خيّم شبح الحرب مجدداً على أجواء العاصمة صنعاء إثر توقف المفاوضات بعد أن قطعت شوطاً كبيراً لإنهاء الأزمة. وأكد مصدر مسئول في جماعة الحوثي أن المفاوضات أمس متوقفة تماماً، متهماً أطرافاً نافذة في السلطة، لم يسمها، بالوقوف وراء إفشال المفاوضات والعودة إلى مربع الصفر. ميدانياً، ذكر شهود عيان ل"اليمن اليوم" أن الطرفين استمرا في نقل أكياس ترابية وتشييد المتارس في عدد من أحياء وشوارع العاصمة من بينها شارع عمران (التلفزيون)، ومناطق (الحصبة والجراف) وحي حدة وتحديداً في المنطقة التي يقع فيها منزل اللواء علي محسن الأحمر وحميد الأحمر، ومقر لجماعة الحوثي. وفي السياق، كثفت قيادة جماعة الحوثي اجتماعاتها أمس مع قيادات قبلية موالية لها ومشاركة بفاعلية في الاعتصامات المسلحة المحيطة بالعاصمة صنعاء، وذات الشيء فعلت قيادة حزب الإصلاح. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر قبلي موالٍ للواء علي محسن الأحمر إن الأخير شكل منذ بدء اعتصامات الحوثيين في العاصمة غرفة عمليات رئيسية وغرف عمليات أخرى مرتبطة بها وأهمها في جامعة الإيمان، مشيراً إلى أنهم متوقعون اندلاع مواجهات. من جهتها، حملت جماعة أنصار الله (الحوثيين) جهات نافذة في السلطة -لم تسمها- مسئولية تأزم الأوضاع والعودة بالمفاوضات إلى نقطة الصفر. وقال علي البخيتي -عضو المكتب السياسي للجماعة- إن المفاوضات متوقفة تماماً لسببين رئيسيين الأول عدم إحالة المتهمين بارتكاب مجزرة ساحة مجلس الوزراء، وكذا أحداث شارع المطار إلى النيابة، والثاني تغيير ممثلي الرئاسة في اللجنة قبيل توقيع اتفاق الحل، وذلك في وقت متأخر من مساء السبت. وأشار إلى أن لجنة المفاوضات (جمال بنعمر، عبدالكريم الإرياني، عبدالقادر هلال، حسين العزي، المشاط) كانت قد توصلت إلى مسودة اتفاق تلبي المطالب الشعبية إلى حد كبير، على حد تعبيره. موضحاً: لكنه وبدلا من أن يتم التوقيع النهائي على الاتفاق في الاجتماع الذي احتضنه فندق موفنبيك واستمر حتى وقت متأخر من مساء السبت، تم إبلاغ ممثلي الحوثيين، العزي والمشاط، بأن هناك توجيهات رئاسية بتشكيل لجنة تفاوض جديدة معهم، بعضوية أحمد بن مبارك، مدير مكتب الرئيس وجلال الرويشان رئيس جهاز الأمن السياسي. وأوضح البخيتي أن جماعته لم ولن تقبل بذلك ما لم تبدأ بالمفاوضات مع هذه اللجنة من حيث انتهت السابقة. وتابع: لن نقبل بإعادة النقاش في النقاط أو البنود التي كان قد تم الاتفاق حولها مع الإرياني وهلال. واعتبر البخيتي تغيير الإرياني وهلال في اللحظات الأخيرة التي سبقت توقيعهما على الاتفاق دليلا على النية لدى بعض مراكز الفساد في السلطة على عرقلة أي اتفاق يلبي المطالب الشعبية، على حد تعبيره. إلى ذلك أفاد "اليمن اليوم" مصدر مطلع بأن بن مبارك والرويشان ليسا بدلاً عن الإرياني وهلال، مؤكداً أن الأخيرين لم ينسحبا. وقال المصدر إن لجنة المفاوضات كانت وصلت مساء السبت إلى مسودة اتفاق من 20 بنداً، غير أنهم اختلفوا حول ما يتعلق بالعدالة الانتقالية ونقاط أخرى فيما يتعلق بمخرجات صعدة في مؤتمر الحوار، ما دفع الرئيس إلى إضافة بن مبارك لتفسير ما ورد في مخرجات الحوار.