حدثني "عيسى بن هشام"، قال: وُلد "الحوثي" في ليلة قدر، فدعت له أمه أن يجعله الله محظوظاً، فقال لها قائل: قد استُجيبت دعوتك، ولكن حدِّدي أيُّ حظٍ تريدينه لهذا الغلام؟ قالت: أن يعطيه الله بسطة في المال. قال القائل: طلبت ما قد ينفد.. قالت: أن يعطيه الله بسطة في الجاه. قال: طلبت ما قد يُفقد.. قالت: أن يعطيه الله بسطة في العقل.. قال: طلبتِ ما قد يزيغ.. قالت: الخيرة في ما اختار الله. قال: أن يرزقه الله بخصوم حمقى، هذا هو المال الذي لا يفنى، والجاه الذي لا يبلى، والعقل الذي لا يزيغ.. قال الراوي: فرزقه الله بخصومة "الإخوان": ثوَّار الزحام وزبانية النظام، يبكون مع الراعي، ويأكلون مع الذئب، ولا يسلمون أنفسهم من كيدهم حتى، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى.! قال "عيسى بن هشام": وما كان للحوثي أن ينتصر ويصل إلى صعدة، لولا أن الله صَدَقَ أمَّه وعده، وسخَّر له في كهوف الشجون من يعالجون الرمد بفقئ العيون.. ويواجهون الرمضاء بالنار، فذاع صيته في الأمصار.. حاربوه بجنرالات البطش والفساد، فمنحوه المظالم والعتاد، وواجهوه بمشايخ الباطل، فصار منقذ القبائل، فاتخذوا الطائفية ذرائع جعلته بطل الزيود والشوافع.. وما زالوا يجرونه من فتن إلى فتن، حتى أوصلوه من مرَّان إلى عدن!