات المنشقة" دون أن يسمي الحوثيين بالاسم. وتم عقد الاجتماع وسط حضور وزير الخارجية اليمني جمال السلال، لبحث إنهاء أزمته السياسية، التي كانت الموضوع الأول على طاولة الوزراء، ومن ثم غادر السلال بعد نهاية النقاش في هذا الملف. وبحسب ما رجحته مصادر ل"العربية.نت"، فإن الحضور اليمني هدفه كسب الدعم الخليجي، وأيضاً مناقشة تنفيذ المبادرة الخليجية، إضافة إلى التطورات الأخيرة التي شهدها اليمن.