حميد دبوان / سمير النمر نفذ موظفو المكاتب الحكومية في حجة، أمس، وقفة احتجاجية تنديداً بالعدوان السعودي والذي يدخل يومه السابع عشر. يأتي ذلك فيما أجبر سكان (3) مديريات حدودية- تتبع إدارياَ محافظة حجة- على النزوح جراء قصف مدفعية العدو السعودي المتواصل بصورة يومية ولليوم السادس عشر، على التوالي. تصاعد الغضب الوقفة التي نفذها موظفو المكاتب الحكومية أمام المجمع الحكومي، دان المشاركون فيها- في بيان صادر عنهم- "العدوان الغاشم على اليمن"، ودعوا السعودية إلى "رفع يدها عن اليمن"، مؤكدين أنه مهما كثف العدو من غاراته ومهما بلغ حجم الدمار والأضرار إلاّ أن الصمود والنصر هو الخيار الوحيد لليمن. الوقفة تعد امتداداً لسلسلة تظاهرات بات ينظمها أبناء مدينة حجة، بصورة شبه يومية، جراء تعاظم الغضب الشعبي تجاه المملكة وحلفائها القاعدة في الداخل المباركين للعدوان.. ووفقاً لما رصده مراسل "اليمن اليوم" فقد شهدت المدينة، الأيام الماضية، تظاهرات ومسيرات في شوارع مدينة حجة شارك فيها الآلاف من أبناء المحافظة. وقال الزميل سمير النمر إن التظاهرات تعبر عن موجة غضب في أوساط الأهالي الذين يكافحون منذ بدء العدوان على اليمن، بغية الحصول على أبسط مقومات الحياة اليومية. إفراغ الحدود تعرضت المديريات الحدودية- التابعة لمحافظة حجة- لسلسلة غارات جوية على مدى الأسبوعين الماضيين من عمر العدوان السعودي، ونالت أيضاً نصيباً أوفر من الضحايا في صفوف أبنائها، إذ سقط (76) شهيداً وأكثر من (300) مصاب جراء القصف والغارات المتواصلة، وفقاً لمصادر طبية. ركز العدو السعودي في قصفه المتواصل على مديريات (حرض، ميدي، بكيل المير)، مع أن تلك المديريات لا يتواجد فيها سوى مواقع محدودة للجيش والأمن. وقال مصدر في غرفة عمليات أنشأتها السلطة المحلية لرصد تطورات الوضع على مناطق حجة الحدودية ل"اليمن اليوم" إن الهدف من القصف المتواصل على تلك المديريات هو إجبار سكانها على النزوح وتعطيل الحياة فيها استعداداً- كما يبدو- لعدوان بري. أهداف العدو العدوان على محافظة حجة يعد امتداداً للعدوان السعودي على كامل محافظات الجمهورية.. استهدف العدو في يومه الأول على محافظة حجة منزل شيخ قبلي في مديرية وشحة، يدعى محمد حزام مسعود، أعقبه ارتكاب العدو لمجزرة باستهداف مقاتلاته لمخيمات النازحين في منطقة المزرق التي تضم قرابة (20) ألف أسرة نزحت من حروب صعدة الست. وراح ضحية تلك المجزرة (50) شهيداً ونحو (300) جريح، وفقاً لمدير مكتب الصحة في المحافظة أيمن مذكر. استهداف المخيمات الأربعة تواصل على مدى أربعة أيام من بدء العدوان السعودي على حجة، مما تسبب بنزوح قاطنيه إلى مديريات أكثر أماناً، وفقاً لمصدر في مخيمات النازحين. وطال القصف المدفعي خصوصاً منزل أسرة كانت تقيم بجوار موقع لقوات الأمن الخاصة في حرض، مما تسبب باستشهاد نحو (12) شخصاً من أبنائها. وفي مديرية ميدي حصد العدوان السعودي أرواح (12) شخصاً، وتسبب بإصابة (24) شخصاً في سلسلة غارات استهدفت منشآت حيوية في المديرية. قرى حدودية تعرضت للقصف 1- وادي ابن عبدالله 2- وادي دعثر 3- منطقة المدافن 4- منطقة المداحشة- تدمير خزانات مياه 5- شعب اللبن. منشآت حيوية استهدفها العدو في حرض 1- مدرسة ثانوية 2- ميناء منفذ حرض البري 3- جسر وادي ابن عبدالله، يربط حرض بالطوال السعودية ويمتد لنحو 250 متراً 4- مكتب الجمارك 5- مكتب الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس 6- مكتب النقل البري 7- مخيمات المزرق التابعة للأمم المتحدة 8- مخيمات تمولها الكويت والإمارات في منطقة المعاين. مواقع عسكرية استهدفت في حرض 1- مواقع للواء (105) الممتدة بين حرض والملاحيظ 2- موقع للواء (26) ميكا 3- سلاح حرس الحدود 4- موقع للأمن الخاصة. أهداف العدو في ميدي 1- مدرسة حماة الثورة 2- المجمع الحكومي 3- المجمع القضائي 4- مقر الشرطة البحرية 5- ميناء ميدي 6- مبانٍ مطلة على الساحل تستخدم كمنشآت سياحية 7- مستشفى ميدي الريفي. معاناة الأهالي العدو السعودي في قصفه "المروع" لم يحقق سوى رفع معاناة البسطاء من الناس وإجبارهم على النزوح. إلى جانب ذلك حرم القصف المتواصل الطلاب في (حرض، ميدي، بكيل المير) من التعليم، بعد أن أجبر الطلاب على النزوح برفقة عائلاتهم. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن قرابة (3000) أسرة نزحت من مديرية ميدي باتجاه مديرية اللحية التابعة إدارياً لمحافظة الحديدة. واتخذت تلك الأسر من المدارس في اللحية مقرا لإقامتها المؤقتة، فيما تطوعت أسر في اللحية باستضافة عدد من النازحين، وفقاً لمراسل اليمن اليوم. الأسر التي نزحت من مديرية حرض، عاد أغلبها إلى قراهم في المحافظات، فيما لجأت أسر أخرى، تقطعت بهم السبل، إلى مدارس تبدو آمنة، وتقع على أطراف مديرية عبس. وكذا الأمر بالنسبة لأهالي بكيل المير. وضع إنساني "كارثي" للنازحين مراسل "اليمن اليوم" في زيارته الميدانية للنازحين وصف الوضع الإنساني بالنسبة لهؤلاء ب"الكارثي". وأشار المصدر إلى أنه لا توجد مراكز إيواء حالياً، مما دفع بالأسر إلى المبيت في المدارس والجوامع، وبعضهم افترشوا التراب. نقص حاد في الوقود ينذر بإغلاق المستشفيات مصادر طبية قالت ل"اليمن اليوم" إن استمرار أزمة الوقود سوف يؤدي في النهاية إلى إغلاق بعض المستشفيات، مما قد يتسبب بتفاقم الوضع في المحافظة المتردي جراء الحصار والقصف السعودي. وأشارت المصادر إلى أن انقطاع الكهرباء جراء استهداف العدو لمنشآت البنى التحتية يدفع مستشفيات المدينة إلى الاستعانة بالوقود لمواجهة العجز في التيار، "لكن انعدام الوقود قد يدفع المستشفيات للإغلاق"، ومع ذلك إلاّ أن الغضب الشعبي في حجة تجاه المملكة وعملائها في الداخل يتنامى يوماً بعد آخر.. مؤكدين صمودهم في وجه العدوان مهما كلفهم الثمن.