كانت قطر ولا تزال لغزاً عجز العالم عن فهمه بسب مواقفها الغريبة التي دائماً تثير الجدل في جميع أنحاء العالم، وخلال عام 2014 تصدرت قطر المشهد في منطقة الشرق الأوسط، وكانت عاملا مشتركا في العديد من الأحداث والملفات في المنطقة. فهذه الدويلة الخليجية الصغيرة والتي تعتبر من اغني الدول في العالم، أصبحت محوراً لحديث العالم بسب دورها المعلن وغير المعلن في العديد من القضايا، والخلافات التي تتفجر بينها وبين جيرانها أو في محيطها. والبعض ينظر لقطر بنظرة ريبة وتشكك، وهناك من يحدد علاقته بالدوحة بناء على ما تبثه قناة الجزيرة الفضائية القطرية من مواد إعلامية. ولعل أبرز الأحداث والمحطات التي يمكن أن نتوقف عندها بالنسبة لقطر في 2014 ، تأجج الخلافات بينها وبين أشقائها في مجلس التعاون الخليجي، وعلى وجه التحديد السعودية والإمارات والبحرين على خلفية موقف الدوحة الداعم لجماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها هذه الدول خطرا عليها، كما تأزمت العلاقة مع مصر، على خلفية موقف قطر الرافض للنظام الجديد في مصر وتأييدها للنظام المعزول بقيادة جماعة الإخوان المسلمين، وموقف قناة الجزيرة من النظام الموجود في مصر. واضطرت السعودية والإمارات والبحرين لسحب سفرائهم من الدوحة في سابقة من نوعها، قبل أن تتدخل الكويت وسلطنة عمان لتقريب وجهات النظر، وهو ما انتهى مؤخرا بعودة السفراء وتهدئة الموقف مع مصر، وتبادل الزيارات بين مسئولي الدوحة والرياض والإمارات، ثم أخيرا انعقاد القمة الخليجية في الدوحة. الجدل حول علاقة قطر بتنظيمات خارجية. ولعل أهم الملفات المزعجة بالنسبة لقطر، هو ما يتردد على علاقتها بجماعات وتنظيمات محظورة، أو دعمها ماديا لجماعات مسلحة كما هو الحال في ليبيا أو سوريا. وكانت نقطة الخلافة الرئيسية في توتر العلاقة مع مصر والسعودية والإمارات، هو موقف الدوحة الداعم بقوة لجماعة الإخوان المصنفة من قبل مصر على أنها إرهابية. تمويل المسلحين كما أنها متهمة بدعم بعض الفصائل المتناحرة في اليمن، وكذلك تنظيم جبهة النصرة والجيش السوري الحر في سوريا، وتنظيم داعش في العراق . وينظر كثيرون إلى قطر على أنها الممول الرئيسي لكل التنظيمات المسلحة في الشرق الأوسط . كما تتهمها إسرائيل بتقديم الدعم المالي لحركة حماس في غزة، والتي تعتبرها إسرائيل تنظيمًا إرهابيًا، هذا كله في الوقت الذي تتقارب فيه سياسياً مع إيران، ليبدو الأمر وكأنها لا تدعم المتطرفين السنة، ممثلين في داعش والإخوان، بل تدعم الاضطرابات الشيعية في المنطقة، وكأنها تغذى وجود منطقة مضطربة، تقوم على صراع ديني ما بين السنة والشيعة. الأمر لا يتوقف فقط على منطقة الخليج والشام، فمن المعروف أن قطر تمول المسلحين المتمردين فى ليبيا والصومال، كما أن الأحداث الأخيرة في مالي أشارت إلى تورط قطر في تدريب وتسليح التنظيمات الإرهابية، والمعلومات الأكثر خطورة هي التي نشرتها مجلة لو كنار أنشين الفرنسية، وتتعلق بقيام قطر بتمويل الجماعات المسلحة ودعمها مثل أنصار الدين وأزواد والجهاد في غرب أفريقيا، والقاعدة في المغرب الإسلامي والاستقلال والمساواة. وأوضحت صحيفة «تليجراف» البريطانية أن الدوحة تستثمر ملايين الأموال في «لندن» من أجل حصد المزيد من الأرباح لتمويل الإرهاب وتزويد الجماعات التي تهدد الغرب بالسلاح. كاشفة في تقريرها، أن قطر تمول جماعة «فجر ليبيا»، التي تعد حليفا قويا لأنصار الشريعة المسئولة عن مقتل السفير الأمريكي ببنغازي في 2011، وأضافت أن أموال وسلاح قطر وصلا إلى يدي جماعة أحرار الشام الإرهابية في سوريا والتي أعلنت ولاءها لتنظيم «داعش» تحت قيادة «البغدادي». كما بثت قناة "سي إن إن" الأمريكية تقريراً تتهم فيه قطر بالتورط في دعم الجماعات الإرهابية والتطرف الإسلامي الذي نما بصورة ملحوظة، في الآونة الأخيرة في العالم العربي والإسلامي.