تحت شعار "حتى لا تغرق السفينة"، تم في يوليو 2008م، الإعلان عن تأسيس "هيئة للأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر"، في اليمن.. باسم "هيئة الفضيلة". وعلى غرار الهيئة الوهابية في السعودية، كان الهدف المعلن للهيئة الإخوانية هذه في اليمن محاربة الرذيلة وحماية الفضيلة، وورد في بيانها التأسيسي: إن وجودها بات ضرورة للدفاع عن الفضيلة المنتهكة!. تحدثوا كثيراً حينها عن انتشار الخمور والمخدرات، وشيوع التبرج والاختلاط والانحلال الأخلاقي وتفشّي الدعارة وتجارة الجنس والأفلام الإباحية، وزيادة نشاط المنظمات التنصيرية..! كما تحدثوا أكثر عن ارتفاع نسبة الفساد وانخفاض نسبة الإيمان.. وعن أشياء كثيرة لا وجود لها، كالكاسيات العاريات وغرق الشوارع بالخمور والمدارس والجامعات بالرذيلة.. برئاسة الشيخ عبدالمجيد الزنداني، وعضوية رجال دين آخرين كالشيخ حمود هاشم الذارحي تأسست هذه الهيئة كسلطة مشاركة للدولة في الرقابة والضبط واستخدام العنف.. لا أدري بالتحديد ما كانت علاقة الرئيس صالح بالأمر، لكن قيل حينها أنه هو الذي أعطى الضوء الأخضر لإنشائها، ثم لاحقاً الضوء الأحمر بتجميدها.! في كل حال، مرت الأيام عاصفة، وغرقت السفينة التي كان رجال الهيئة يخافون عليها من الغرق، لكنها لم تغرق بسبب "الكفرة" الذين كانوا يحاربونهم، بل بسبب المتطرفين الذين تخرجوا على أيديهم، لم تغرق بسبب غُرز السّكارى بل بسبب خلايا المتطرفين، لم تغرق بسبب انتشار الخمور والفجور والانحلال والاختلاط.. بل بسبب تفشّي التطرف والتزمت والعنف والإرهاب.!