اعتذر القيادي في نداء تونس سعيد العايدي الذي أسندت إليه حقيبة وزارة الصحة في التركيبة الجديدة لحكومة الحبيب الصيد عن تسلم الحقيبة في خطوة أولى تؤكد غضب قيادات النداء على إشراك حركة النهضة وسط توقعات بانسحاب قيادات أخرى لها ثقلها فيما خيمت على غالبية التونسيين أجواء من الاستياء. وقاد إشراك النهضة إلى حالة من التململ والغضب لدى قيادات النداء وخاصة في صفوف التيار النقابي اليساري الذي يتزعمه الطيب البكوش. وأفادت تسريبات إلى أن الندائين الغاضبين فوضوا وفدا برئاسة البكوش لمقابلة الرئيس الباجي قائد السبسي وإحاطته علما بحركة التململ التي تجتاح قيادات الحزب وكوادره وقواعده وما ينجر عن ذلك من تداعيات قد تؤدي إلى نزيف من الاستقالات والانشقاقات داخل النداء احتجاجا على إشراك النهضة. وكشفت القيادية في النداء عزيزية حتيرة التي كانت ترأس الإتحاد التونسي للمرأة، أكبر المنظمات النسوية، أن سعيد العايدي الذي أسند له رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد حقيبة وزارة الصحة "اعتذر احتجاجا على إشراك حركة النهضة" خاصة وأن النهضة نجحت في وضع نجم الدين الحمروني أحد قياداتها في رتبة كاتب دولة (وزير دولة). ويرى العايد وهو من القيادات النافدة التي تحظى بشعبية كبيرة في أوساط الندائيين أن "وجود النهضة في أول حكومة ديمقراطية تشهدها البلاد منبثقة عن انتخابات برلمانية ورئاسية شفافة ونزيهة حسم فيها الشعب معركة وطنية بين النهضة التي تتبنى مشروعا رجعيا وبين النداء الذي يقوم على مشروع إصلاحي وطني حداثي، يمثل خطرا على التجربة الديمقراطية ذاتها التي تستوجب فكرا سياسيا مدنيا لا فكرا عقائديا". وأكدت حتيرة أن "هناك انسحابات في الأفق لعدد من الوزراء من بينهم بالخصوص وزير الخارجية الطيب البكوش الذي يرفض تواجد النهضة في تركيبة الحكومة" وإستمات في الدفاع عن موقف المكتب السياسي للحزب الذي دعا الحبيب الصيد إلى النأي بالحكومة عن الإسلاميين. وكان البكوش الذي يقود تيارا نقابيا يساريا يرفض أي شكل من أشكال التقارب أو التحالف مع النهضة قد هدد في وقت سابق بأنه "سيعتذر عن منصبه إذا تم إشراك النهضة في حكومة الصيد". وأعلن الحبيب الصيد الاثنين عن تركيبة جديدة للحكومة تتكون من 24 وزيرا و 3 وزراء معتمدين و 15 كاتب دولة وضمت الحكومة كلا من حزب نداء تونس والنهضة و آفاق تونس والاتحاد الوطني الحر مع غياب الائتلاف اليساري "الجبهة الشعبية". كما تضم الحكومة الجديدة تسع كفاءات نسائية في مناصب وزيرات وكاتبات دولة. وتم إشراك النهضة بإسناد منصب وزير للتكوين المهني والتشغيل للناطق الرسمي باسمها زياد العذاري وبإسناد كتابة الدولة للتنمية والاستثمار والتعاون الدولي إلى القيادية آمال عزوز وكتابة الدولة للمالية للقيادية بثينة يغلان وكتابة الدولة للصحة للقيادي في الحركة نجم الدين الحمروني. +++ منح الثقة للحكومة ويعقد البرلمان التونسي اليوم الأربعاء جلسة للتصويت على منح الثقة للحكومة الجديدة التي أعلن رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد تشكيلتها الاثنين، وذلك بعد أن اخفق في الحصول على تأييد برلماني لتشكيلة حكومته الأولى. ومن المتوقع أن تحصل الحكومة الجديدة على ثقة البرلمان الذي يتمتع فيه حزب نداء تونس بالأغلبية، خصوصا أنها تحظى الآن بمساندة الكتل البرلمانية الرئيسية. وحسب الدستور الجديد، يتعين على الحكومة الحصول على ثقة "الغالبية المطلقة" من نواب البرلمان، أي 109 من إجمالي 217 نائبا.