اعترف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أن بلاده أساءت تقدير خطورة تنظيم "الدولة الإسلامية" ولم تتوقع أن يؤدي تدهور الوضع في سورية إلى تسهيل ظهور مجموعات متطرفة خطيرة على غرار التنظيم. وأقر أوباما في مقابلة تلفزيونية، أمس الأول، أن مسلحي تنظيم القاعدة القدامى الذين طردتهم الولاياتالمتحدة والقوات المحلية من العراق، تمكَّنوا من التجمع في سورية وشكَّلوا "الدولة الإسلامية". وقال إن "رئيس أجهزة المخابرات، جيم كلابر، أقر إنهم لم يحسنوا تقدير ما جرى في سورية"، كما أشار إلى أن واشنطن قد أساءت كذلك بتقدير قوة الجيش العراقي الذي دربته الولاياتالمتحدة في قتال المسلحين لوحده. ورأى أوباما أن مسؤولي الدعاية في تنظيم "الدولة الإسلامية" أصبحوا ماهرين للغاية في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وتمكَّنوا من استقطاب مجندين جُدد من أوروبا والولاياتالمتحدة وأستراليا والدول الإسلامية. من جهتها قالت قناة "بي. بي. سي" إن القوات البرية العراقية تمكَّنت- مدعومة بضربات جوية لطائرات التحالف الدولي- من وقف تقدم مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" للسيطرة على بلدة عامرية الفلوجة التي لا تبعد سوى 40 كيلومتراً عن العاصمة بغداد. وقالت مراسلة بي. بي. سي، ليز دوسيت، في بغداد إن الضربات الجوية التي نفذتها طائرات التحالف جاءت في أعقاب اشتباكات مع مقاتلي "الدولة الإسلامية". وتحظى بلدة عامرية الفلوجة بموقع استراتيجي مهم. وتأتي هذه التطورات في ظل مواصلة طائرات التحالف قصف مواقع أخرى تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في العراقوسوريا. وفي هذا الإطار، قصفت طائرات أمريكية نقاط تفتيش ومقراً لمسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي كان يُعرف اختصاراً في السابق باسم (داعش) في قضاء داقوق (35 كيلومتراً جنوبكركوك)، الأمر الذي أدى إلى مقتل 7 وإصابة 5 آخرين وتدمير ثلاث عربات كانت تحمل رشاشات ثقيلة. وقال مصدر عراقي رسمي في محافظة الأنبار إن تنظيم "الدولة الإسلامية" يستعد لشنٍّ هجوم على عامرية الفلوجة التي يعتبرها التنظيم معقلاً للصحوات المناوئة له والمساندة للجيش الحكومي. وفي ما يخص الضربات الجوية التي تستهدف مواقع "الدولة الإسلامية" في سوريا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن طائرات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة قصفت، الاثنين، مواقع للتنظيم في محافظة الرقة التي تعتبر أحد معاقله، كما قصفت مواقع للتنظيم في محافظة حلب. فقد قصفت هذه الطائرات مواقع التنظيم في محيط بلدة منبج بمحافظة حلب، بما في ذلك مجمع يضم صومعات لتخزين الحبوب وطاحونة يديرها مدنيون، كما يقول المرصد. من جهتها كشفت وكالة "رويترز" للأنباء أن دبابات تركية اتخذت مواقع على تلٍّ يطلُّ على بلدة كوباني السورية الحدودية المحاصرة، يوم الاثنين، بعد سقوط عدة قذائف على الأراضي التركية مع قصف متشددي الدولة الإسلامية للبلدة. وأضافت الوكالة أن 15 دبابة على الأقل تمركزت وصوب بعضها مدافعه باتجاه الأراضي السورية قرب قاعدة عسكرية تركية شمال غربي كوباني. وتصاعدت أعمدة من الدخان مع سقوط القذائف على شرق وغرب كوباني.