فشلت لقاءات المبعوث الأممي مع القوى السياسية في حل أزمة تشكل الحكومة، وواصل المبعوث الأممي جمال بنعمر جهوده الرامية إلى استباق فعالية الحوثيين وحل أزمة تشكيل الحكومة، ولكن دون جدوى. ففي حين قال بنعمر إن جميع القوى السياسية اتفقت على تشكيل الحكومة من الكفاءات، وتفويض الرئيس، عبدربه منصور هادي، ورئيس الحكومة، خالد بحاح، تشكيل الحكومة بدلاً عن المحاصصة الحزبية، جدد المؤتمر الشعبي العام نفيه أي علم أو صلة له به بالاتفاق. وقال المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي، عبده الجندي، ل"اليمن اليوم" إن المؤتمر وحلفاءه متمسكون بما سبق وتم الاتفاق عليه وإعلانه من قبل رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة، وإجراء القرعة وما نتج عنها من حقائب. وإذ جدَّد تأكيده عدم دعوة حزبه إلى اللقاء الذي عقده بنعمر، الأربعاء، في موفنبيك، قال الجندي إنه في حال كانت هناك اتفاقات جديدة لم يشارك فيها حزبه قد أفضت إلى أن يعيِّن الرئيس هادي حكومة كفاءات أو حكومة مستقلين، فإن المؤتمر لن يمانع من تشكيلها وسيدعمها أياً كانت، ولكنه لا يعتبر نفسه مشاركاً فيها بأية صفة. وقال الجندي إن القفز على ما تم الاتفاق عليه بشأن التقسيم الوزاري، والذهاب إلى حكومة "مستقلين وكفاءات" هروب من حل الأزمة إلى تعقيدها، كما هي هروب من تحمُّل المسئولية إلى حكومة بلا سند حزبي. وأضاف: أنا لا أعتقد أن من مصلحة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء أن يشكلوا الحكومة بهذه الطريقة، كما أنه ليس من مصلحة الوطن، وفي ظل هذه التحديات والظروف الصعبة، تشكيل حكومة بلا سند حزبي، ثم إن الاستقلالية هي عملية نسبية ولها شروط، وبالتالي فإن من الصعب الحديث عن حل للأزمة بهذه الطريقة. وكان المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه عبروا في بيان رسمي، أمس الأول، عن موقفهم الرافض والمستهجن لكل المحاولات المكشوفة من قبل أحزاب اللقاء المشترك لعرقلة جهود تشكيل حكومة الشراكة الوطنية، والتنصُّل من التزاماتها الواردة في اتفاق السلم والشراكة الوطنية، محمِّلين هذه الأحزاب مسئولية ما وصلت إليه البلاد من حالة الانسداد السياسي.