/ فاروق مقبل أعاد المؤتمر القبلي الموسع الذي دعا إليه زعيم جماعة أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي الكرة إلى ملعب القوى السياسية المنخرطة بمباحثات (موفنبيك) بهدف البحث عن الرئيس القادم لليمن، ممهلا في ختام أعماله مساء أمس بصنعاء تلك القوى مدة ثلاثة أيام للخروج بحل يسد الفراغ القائم في سلطات الدولة والذي دخل يومه الحادي عشر، فيما تواصلت أمس المشاورات السياسية. ومنح المؤتمر قيادة ما أسماه بثورة 21 سبتمبر واللجان الثورية التفويض باتخاذ الإجراءات الفورية الكفيلة بترتيب أوضاع سلطات الدولة والمرحلة الانتقالية للخروج بالبلد من الوضع الراهن في حال لم تتوصل مداولات القوى السياسية خلال الأيام الثلاث "تبدأ من اليوم الاثنين" إلى حل لسد الفراغ في رئاسة الدولة والحكومة. المؤتمر الذي تحولت مخرجاته إلى ما يشبه موجبات جديدة على السلطة القادمة تنفيذها دون تأخر، صار أيضا ورقة ضغط شعبي بيد قيادة جماعة أنصار الله "الحوثيين" على الأطراف السياسية المشاركة في مفاوضات "الموفنبيك" التي يشرف عليها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر من أجل إيجاد حل لما بعد الرئيس المستقيل هادي والحكومة اليمنية، ودعا القوى الإقليمية والدولية إلى تقدير الشعب اليمني الذي يسعى لحياة كريمة وعلاقة طيبة مع جيرانه ومحيطه في ظل الاحترام المتبادل، مؤكدا في الوقت ذاته رفضه للتدخلات الخارجية التي تستهدف سيادة الوطن وأمنه واستقراره. ودعا البيان الختامي للمؤتمر –حصلت اليمن اليوم على نسخة منه– إلى تعديل الاختلالات الواردة في مسودة الدستور وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة ورفض أي مسعى لتمزيق الوطن تحت أي مسمى، "الأقاليم"، وتحقيق مبدأ المواطنة المتساوية وإنصاف من تم إقصاؤهم في الفترات الماضية ومنح أبناء المناطق التي تتوفر فيها الثروات السيادية امتيازات محددة بما يحقق العدالة والإسراع في معالجة القضية الجنوبية وحلها حلا عادلا ومنصفا. وفي الجانب الاقتصادي أكد البيان على سرعة القيام بالمعالجات الاقتصادية العاجلة والملحة للتخفيف من معاناة الشعب، داعيا القطاعين العام والخاص إلى القيام بواجبهما وتحمل مسؤوليتهما في ظل الأوضاع الراهنة وهذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به بلادنا، كما دعا إلى اصطفاف وطني شامل لمواجهة ما أسماها الجماعات التكفيرية الاستخباراتية وطالب الجيش واللجان الشعبية بالقيام بواجبهم في مواجهة تلك الجماعات. وفي سياق المشاورات في الموفنبيك والذي كانت قد قطعت شوطاً كبيراً أمس الأول، قال ل"اليمن اليوم" مصدر سياسي إن ممثلين عن الشباب والمرأة والمجتمع المدني قدموا اعتراضاً على عدم تمثيلها في المشاورات في المجلس الرئاسي الذي كانت المعلومات الأولية تفيد بالتوافق عليه بواقع (عضوين للمؤتمر الشعبي العام وحلفائه، وعضو للمشترك، وعضو لأنصار الله، وعضو للحراك الجنوبي المشارك في الحوار)، وعلى أن يترأس المجلس قيادي سياسي من أبناء المحافظات الجنوبية، ويعد أبرز المرشحين لتولي المنصب الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد. وأضاف المصدر أنه تم تأجيل استكمال النقاش حول موضوع المجلس الرئاسي إلى يوم غد الثلاثاء، مشيراً إلى أن اعترافات قدمت بشأن تمثيل المرأة والشباب والمجتمع المدني. إلى ذلك دعا المجلس التضامني للوجاهات الاجتماعية بمحافظة تعز أطراف المفاوضات السياسية بالعاصمة صنعاء لحل أزمة فراغ السلطة، إلى الأخذ بالاعتبار المرجعية الدستورية والتشريعية ممثلة بمجلس النواب حفاظاً على كيان الدولة والوحدة الوطنية واستقرارها السياسي والأمني. وأكد المجلس في بيان صادر عنه مساء أمس، حصلت "اليمن اليوم" على نسخة منه، أن الوطن ومستقبل أبنائه فوق كل الرغبات والمصالح الحزبية الضيقة، موضحاً بأن الأحزاب وجدت لخدمة الوطن وليس العكس. وقال البيان "إن المجلس يتابع الوضع عن كثب في صنعاء في ظل سيطرة الخلافات على أجواء الحوار بين الفرقاء السياسيين حول الشراكة في الحكم وطريقة العبور إليه"، داعياً جميع الأطراف إلى التوافق مع الأخذ بالاعتبار المرجعية التشريعية والدستورية، وأنه وعلى ضوء ما ستسفر عنه نتائج اللقاءات والحوارات فإن المجلس التضامني لوجاهات تعز سينعقد لتحديد موقفه الوطني بالتنسيق مع كل الحريصين على الوطن من المكونات السياسية والاجتماعية وبالتشاور والتنسيق مع قيادة السلطة المحلية بالمحافظة. وشدد المجلس على تحلي القيادات الحزبية بالمحافظة باليقظة والحذر من الانجرار إلى المناكفات من خلال المسيرات أو المظاهرات والشعارات ضد أيٍّ كان التزاماً بما تم الاتفاق عليه في الاجتماع مع المحافظ شوقي هائل بتاريخ 25 يناير الماضي.