أعدم مسلحو تنظيم القاعدة المتمركزون في أطراف قيفة مع حدود مأرب 12 أسيراً من أنصار الله (الحوثيين)، بينهم 5 تم إعدامهم ذبحاً بالسكاكين، فيما تتواصل المواجهات على أشدها، لليوم الرابع على التوالي، في منطقة خبزة مديرية القريشية (محن يزيد)، إحدى مديريات قيفة الثلاث (ولد ربيع، القريشية، وآل غنيم). وقالت مصادر ميدانية ل"اليمن اليوم" إنه تم العثور على جثث الأسرى من أنصار الله (الحوثيين) لدى القاعدة، مرمية في منطقتين: الأولى في سايلة بين خبزة والمناسح (مركز مديرية ولد ربيع)، حيث تم العثور على جثث 3 من أبناء قرية جرف إسبيل التابعة لعنس ذمار، وهم (سعيد علي ناصر، صدام حزام أحمد، ومحمد علي قائد)، كان تنظيم القاعدة قد اعتقلهم عند بدء المواجهات في قيفة، مطلع الشهر الفائت، فيما عُثر على بقية جثث الأسرى وعددهم (12) أسيراً مرمية في مدخل قرية المتار بيكلا، وكانت رؤوس 5 منهم مرمية في مدخل القرية وأجسامهم بالقرب منها، ما أثار استياء أبناء المنطقة. وتحتضن يكلا- وهي سائلة مترامية الأطراف تقع على حدود قيفة ومأرب وبني ضبيان صنعاء- أهم معسكر لتنظيم القاعدة فرَّ إليه مقاتلو التنظيم ومن معهم من مقاتلي حزب الإصلاح من قيفة ورداع، عقب سقوطها بيد أنصار الله (الحوثيين). من جهتها حمَّلت قبائل عنس كامل المسئولية عن إعدام أبنائها الثلاثة، قبائل قيفة، وعلى رأسهم آل الذهب. وقال الشيخ محمد حسين المقدشي، في اتصال أجرته معه (اليمن اليوم)، إنهم لا يعرفون تنظيم القاعدة، و"إنما غرماؤنا هم قيفة وعلى رأسهم آل الذهب". وأضاف أن إعدام الأسير جريمة تتنافى مع الأعراف والأسلاف والشيم، فضلاً عن الدين، مشيراً إلى أن الثلاثة من أبناء قبيلته قتلوا برصاص وهم مقيدون بالسلاسل. وتابع: عندما وصلنا الخبر نزل عدد من أصحابنا ووجدوا الجثث مقيَّدة بالسلاسل، ونقلوها إلى القبيلة، وتم الدفن، ونحن الآن في مجابرة، وسيتم في الأيام القادمة اجتماع قبلي موسع لأبناء عنس، مؤكداً أنه لن يتم السكوت عن هذه الجريمة ولا بد من الثأر. إلى ذلك استعاد أنصار الله (الحوثيون)، أمس، السيطرة على جبل العليب الذي كان مقاتلو القاعدة والإصلاح قد سيطروا عليه، أمس الأول. وقالت مصادر قبلية في قيفة ل"اليمن اليوم" إن الحوثيين استعادوا السيطرة على العليب سريعاً ، فيما انسحب مقاتلو القاعدة والإصلاح إلى قرية خبزة التي يتحصَّنون داخل أحيائها، مشيرة إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. وفي منطقة القهر- بالقرب من دار النجد، المدخل الجنوبي لقيفة من جهة رداع- هاجم انتحاري من تنظيم القاعدة منزل شيخ قبلي موالٍ لأنصار الله يدعى (محمد مقبل) بسيارة مفخخة. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن هذه العملية الإرهابية استهدفت الشيخ محمد مقبل العيوي، والذي لا علاقة له بأنصار الله، وإنما تم استهدافه بتهمة ما أشيع أنه رحَّب علناً بأنصار الله. وأضافت المصادر أن السور الكبير لمنزل العيوي حال دون وقوع أضرار بشرية. فيما قال مصدر قبلي آخر موالٍ لحزب الإصلاح في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم" إن (5) من الحوثيين على الأقل قتلوا في هذه العملية. وفي ذات السياق، ولكن في مأرب، أعلن مقاتلو تنظيم القاعدة وحزب الإصلاح المعسكرون في ثلاثة معسكرات مستحدثة ب(السحيل ونخلا، ومفرق هيلان) رفع جهوزيتهم القتالية استعداداً للمواجهات المرتقبة مع جماعة الحوثي. وفي تصريح ل"اليمن اليوم" توقعت مصادر قبلية أن تتزامن المواجهات في مأرب مع بدء اقتحام الحوثيين معسكر القاعدة في يكلا. ونشرت مواقع حزب الإصلاح، في وقت متأخر من مساء أمس الأول، بياناً صادراً عمَّن أسمتهم القبائل المحتشدين في مأرب، وجاء في البيان: حذرت قبائل محافظة مأرب المرابطين بمنطقة السحيل ونخلا ومفرق هيلان من تسهيل أو إدخال المليشيات المسلحة إلى المحافظة، واعتبرت من يثبت تواطؤه أو تعاونه مع المليشيات غريم كل أبناء المحافظة، ويتحمل المسئولية الكاملة لكل ما سيحدث. وطالبوا رئيس الجمهورية والمؤسسة العسكرية والأمنية بتحمُّل مسؤولياتهم في الوقوف إلى جانب أبناء المحافظة لمنع دخول أي مليشيات إليها.