أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي جملة من الاتصالات بعدد من قادة دول الخليج رأى فيها مراقبون قطعاً للطريق على تسريبات الإخوان المسلمين المفبركة لدق إسفين في العلاقات بين مصر ودول الخليج. وأكد السيسي في اتصال مع العاهل السعودي الأحد على "عمق ومتانة العلاقات المميزة" التي تجمع بين مصر والسعودية، صبيحة اليوم التالي لاتصالات مماثلة أجراها مع ولي عهد أبوظبي وأمير الكويت والعاهل البحريني. ودخلت الحرب الإعلامية بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام المصري مرحلة جديدة، حيث تصاعدت معالم ما يسمى ب"حرب التسريبات"، عندما أذاعت قناة "مكملين" التابعة للإخوان تسجيلاً صوتياً نسبته للرئيس عبدالفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع ومدير مكتبه عباس كامل، تعرض فيه السيسي وكامل بالنقد لبعض دول الخليج، في حضور محمود حجازي رئيس المخابرات الحربية آنذاك، رئيس الأركان حاليا. ولاحظ مراقبون أن توقيت إذاعة التسريب الجديد، ينطوي على رغبة في ضرب العلاقة القوية بين مصر والسعودية والإماراتوالكويت تحديدا، والتأثير على استمرار تدفق المساعدات، خاصة أن مصر تراهن على تعظيم الفوائد من أصدقائها في دول الخليج خلال المؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد الشهر المقبل في مدينة شرم الشيخ. تفهم خليجي وأعرب السيسي في اتصالاته عن عمق العلاقات التاريخية والراسخة بين مصر وشقيقاتها السعودية والإماراتوالكويتوالبحرين مؤكداً أن أي محاولة "فاشلة وحاقدة" لن تؤثر على ما يربط مصر بها من "علاقات أخوية متينة ومتنامية". وأكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وقوف بلاده إلى جانب مصر، حكومة وشعباً، مشدداً على أن الموقف السعودي تجاه مصر واستقرارها وأمنها "ثابت لا يتغير"، وأن ما يربط بين البلدين يعد نموذجاً يحتذي في العلاقات الاستراتيجية والمصير المشترك، وأن علاقة المملكة ومصر "أكبر من أي محاولة لتعكير العلاقات الراسخة بين البلدين الشقيقين". وأعرب الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي عن ثقته الكاملة بقدرة الشعب المصري وقيادته على مواجهة كل التحديات والمضي قدماً في طريق النجاح والوصول للأمن والاستقرار والتقدم، مؤكداً وقوف الإمارات مع مصر قيادة وحكومة وشعباً في سعيها نحو تحقيق الاستقرار والأمن، ودعم جهود مسيرة التنمية، بما يلبي تطلعات ومصالح الشعب المصري، وأن الإمارات ماضية على هذا النهج، إدراكاً منها لمحورية موقع مصر ودورها التاريخي وما تمثله من صمام أمان لاستقرار وأمن المنطقة. كما أكد أمير الكويت وملك البحرين دعم ومساندة بلديهما لمصر، ووقوفهما بجانبها لاجتياز المرحلة الانتقالية، إضافة إلى المساهمة في دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية. الإخوان يقدمون الدليل على غبائهم وأشارت مصادر إماراتية بدورها إلى عدم اهتمامها بما ورد في التسجيل وأن دور مصر والعلاقات مع الخليج أهم من أي تسريبات أو مواقف شخصية. وقال ضاحي خلفان نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، بأن ما تصفه جماعة الإخوان ب"التسريبات" لا تعد إثباتا ولا ترقى إلى قرينة، ولا تثبت مطلقا أي حقيقة، معتبراً أنه "دليل غباء". وأضاف خلفان، عبر حسابه على تويتر "الوشايات التي يؤلفها الإخوان للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي لعب عيال لا يتبعها الرجال"، مضيفاً "آخر فرقعات الإخوان، ذخيرة فاسدة، وأشهد للتاريخ أن الإخوان أغبى بني البشر". لعبة مكشوفة وكشف مصدر أمني لصحيفة "العرب" اللندنية أن التحريات المصرية أثبتت أن التسريبات التي نشرتها جماعة الإخوان، عبر قنوات إعلامية تتحدث باسمها، تم إعدادها عبر تقنيات حديثة بدعم مخابراتي من دول يهمها إفشال مصر. وأكد المصدر أن عناصر محترفة من الإخوان تلاعبت بتتابع بعض الجمل على لسان السيسي ومساعديه.