قال جمال بنعمر، المبعوث الأممي، إن العملية السياسية الانتقالية في اليمن "أصبحت في مهب الريح"، لكنه أشار إلى أن الأمل للنجاة والعودة إلى المسار الصحيح لايزال قائماً، وأنه تواصل مع زعيم أنصار الله، عبدالملك الحوثي، لهذا الغرض. وأضاف بنعمر- في إحاطته التي قدَّمها عبر الشاشة من صنعاء خلال جلسة مجلس الأمن، مساء أمس، والمخصصة لمناقشة الوضع في اليمن- أن اليمن على حافة الدخول في حرب أهلية، وأنها أمام مفترق طرق. فإما الحرب الأهلية والتفكُّك، وإما إيجاد مخرج يعيد العملية الانتقالية إلى مسارها. وأوضح بنعمر أنه نبَّه مجلس الأمن- على مدى 3 سنوات- إلى المخاطر المحدقة بالعملية الانتقالية، "ويؤسفني أن أقول اليوم إن هذه العملية باتت في مهب الريح". ونوه بأن الأزمة السياسية والوضع الأمني في اليمن يُلقيان بظلال كثيفة على جهود المساعدة الإنسانية التي يستفيد منها ملايين اليمنيين، مشيراً إلى أن استمرار الأزمة سيؤثر على الوضع المعيشي لليمنيين، وقد يفقد عشرات الآلاف وظائفهم. كما قد يتسبب في وقف تمويل المشاريع والخدمات الأساسية. وقال المبعوث الأممي إن الغموض السياسي يضغط على الريال اليمني، وبدون تسوية سياسية عاجلة فإن الريال معرَّض لخطر الانهيار. وأكد في إحاطته أن "انعدام الاستقرار يقوي تنظيم القاعدة ويزيد من احتمال إقامته لمعاقل في أجزاء من محافظاتأبين وشبوة وحضرموت ومأرب". وأضاف بأن "المفاوضات تناقش سبل منع انفجار الوضع في مأرب، وكذلك ضمانات حماية الحقوق الأساسية كالتجمع السلمي وحرية التعبير وغيرها". ونوه بأن "المفاوضات تدرس ترتيبات الشراكة في حكومة وحدة وطنية جديدة، وسبل تفعيل المؤسسات الأمنية لتتحمل مسؤولياتها مجدداً".. وقال بأنه أشرف على مفاوضات دقيقة تناقش مواضيع معقدة تتعلق بترتيبات الحكم خلال الفترة الانتقالية، بما في ذلك السلطتان التنفيذية والتشريعية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، دعا في مستهل الجلسة الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى مساعدة الشعب اليمني على إرساء حكومة شرعية باليمن. وقال إن على كل الأطراف اليمنية المشاركة بالحوار من أجل السير بالعملية السياسية قدماً نحو النجاح. إلى ذلك، وفي سياق المشاورات السياسية الجارية في الموفنبيك، شكَّل بنعمر لجنتين مصغرتين.. الأولى لبلورة أفكار حول الجانب التشريعي، والثانية لبلورة أفكار حول الجانب الرئاسي وتسليمها اليوم، وفقاً لمصادر "اليمن اليوم". وأضافت المصادر أن آخر ما كان قد تم طرحه رؤية مقدمة من بنعمر نفسه، ومتقاربة إلى حد ما مع رؤية المؤتمر الشعبي العام، وتتمثل في تشكيل غرفتين تشريعيتين "الشورى والبرلمان" ويطلق عليها اسم "المجلس الوطني"، بحيث يتم استيعاب أنصار الله ضمن قوام مجلس الشورى.. وعلى أن تأتي القوانين المتعلقة بإدارة الفترة الانتقالية من مجلس الشورى ويقرها البرلمان. وبقية القوانين من الاختصاص التام للبرلمان. إلى ذلك اتهم عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، أحمد الكحلاني، وهو أحد ممثلي المؤتمر في حوار موفنبيك، أحزاب اللقاء المشترك بتعطيل الحوار وإضاعة الوقت والدفع بالمشهد إلى وضع أكثر تعقيداً. وأوضح الكحلاني- على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"- أنه ومنذ بدء حوار موفنبيك من أجل ملء الفراغ الدستوري لم يعرف أحد ماذا يريد الإخوة في اللقاء المشترك "خمسة أحزاب"، فهم لم يتفقوا يوماً على رؤية واحدة لحل الأزمة، ولم يتفقوا على رؤاهم منفردة منذ بدء الحوار وحتى اليوم. وأشار إلى أن أحزاب المشترك تتباين كأحزاب على الرؤية المشتركة التي يتقدمون بها ويطلبون تقديم رؤية كل حزب بشكل منفرد، وما أن يبدأ النقاش في تلك الرؤى حتى ينسحب أحدهم لأسباب كان من الممكن احتواؤها، ويتبعه الآخرون بحجة أنه من غير الممكن الاستمرار في النقاش وأحدهم منسحب، وأنهم يريدون الوقت لإقناع زميلهم المنسحب، متسببين بتعطيل الحوار ليوم أو يومين أو ثلاثة أيام، وبعد عودتهم مجدداً إلى الحوار يفاجئون الجميع برؤية مشتركة جديدة غير تلك التي كان يُجرى النقاش فيها، وما أن ينتهوا من قراءتها حتى تتباين آراؤهم ويعلن بعضهم الخروج عن الرؤية الجديدة. واستشهد الكحلاني بما حدث في إحدى المرات وبعد انتظار ليومين، حيث عاد المشترك برؤية واحدة مشتركة وكلفوا حسن زيد بقراءتها، وما أن فرغ من قراءة الرؤية حتى أعلن مباشرة أنه ليس مع هذه الرؤية، وتبعه آخرون من المشترك بإعلان رفضهم للرؤية الجديدة، حتى وصل بهم الأمر إلى تقديم رؤيتين مختلفتين في جلسة واحدة ولم يتفقوا على أيٍّ منهما، في الوقت الذي لم تتقدم المكونات السياسية الأخرى عدا برؤية واحدة لكلٍّ منهما منذ بدء الحوار. وعدَّ الكحلاني هذه التصرفات من اللقاء المشترك سبباً وراء الدفع بجماعة أنصار الله إلى اتخاذ إجراءات أحادية من جانبهم وإصدار إعلان دستوري من طرف واحد، محذراً أن استمرارهم في هذا إضاعة للوقت وتمييع الحوار، في الوقت الذي ينتظرهم 25 مليون مواطن على أحر من الجمر يحسبون الساعات والدقائق لما سيخرجون به من حل للأزمة، قد يدفع أنصار الله لاتخاذ خطوات أخرى قد يصبح بعدها المشهد السياسي أكثر تعقيداً.