رئيس مجلس حكماء أسرة آل سعود، الأمير طلال بن عبدالعزيز، استبشع عدوان بلاده على الشعب اليمني، وقال لقناة تلفزة ألمانية: إن "المملكة تشعر أنها استُدرجت للحرب على اليمن، وإن الطيارين الذين يقصفون اليمن مرتزقة جُلبوا من مصر وباكستان وأمريكا، ويتقاضى بعض منهم 7500 دولار على الطلعة الواحدة"!، بينما يظهر "خكارية" سعوديون في وسائل إعلام العدوان يسبُّون اليمنيين، ويبررون عدوان بلادهم عليهم بأنه ضرورة لدحر "المعتدين اليمنيين"! وضرورة "لحفظ أمن المدنيين اليمنيين"!! أي أن اليمنيين هم الذين اعتدوا على السعودية، وأن السعودية ما قتلت وجرحت أكثر من 5000 يمني حتى الآن، وما دمرت بناهم الأساسية إلا لحفظ أمنهم، وبالمرة "إعادة الشرعية" للمنكود. ويزعم "خكارية" سعوديون آخرون أن اليمنيين يسعون لفرض القومية الفارسية، وفرض مذهب الشيعة الاثني عشرية، وهذا خطر على السعودية والمنطقة، وبالتالي فإن عدوان آل سعود على الشعب اليمني كان ضرورة لبقاء اليمن دولة عربية، وعدم السماع للرئيس السابق علي عبدالله صالح تحويلها إلى فارسية، ومنع عبدالملك الحوثي جعلها شيعية اثني عشرية.. يسوق "الخكارية" هذا السخف وكأن مشروع الفرسسة ومشروع الاثني عشرية، المتنافرين، مشروعان حقيقيان يُجرى تطبيقهما في اليمن، والعدوان السعودي على الشعب اليمني جاء فقط لقطع الطريق أمام المشروعين الموهومين.. هذا يريك أن "خكارية" السعودية، ومن معهم من اليمنيين أخوان المناحيس، مفلسون، يدافعون عن العدوان بتسويق الأوهام.. يعلم هؤلاء أن السعودية كانت حليفاً قوياً لإيران الشاه محمد رضا بهلوي، منذ كانت إيران الشاه شرطي أمريكا في المنطقة، وحليف إسرائيل، ولم تكن لدى السعودية مشكلة مع إيران الشاه الفارسية الشيعية، وإنما ظهرت العداوة بعد سقوط الشاه، وبعد أن صارت جمهورية إيران الإسلامية في حالة خصومة مع إسرائيل وأمريكا، بحكم أن السعودية مسخَّرة لخدمة المصالح الأمريكية، ومع ذلك فعداوة السعودية لإيران ليست خالصة ولا دائمة، بل تزيد وتنقص حسب متغيرات العلاقة الإيرانية مع أمريكا. وأزعم أن "الخكايرة"، يدركون هذا، ولكن لا سبيل لتبرير عدوان بلادهم على الشعب اليمني، إلا بهذه الأدوات الصدئة.. القومية الفارسية، مثل قوميات إيرانية أخرى، شأن إيراني محض، لم تتحرك إلى خارجها، والنظام الحالي لا يبدو متحمساً لقومية دون غيرها من القوميات الإيرانية الكثيرة، لأسباب معروفة.. أما الشيعة الاثنا عشرية في إيران فالمعروف تاريخياً أنها نُقلت إليها من خارجها، من العراق بالدرجة الأولى، ومراجعها في النجف الأشرف وكربلاء، قبل قُمْ، والاثنا عشرية وُجدت في المناطق الشرقية من السعودية قبل وجودها في إيران.. فعلى من يكذب الخكايرة؟